أفراخ الفرعون أم شاة في القطيع !!
سألني احد الاخوه : أليس بقاء فرعون الاستبداد افضل من الثورة عليه وعندما سالتة عن السبب قال لي :
قد تتيه الشعوب في دوامة التيهة فتكون كالشاة المربوطة بحبل ثم فجأ تقطع الحبل فستكون النتيجة ان الشاة ستدور حول نفسها وتدور لأنها لاتعرف الطريق ! هذا اولا
وثانيا لأن الفرعون الذي تعرفه خير من الملاك الذي لاتعرفه ..!
وثالثا قد تكون المحصلة من الثورة مجموع من مافيا افراخ الفراعنة بدل الفرعون المسكين الواحد..؟؟
فكان جوابي هو :
انك في هذه الحالة أما ان تختار ان تبقى عبد أو تكون شاة ...!! فأيهما تختار ....؟؟
فقهقة ظاحكا وكنت مكتفيا بالابتسام .!
ثم قلت له ان هناك خيار ثالث هو :
ان تحاول ان تصنع قدرك بيدك وتجرب ان تكون لمرة واحدة انسان ..!
ويكفيك حينئذ ان فشلت.... شرف المحاولة ..!!
فأيهما تختار...؟
فتهجم وجهه..... وبقت مكتفيا بالابتسام ..!
ان فكرة أفضلية بقاء فرعون في سدة الحكم والتسلط والاستبداد على الجماهير التي تفكر بعقلية القطيع لأن الثورة على الفرعون قد تنتج افراخ من الفراعنة الجدد الطامحين لتطلعات السرقة من جديد وللقتل من جديد بدلا من الفرعون الاصلي الذي ربما انتفخت خزائنة من اللصوصية,وامتلأت احشائه من من الدم , والتفكير بان فرعون واحد ولص واحد وقاتل واحد خير من مجموعة افراخ جديدة من الفراعنة المتطلعة لأخذ مقاعدها ثم الجلوس عليها للسرقة من جديد وللقتل من جديد وللاستبداد من جديد ولأخذ دورها الجديد في الفرعنة !
هو في الحقيقة ناتج عن مجموعة من المعادلات الفكرية الفوضوية ونتيجة لتوالد اجيال العبيد والقطيع جيلا بعد جيل فالعبد لايلد الاعبد..!! أرايتم عبدا ولد حرا ؟
كما ان القطيع لاتلد الا القطيع .؟ أرايتم شاة تلد انسان ..؟
فتوارثت الاجيال الخنوع والقهر والذل والسكون والجمود يدا يد حيث ان الاب يسلم راية الذل وحبل العبودية وسوط القهر من امة الاباء الى امة الابناء واليك الدليل:
1- ان الفكرة الجهنمية هي بحد ذاتها وفي محصلتهاهي تكريس لبقاء قوى الاستبداد في الاستبداد والقطيع في القطيع وهي التسلط برقاب الناس ولبقاء الجماهيير في السكون والحضيض وثقافة العبيد وعقلية القطيع .! وبتالي هي بالنهاية بقاء الوضع على ماهو عليه وهو في النهاية انتصار للفرعون.؟
2- ان هذة الفكرة الكسولة جدا هي ليس وليد اللحظة الان بل هي نتاج هذا المخزون الثقافي الآسن منذ ان فتح الانسان عينية على هذه الحياة حيث بدا ابواه ينجسانة ويلوثانه بقطرات ثقافة العبيد والذل والجمود والخنوع حتى صار عندنا في النهاية هذا المخزون الكبير من الافكار الاسنة التي غرقنا فيها ويغرق فيها المسلمون اليوم !
لأن المحيط الثقافي للانسان هو نتيجة تراكم قطرات التجهيل والتقزيم والتعليب منذ الصغر فقطرات ثقافة العبيد تنزل على الرؤس قطرة قطرة لحقنها في عقول الجماهير وليس الان بل منذ ان كانت الجماهير وليدة ثم طفل ثم غلام ثم عبد ولزمن طويل يوم بعد يوم وشهر بعد شهروسنة بعد سنة.!
الى ان وصلنا الى هذة النهاية المروعة من الكسل والتكلس والجمود والتجمد ثم صرنا بالنهاية الى علب معلبة نفكر بالعقلية المعلبة حيث قوى الاستبداد هي من تأكلنا او تشربنا وهي من تضع علينا زمن الصلاحية ونفاذ الصلاحية ثم في النهاية ترمينا في سلة النفايات..!
ولذلك كان حتما علينا تتغير طريقة التفكير وليس التفكير وتغير الافكار الكسولة باخرى تصنع الحدث.!
3- ان اخراج الجماهير المعلبة من براد التجميد والخنوع القدري بالفرعون وبالاستبداد وتحرير العبيد من ثقافة العبيد واخراج الجماهير لتفكر بآدمية آدم وانسانية انسان وعقلية البشر بدلا من عقلية القطيع هي مسؤلية كل فرد متحرر يتنمي لهذا المجتمع لأن هذا مبدأ المتحررين والمتنوريين ثم مرورا بربط المجتمع بمشروع حضاري فعال يتنفسونه يوميا ويعيش معهم وينتقل معهم اينما ذهبوا في البيت والشارع والمدرسة والعمل حتى نصل وتصل الجماهير ان تسبح كالاسماك في المحيط الثقافي لفكرة الحضارة والنهضة .! لأن تغيير تفكيرنا وعقولنا ونظرتنا للاشياء هو الذي اوصلنا الى تغيير المحيط الثقافي من المستقنعات الفكرية الآسنة الى المحيط الرقراق النقي .ّ!
من فوضى الافكار الى صناعة الاقدار..!
4- ان تتخلى الجماهير من ذالك الاستعداد الدائم للأنحناء حتى لايطمع الاخرون ركوبهم واعتلائهم .!
وان تحاول ان تشد مأزرها جيدا حتى لايسيل لعاب الغاصبون ..!
وخذ مثال :
انا ازعم ان ثورات شباب الحرية هي خلع لتلك الثياب الآسنة من الافكار الذليلة وهي تتطهر من اوساخ العبودية وهي ليس انفجارات اجتماعية من اجل رغيف الخبز ..!
بل هي انفجار هائل لطاقة العقل العربي الشاب المتطلع الذي غسل عار العقل العربي الهرم الذليل !
ثم غضب و قطب جبينه واحمر وجهه وجمع حاجبية وصرخ باعلى صوتة : كلا ولا للاستبداد ..!
ثم ابتسم وارتخى بأعتداد نفسي كبير وثقة بالمبدا وباخية الانسان ثم قال نعم للحرية...!
الشباب اليوم يصنعون التغيير ويصنعون الاحداث ويخلقون الاقدار ويحاربون القدر وبالقدر
يدفعون قدر الاستبداد بقدرالحرية .!
وهي انطلاقة لن تقف امام الرصاص لانها اسرع من الرصاص..!
وعملاق الحرية اكبر من اقزام الاستبداد.؟
الان : الابناء يغسلون عار الاباء.....؟
التعليقات (0)