أغنية للهواء شعر حسن توفيق
سماء وأرض .. وهذا الهواء الذى يستخف بنا أجمعين
هو الكائن الشاعرىّ .. هو الولد الفوضوىّ .. هو الراهبُ
هو النبض فيما يبين انسجاما .. غراما .. طموحا .. وما لا يبين
هو الراقص المستخف .. هو الغاضبُ
هو الريح تبكى وتصرخ حينًا.. وحيناً هو النسمة الرائقة
هو الخصلات تطيش مرارا على وجهِ مجنونةٍ عاشقة
وحين أسير أراه معي .. في جواري .. وحولي
أراه يهيئني للجسارة .. يسكرني بنبيذ المحبة
فأهمس : أهلا أيا خير صحبة
أحسك طيفا لطيف الملامح يؤنسني فى صباحي وليلي
وأسمع غيري يقولون همسا ودون اتفاق وهم سائرون
ليحيا الهواء المهيب الذي يمنح الروح في البحر للأشرعة
ليحيا الهواء الذي لا يهون
هو المستبد .. ولكننا نستطيب جنون الحياة معه
وإذ أستحث خطاي اشتياقا لأرض يعيدة
نقشتُ ملامحها فى خيالي المعذب منذ اغتربت وضعت
أراه يطل ويدنو ليفتح صدري بإشراق روح جديدة
يقول : تقدم.. ولا دخلَ لى بالطريق فهذا طريقك أنت
ولكننى سأظل معك
ولن أخدعك
فأنت المبشر بالنشوة الغضة المطلقة
وحينئذ .. سأكون معك
وأنت المهدد بالمشنقة
وحينئذ .. لن أكون معك
.. وسار الهواء المحب المغامر .. سار على الماء ثم استدار
كمن سار قبلا على الماء .. سار
وطار لأعلى سماء ليقطف أحلى ثمار
وعاد يغني وعيناه ملؤهما نشوة وانتصار
وحين رأيت الذي قد رأيت
ذهلتُ .. ارتعشت
تذكرتُ أن الطريق طويل وأن الهواء معي في الطريق
فقلتُ بفرحة طفلٍ وحكمة نهر عتيق
ليحيا الهواء على الأرض حرا .. ليحيا الهواء
ليحيا الهواء الطروب يدندن للعاشقين بغير انتهاء..
التعليقات (0)