أغنية المسافر
قصيدة جديدة
للشاعر : حسن توفيق
يسير المسافر ليلاً ويهمس : إني امتداد لأشواقِ ناي
وهذا الطريق طويل ولابد أن أقطعه
سأمشي عليه وتمضي خطاي
إلى أين ؟ ليس يجيب وتمضي خطاه بقرب الخطى المسرعة
خطى غرباء يئنون .. يجْنون شوك الذي قد مضى من سنين
ويلقون ورداً كساه الذبول
ومن كل وجهٍ يطل انكسار ويبدو حنين
لكل طريق ، وكلّ يريد إليه الوصول
يسير المسافر ليلاً وتنأى رؤاه عن الأوجه الجاحدة
ويتبعه الرمل تذروه ريح تهب على مدن بائدة
ويتعبه بالتشابه بين السراب وبين خيوط الأمل
ويبن الذي تاه قبل الوصول وذاك الذي سار حتى وصل
يسير المسافر .. ينفث حزنا : تحجرتُ حين اغتربتُ طويلا
فكيف أحرر نفسي من اللغة الراكدة؟
وكيف أصافح بعد احتراقي نهاراً جميلا
وهذا الفحيح من الرمل يصعد يرصد كل الخطى الشاردة؟
يقول المسافر ليلاً : طريقي طويل ولكنني سرت فيه
لأعرف سر التشابه بين السراب وبين خيوط الأمل
وأبحث عما أراه عصيا بعيدا ولكن بغير شبيه
فأنفض عني رماد الملل
سأبقى أحاول ألا أبوح بكْلمة حب لأي امرأه
إذا لم تكنْ من حدائق قلبي
وأمضى لألقي الذي مضى في فم المدفأه
ومن حزنِ ناي عميق الجذور سيولد حبي
سأبقى أحاول ألا أكرر قولاً ولو كان حلو المذاق
وأغسل أذْني من المفردات المعادة .. من رملها اللاذعِ
سأبعد عيني عما تسمر دهرا من المشهد الخادعِ
وأرجع للشمس – شمس المحبة – حتى وإن كان فيها احتراق
التعليقات (0)