لا أحد منا قادرٌ على إجبار (الآخر) على تبرير مواقفه، أو شرح وتفسير قناعاته، أو تعليل إختياراته وتوجّهاته في الحياة .. مالم يكن ذلك الآخر مُتخطيا لحدوده، أومُتعدّيا على فُسح غيره، أو مُنتهكا لخصوصياتهم ولحقوقهم الماديّة أوالمعنوية !..
وفي حياة المسلمون اليوم، أصبح الآخرُ كابوسا يُؤرّقهم أكثر مما يُؤرق غيرهم من الأمم، لأن أمتهم أصبحت موصومة بعار التطرف والإرهاب أكثر من غيرها، رغم أن الواقع يقول إنها أمّة خانعة وخاضعة وضعيفة رغم غناها المادّي والرّوحي، لأن المسلمين إبتعدوا كثيرا عن تعاليم دينهم، وتوقفوا عن الوثوق بربّهم والتوكّل عليه، وتحوّلوا عنه إلى مُوالاةِ أعدائه وأعداء دينهم من اليهود والنصارى والمشركين، والإستقواء بهم، بل وحتى الإقتداء بهم في الكفر بربّهم، وفي التهجّم على أمّتهم ورميها بأقذر النعوت والأوصاف ؟!..
فكم من مُسلمٍ خرج من بين صفوف المسلمين وانشق عن جماعتهم، فكان أشدّ على الإسلام مِن غيره ممن لم يعرفوا الإسلام يوما، وكان جارحا أكثر منهم .. لكن تظلّ قلوب المسلمين تنفطر لرؤيته يضلّ عن سواء السبيل بكامل وعيه وإرادته .. ويتبرّأ من الحق ليتبنّى الباطل، ويستقيل من حزب الله لينخرط في حزب الشيطان .. ويبتعد عن دروب النجاة ليسلك دروب الهلاك .. ويُؤثر الدخول في أنفاقٍ مُظلمة وموحشة لايعرف في غياهبها الرّاحة والسّكون، على الإستئناس بنور الحق والإيمان ؟!..
ومن تلك النّماذج مَن يتبنّى دينا فريدا ما أتى به الأولون !.. دينٌ يقول عنه (المُرتدّ عن الإسلام) إنه (هِبة) مِن عند إله المسلمين ـ الذي كان يعبده ـ أمدّه إيّاها بعدما توسّله (الهداية إلى طريق الحق) ؟!.. دينٌ يقوم على العلاقة المُباشرة بين العبد وربّه، بالتّنكر لجميع الأديان والكفر بجميع الأنبياء والرّسُل ؟!.. أي الإيمان بوجود إلهٍ وخالقٍ للكون لكن دون التقرب إليه بالعبادات ؟!.. ما يدعو للتساؤل عن مغزى الإيمان بالله دون عبادة، لأن ذلك قدحٌ في ربوبيته ؟!.. فالإله في هذه الحالة (عابث) لم يخلق الإنسان لأي سبب أو غاية أوهدف ؟!..
من الواضح أن ذلك الإنسان مُتنصلٌّ من واجباته الدينية، وواهمٌ (بهواهُ) أنه على صواب، لمُجرّد أن الشيطان وسوس إليه بآياتٍ قرآنية (متشابهة) وأغواه وأضله بها، وجنّده للهجوم على المسلمين بها .. لذلك يُحاول عبثا تبرير ردّته، رغم أنه غير مُطالَب أبدا بالتبرير لأنها فعلا علاقة بينه وبين (ربه)، لكنه مُطالبٌ بالكفّ عن إستعمال (كتاب المسلمين) و (أحاديث نبيّهم) في الهجوم عليهم والسخرية منهم .
22 . 11 . 2011
التعليقات (0)