مواضيع اليوم

أغراب علي الطريق

أمل جمال النيلي

2012-02-11 17:55:21

0

أغراب علي الطريق
بقلم : أمل جمال النيلي
-----------------------
أشعر وكأن بالزمن عاد بي .. عدت لأيام كنت أفتقدها .. لأيام لم أتصور عودتها من جديد .
أيام كنا وقتها كيان واحد .. قلب وروح واحدة .. حب ابدي لم أتصور نفاذة قط .
كنا محاصرين بحب غزير .. نبته زرعت منذ خمس سنوات وآن وقت إزهاراها .. لتعلن جمالها للعالم .
حان وقت إزهارها .. ليأتي نزيف حاد .. حاد لح الجفاف .. جف الحب الذي روي هذه الزهرة .. الحب الذي جعل لها وجود في بستان الجنة .
مشوار بدأنها معا ً .. مشوار لم يكن سهل .. مشوار مملوء بالألم والدموع .. السعادة والابتهاج .. جروح تنزف وتلتئم .. رغم نزيفها بين الحين والأخر .. إلي أنني كنت سعيدة بقربي منه .
مجرد التفكير بشدة ارتباطاتنا ببعضنا .. يجعلني أنسي جرحي .. واستعيد قواي .. يلتئم الجرح .. ويتوقف الزيف .
كانت ليالينا مقمرة .. يخبرني القمر برسائل حب .. كتبت علي صفحاته .. حب لم يعكره الزمن .. نتبادل الكلمات والأحلام لننام .
كان رسول حب .. وفجأة تحول لشاهد علي مقتل حبنا .. قتلنا غدر .. لم نعرف بأننا سننزف لدرجة الموت ونحن في قمة سعادتنا .
أيعقل تقتل الذكريات والآمال .. كلمات الحب والهمسات .. استيقنا وآهات البعد التي تتلاشي بلقائنا .. ننتهي بهذه البساطة .
مملكة حبنا بعدما نزينها .. تماسكنا لسنوات ولم يبقي سوي أيام .. أيام وينتهي العداد علي حساب أهات فراقنا .. سنجتمع في مكان واحد وينتهي كل ألم .
ينطفئ نور الأمل .. وأفقد معني الحياة .. وأضل طريقي .. وتتطاير أحلامي وآمالي .. ولا تعد تري عيني النور ثانية .
أصبحت مغيبة .. أخلد للنوم مودعه أحلامي وآمالي المفقودة .. وأتمني لو تتحقق ولو بالأحلام .
ليلا ً أتطلع ليدي وأبكي .. ابحث عن ضي عيني الذي فقدته .. ضاع وسط السراب .. تبدلت أحلامي لسراب .
تشرق الشمس علي الحياة ما عدا حياتي .. فحياتي يتشبث بها الظلام .. فبفقدانه لم يعد لدي أمل أتطلع لتحقيقه .
حياتي رسمت لنسير معا ً في طريق واحد .. ليس كلا ً منا بطريق .. وها الطريق جمعنا ... وقفنا ننظر لبعضنا البعض ..عيوننا خليط من الشوق والحب .. الكره والغضب والألم .
أصبحنا غربيان علي الطريق .. لم تعد تربطنا أي صلة .. لم يعد الحب زادنا كالسابق تبدل بالألم .
أصبحت يده فراغه مثلي .. لم تعد دبلتي تزين يده مثلي .. قبعت في ظلمة درج الذكريات .
تخليت عنه .. تخليت عن حبي .. فضلت أبي عليه .. خسرت حب عمري وحياتي .. من أجل أبي لم يعد من حقي مكالمته .. وستمر الأيام ويعثر علي آخر تزين حياته وينساني .. كيف تخليت عن أحلامي هكذا .
تحرك وتركني واقفة في مكاني .. عاجزة عن الحركة .. تحرك لم يعد يرغب في رأيت وجهي .. من حقه لم يكن ذنبه .
فرقتنا لحظة غضب .. هفوة أفقدتني حبيبي وجعلتني في اختيار بين أبي وحبيبي .. أيهما أختار .. واحد فقط هو المسموح .. أما أكون ابنة أبي .. او أفقده لأبد .
أبعدتنا المسافات بعدما جمعتنا .. لا لن أحتمل فراقه مرة ثانية مستحيل .. من أخدع .. أخدع نفسي لن تنساني الأيام أي لحظة حب جمعتنا .. لا لن أستطيع نسيانه أبدا ً .
ألتفت لأجده مكمل طريقه .. حقه أنا من خذلته .. دافع عن حبه .. رفض أن يفرقنا الأهل بينما أنا من استسلمت .. ضعيفة وغبية .
تخليت عن خمس سنوات بهذه السهولة .. هو أول من رأت عيني .. عرفت كل معاني الحياة من خلاله .. رأيت العالم بعينه .
لا لن أستطع أسرعت وراءه .. وفي لحظة تشجعت وأمسكت بيده .. ألتفت ليجدني أنا .
ـ أنا أسفة .. تخليت عنك .
ـ ماذا تريدي ألم ينتهي كل شيء .. بمنتهي البساطة أنا أسفة .. تأسفي علي ماذا ولا ماذا .. لم أتصور أن تأتي لي الضربة منك ِ .. لأخر لحظة كنت متمسك بك .. كنت علي استعداد محاربة الجميع لنكون معا ً .
ـ لم أستطع الوقوف في وجه أبي .. أسفة تخليت عن حبي لك بسهولة .. تخليت عن سنوات العشق والأمان .. تخليت عنك .. لم استطع تحمل تبرئ أبي مني .
ـ لكني لم أتخيل أقف أمام الجميع وأتمسك بك .. وفجأة أفاجئ بأنك لم تعدي ترغب ِ في .. وخلعتي دبلتنا .. لم أتحمل .. ولن تمحي هذه اللحظة أبدا ًَ .. اتصل بك وترفضي الإجابة علي .
ـ لم أستطع سماع صوتك .. هدمت حياتي فجأة ولم أتحمل هذه الفكرة .
ـ ولا أنا .. ماذا تريدِ الآن ؟.
ـ في الأيام الماضية عانيت أشد ألم في حياتي .. فكرت أن الأيام ستدوي هذا الألم .. لكن حينما رأيتك وأصبحنا أغرب .. لم أتحمل .. يستحيل نصبح أغراب علي الطريق .. تقدر تسامحني ونكمل حياتنا معا ً .
ـ في أي لحظة تتركيني .. لم أعد أثق فيك ِ .
ـ بترفض ترجعلي .
ـ أجل .. لم أعد أرغب في تكملت حياتي معك .
شعرت لحظتها بأنني فقدت كل أمل في حبه .. نظرت إليه وأكملت طريقي دونه .. لم يستطع مسامحتي أبدا ً .
نسيت لما نزلت من منزلنا .. قررت العودة مكتفيه بالتواجد في غرفتي .. فمثلما رأت أسعد أيام حياتي .. ستري أسوئهم .
بمجرد دخولي رأيت صورته بجانب السرير .. فأمسكت بها قائله :
ـ لم تستطع مسامحتي .. عندك حق .. لم أستحق حبك قط .
ـ أبدا ً .. أنت ِ تستحقي حبي وقلبي .. مهما فعلتي بي .. سأظل أحبك .
ـ وليد .. كيف دخلت هنا ؟.
ـ لا يهم .. المهم لم أستطع الابتعاد عنك ِ .. مهما فعلتي مستحيل أتخيل حياتي من غيرك .. موافقة ترتدي دبلتي من جديد .
ـ طبعا ولن أخلعها بعد اليوم أبدا .. ظننت فقدت حبك .. ولكنه عاد إلي ليجمل حياتي .. أوعدك لن أتخل عنك أبدا بعد اليوم .. مهما كانت الأسباب .
ـ مهما كانت الأسباب .
ـ مهما كانت الأسباب .. حب السنين لا تمحوه لحظة غضب .. حب السنين غرس في قلبي ولن ينتزع أبدا .

 

                          -------------- 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !