مواضيع اليوم

أعشاب كلكامش !

علي جبار عطية

2012-10-25 13:33:43

0


علي جبار عطية
الأربعاء 10-10-2012

تزحف الشيخوخة نحونا بقوة نحن الذين اقتربنا من الخمسين ! هذا مالمسته في محيطي ! تناديك امرأة طولها كطول ثلاجة ذات ال(16) قدماً بـ (عمو ) ويخاطبك كهل بـ (عمو ) ويرحب بك موظف الاستعلامات المتقدم في السن بمناداتك ( تفضل حجي ) ويزيد في الطين بلة ان صديقاً مغترباً يزورك فيهتف بك قائلاً : لقد كبرت وبان الصلع في رأسك!
ولايغادر الشعور بالشيخوخة المرء وهو يفجع بين حين واخر باصدقاء وزملاء واقرباء من جيله كأنما يقولون له بلسان الحال : لقد وصل الدور علينا مثلما كنا نتسلم نتائج الامتحانات ومن يدري فربما تكون انت الشخص التالي في الرحلة الى ماوراء الضفاف !
حقيقة هو احساس مدمر الا يستشعر المرء لذةً ولا سروراً مع جرعة متلازمة من الشعور بالانطفاء والانقطاع ويحاول من دون جدوى ان يتغلب على هذه المشاعر المقلقة باعشاب كلكامش وانما استخدمت كلمة (اعشاب) مع ان كلكامش بحث عن عشبة الخلود فلما وجدها سرقتها منه الحية اقول استخدمت اعشاب كلكامش لاني اعتقد ان الهاجس البشري بشأن الخلود هو هاجس انساني مشترك ولما كان هذا غير ممكن في دنيانا فان الحل هو في البحث عن اعشاب تجعل الحياة ممكنة العيش وسط عالم صاخب مليء بالمنغصات بل تجد دائما هناك من يترصد لك وينغص عليك عيشك أينما تحل فتجد من يشقيك وتفتقد الى من يسعدك في معادلة غريبة عجيبة ! وماعليك سوى ان تخرج ورقة وقلماً وتسجل هدفاً تعمل على تحقيقه وفقا للنصيحة الذهبية ( ما أضيق العيش لولا فسحة الامل )فتبدأ بالاهداف الصغيرة كتطوير مهارتك في اللغة الاجنبية او تعلم برنامج على الحاسوب او التعرف على علم جديد وصولاً الى الاهداف الكبرى على أمل فك سر الحياة والعمل على صنع السعادة الحقيقية التي من مواصفاتها ان اصحابها يتميزون انهم لاخوف عليهم ولا هم يحزنون!





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !