مواضيع اليوم

أعراف السوء ( طاعة الوالدين العمياء )

نزار يوسف

2009-10-22 20:34:18

0

 

أعراف السوء ( طاعة الوالدين العمياء )

 

من البديهي أنه يوجد في كل أمة و تراث كل شعب ، أعراف و تقاليد تكون بمثابة عادات اجتماعية في أساسها ، وضعت و درجت العادة عليها من قبل الناس كونها مفيدة للصالح العام و لا ضير فيها و لا أذى منها و لا تخالف القواعد و النصوص الدينية الصريحة و الفاصلة و لا القوانين الشرعية الرئيسة .. ذاك هو المفترض أن يكون ، فالعرف هو ما درجت العادة عليه لمنفعة تتحقق و فائدة يصاب بها المجتمع و لا ينتج منها أضراراً معنوية أو مادية أو أخلاقية .


و النتيجة التي وضعت لأجلها الأعراف الاجتماعية ، تنال في آثارها عادة و غالباً الجماعة و ليس الأفراد فلا يعقل أن يوضع عرف ما لأجل فرد بحد ذاته أو حتى مجموعة أفراد . و لكن آثرها يصيب الفرد الذي يطبق هذا العرف أو ذاك ، من كونه عضو في الجماعة أو المجتمع و يجري عليه ما يجري على الجماعة . و قد تدرجت عواقب مخالفة الأعراف في المجتمعات من العواقب الاعتبارية ( كاللوم و الازدراء أو النبذ ) وصولاً إلى العواقب المادية الجسدية ( الضرب أو التصفية الجسدية ) من منطلق أمور عدة كاعتبار الفرد يعرض أمن المجتمع للخطر أو يخالف قواعد دينية و اجتماعية أو أخلاقية معينة تؤدي إلى أحداث ضرر أو فوضى اجتماعية و ما إلى ذلك . ذاك هو التعريف الافتراضي للأعراف و التقاليد الاجتماعية الشعبية و الغاية التي وضعت لأجلها . و لكن هل هي في الواقع على ما هو من المفترض أن تكون عليه ؟ .


إن نظرة فاحصة و قراءة متمعنة في أمر الأعراف و التقاليد التي نراها الآن ، تدل على أن قسماً منها لا تنطبق عليه الشروط المذكورة آنفاً ، بل هو نتيجة عشوائية لمصالح ضيقة محدودة إما أن تكون سياسية أو فئوية أو اجتماعية تخدم طبقة معينة أو نخبة ما من نخب المجتمع و التي عادة ما تكون زعامات دينية أو اجتماعية أو مفرزات لوضع معين ( سياسي – ديني – اقتصادي ) زال و لم يعد موجوداً . أو هي نفسها أعراف اجتماعية أو دينية صحيحة و سليمة و لكن جرى التلاعب بها و بألفاظها و معانيها و تحويرها أو إفراغها من مضمونها أو حرفها عن مسارها الصحيح .. خدمة لكل ما سبق ذكره . و ينتج عن تلك الأعراف المستحدثة أو المهجنة أو المطعمة بأعراف أصيلة مفيدة إيجابية و مستحسنة ، ينتج عنها آثار سلبية تتمثل بالدرجة الأولى بظلم ما يقع على أشخاص أو جهات معينة و حيف يصيبهم أو غبن ينالهم . أو السيطرة على أعداد هائلة من البشر و التحكم بهم عبر هذه الأعراف . و هذه الأعراف بنظرنا تستحق أن يطلق عليها ( أعراف السوء ) .

إن أمثلة هذه الأعراف .. أعراف السوء .. تتمثل في أوجه متعددة يبرز منها مثال طاعة الوالدين . هذا العرف الذي وجد موطئ قدمه من خلال الأمر الاجتماعي بداية و من ثم لقي دعمه من الدين ( و هنا نتكلم عن الإسلام ) الذي أكد على احترام الوالدين و العناية بهما . و لكن هذا العرف بنظرنا قد أخذ ينحوا منحى آخر غير المنحى الذي أقر به الدين و اعترف به و أعلنه للملأ على أنه وصية و أمر إلهي و ليست عرفاً دينياً أو اجتماعياً .


إن عرف طاعة الوالدين قد اتخذ أشكالاً عدة لا علاقة لها بالمنظور ( القرآني ) و من ذلك أن غضب الوالدين يلزم غضب الله و على الإنسان أن يطيع أباه أو أمه و لا يخالفهما بأي شكل كان و من يعصي أبويه لأي سبب كان ، فنار جهنم بانتظاره .. و قد وردت أحاديث و أمثال شعبية عدة في هذا المضمار تؤيد مفهوم طاعة الوالدين بالمطلق حتى و إن وقع جور أو ظلم أو حيف من جراء ذلك كحديث ( غضب الله من غضب الوالدين و رضى الله من رضى الوالدين ) ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) ( الأب لا يخطئ ) ( أبوك أفضل منك و أبو أبوك أفضل منه و منك و أبو أبو أبوه أفضل منكم جميعاً .. و أبو أبو أبو اللي خلفه أفضل الجميع .. هو الهاي لايف ) هكذا و بكل بساطة .. حكم جاهز و مسبق سلفاً .. حكم عرفي بكل ما في الكلمة من معنى .


هنالك حوادث ظلم و تعسف و قهر كبيرين تقع بحق الأبناء من قبل الآباء ، تصل إلى حد الجرائم الإنسانية الاعتبارية كحرمان الولد من ميراث أبيه عن طريق الاحتيال القانوني لأنه قال له في يوم من الأيام كلمة ( لا ) أو لمجرد أنه اختلف معه بالرأي في قضية من القضايا .. أو أب يطرد ابنه أو ابنته من المنزل و يقذف به في الشارع معرضاً إياه للوقوع فريسة ألف خطر و خطر ( السرقة – الدعارة – المخدرات – القتل – الموت ... الخ ) فقط لأنه قال له كلمة ( لا ) أو اختلف معه بالرأي بمسألة من المسائل . و عندما يلجأ هذا الولد أو الفتاة للمساعدة يجد نفسه بمواجهة مجتمع ( و العياذ بالله ) يشهر بوجهه سيف عرف طاعة الوالدين و يحكم عليه بالإعدام محملاً إياه سلفاً كل الأخطاء بتهمة جاهزة هي عقوق الوالدين . مجتمع يواجهه بخطاب أعمى من منطلق تعصب و جهل أعميين .. بأن الأب لا يخطئ و أن من يزعج أبه أو أمه بكلمة و لو غير مقصودة أو طرفة عين لم تعجبهما فهنالك المئات من الملائكة بانتظاره لتطبيق أبشع أنواع العقوبات الجسدية بحقه .. منهم من يحمل السياط و منهم من يحمل جنازير الحديد و سلاسله و منهم العصي و الهراوات و منهم من يأخذه إلى الدولاب .. الخ .

من أين استمدت تلك الأعراف شرعيتها و وجودها ؟؟؟!!! سوآل نجد الإجابة الجاهزة عليه ، بأنها من الدين و القرآن . و تحديداً من الآيات القرآنية التالية ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) (الإسراء:23-24) .

( وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ) (لقمان:14) .

و لكن نظرة فاحصة متأنية على تلك الآيات ، تدل أن أنها لا تتحدث عن طاعة الوالدين بل عن البر بهما أي مساعدتهما عندما يكبران و مجرد ملاحظة تسلسلية لمفردات الآيات السابقة تدل على ذلك .. إحساناً - أف ( من التأفف و عدم الرغبة بتقديم المساعدة ) – تنهرهما ( الانتهار لغة : نهرته و انتهرته إِذ استقبلته بكلام تزجره عن خبر . و نهرت الرجل نهراً و انتهرته انتهاراً : زجرته بكلام عن شر أو طلب حاجة و قيل هو طالب العلم إذا جاءك فلا تنهره . و قوله تعالى [ و أما السائل فلا تنهر ] أي طالب الحاجة و المساعدة لا تزجره و تنهاه ) – قولاً كريماً : من الكرم و العطاء – جناح الذل من الرحمة : أي الرحمة بهما – و وصينا الإنسان بوالديه : أي العناية بهما كأن يقول فلان لآخر : أوصيك بفلان ، أي أن تلحظه بعنايتك . و لم تأت آية واحدة تتحدث عن طاعة الوالدين .

يضاف إلى ذلك أن كلمة ( العقوق ) لم ترد في القرآن الكريم ، كما أنها تحمل ملابساتها اللغوية تجاه الطاعة فهي لا تدل عليها بقدر ما تدل على القطع و الإهمال . إذ جاء في المعجم : أصل العق الشق يقال : عق ثوبه إذ شقه .. و عَقَّ والديه : قطعهما و لم يصل رحمه منهما ، و قد يعم لفظ العقوق جميع الرحم . و قد قال أبو سفيان بن حرب لحمزة بن عبد المطلب حين مر به يوم أحد و هو مقتول : ذق عقق أي ذق جزاء ما فعلت يا عاق لأنك قطعت رحمك و تركت دين آباءك و تبعت محمد ( ص ) .

ليس ذلك فقط ، بل أن مفهوم الأب بالقرآن الكريم قد جاء بمعظمه بالذم و الآيات في ذلك كثيرة ، منها على سبيل المثال لا الحصر :


( يوم يفر المرء من أخيه و أمه و أبيه ) عبس 35 – 36 دليل على إسقاط اعتبار الوالدين في محاسبة المرء ، من قبل الله تعالى .


( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم و إخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان و من يتولهم منكم فألئك هم الظالمون ) التوبة 23 .


( وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ) (التوبة:114) . ( حتى الأنبياء يتبرأون من آبائهم في حال الخطأ .


( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ ) (الزخرف:26) .


( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ) (المجادلة:22) .


( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا ... ) (لقمان:15) .. آية قرآنية تنسف مفهوم عدم خطأ الآباء لإشراكهم في صفة من صفات الله تعالى كصفة عدم الخطأ و عدم الظلم و هما من صفات الله تعالى


( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ) (الزخرف:23) .


( قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ) (الشعراء:74) .


( وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ ) (الشعراء:86) . دلالة على أن الأب ممكن أن يكون إنساناً ضالاً مجانباً للحق و الصواب و ابنه ناصحاً له .


( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَاماً آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (الأنعام:74) .نفس دليل و بيان الآية السابقة


( يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً ) (مريم:43) .


( يَا أَبَتِ لا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيّاً ) (مريم:44) .


( قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ وَنَذَرَ مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ) (لأعراف:70) .


( قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاءٍ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا نَزَّلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ) (لأعراف:71) .


( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) (لقمان:21) .


( بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ) (الزخرف:22) . نفي لمفهوم طاعة الوالدين في كل شيء


( قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ ) (الزخرف:24) .


(إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ ) (الأنبياء:52) .


( قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ ) (الأنبياء:54) . . دليل على ضلال الآباء و خطأهم


( فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ ) (هود:109) .


( قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ) (هود:87) .


( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً ) (النساء:135) . دليل على وجوب مخالفة الآباء حين مجانبتهم للصواب و العقل و المنطق و الحق و بأية قضية كانت .


و لكن طاغوت المجتمع الظالم و الجاهل و صاحب الأهواء و المنافع الشخصية يخفي هذه الآيات و لا يطرحها على الملأ ككفة معادلة لكفة بر الوالدين ، و يكتفي فقط بالكفة الأولى .. و يذكر أحاديث نبوية أو فقهية مشتبه بها و تناقض كلام الله تعالى كحديث ( الجنة تحت أقدام الأمهات ) الذي ضعفه الكثير من الفقهاء ( الألباني في الجامع ) أو حديث ( رضى الله من رضى الوالدين ) و هو كلام مرفوض و يناقض كلام الله ، ( فالله غني عن العالمين ) ( فعال لما يريد ) ( و إليه المصير ) ( و إليه تصير الأمور ) ( قل لا أملك لنفسي نفعاً و لا ضراً إلا ما شاء الله ) ( و اتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً و لا يقبل منها عدل و لا تنفعها شفاعة و لا هم ينصرون ) كما أن الله هو واجب الوجود الغير محتاج لأحد ، و الحديث السابق يجعله ( و العياذ بالله ) محتاجاً للمخلوق و هو الخالق .


هذا الطاغوت لا يذكر أحاديث نبوية و فقهية كثيرة تضع اللوم على الوالدين و لا تعفيهما من المساءلة و الخطأ فيعمد إلى إخفاءها و حجبها عن الناس . و منها على سبيل المثال لا الحصر :


ـ عن الرسول ( ص) : لعن الله والدين أعانا ولدهما على عقوقهما .

ـ جاء رجل إلى الرسول ( ص ) وقال : يا رسول الله من أولى الناس بالبر مني ؟ قال : بر والديك . قال : ليس لي والدين . قال : بر ولدك .


ـ و عنه ( ص ) : يلزم الأبناء من عقوق الآباء ما يلزم الآباء من عقوق الأبناء . أي كما أن هنالك عقوق من قبل الأبناء لآبائهم ، هنالك عقوق للآباء تجاه أبنائهم .


ـ و عنه أيضاً : أحبوا أولادكم و ارحموهم و إذا وعدتموهم شيئاً ففوا لهم فإنهم لا يدرون إلا أنكم ترزقونهم .


ـ و قوله أيضاً : رحم الله من أعان ولده على بره .. قيل : كيف يا رسول الله ؟؟ قال : يقبل ميسوره و يتجاوز عن معسوره و لا يرهقه و لا يخرق به .


ـ و جاء رجل إليه ( ص ) فقال : ما قبّلت صبياً قط . فلما ولى قال رسول الله : هذا الرجل عندي أنه من أهل النار .


ـ و عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه : لا تكرهوا أولادكم على أهواءكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم .


ـ و قوله أيضاً : أعينوا أولادكم على بركم ، فو الله من شاء استخرج العقوق من ولده .


ـ و قوله أيضاً : لا يكن وِلْدَك أشقى الناس بك .


ـ جاء رجل إلى الأمام جعفراً الصادق فقال : ما أدنى ما أعدل به بين أبنائي ؟؟ قال : أن تساوي بينهم في اللحظة و النظرة .


كل هذه الأحاديث لا تظهر على الشاشة و لا يسمع بها الكثيرون بل يظهر لنا نقيضهاً تماماً تاركاً المجال أمام مظلمة كبيرة تقع بحق الأبناء من ذكور و إناث . و ما الجرائم التي ترتكب الآن بحقهم من قبل الآباء و يختم عليها المجتمع بالموافقة و القبول .. إلا نتيجة من نتائج هذا الظاهرة المنحولة المزيفة .. ظاهرة من ظواهر الطاغوت .


نزار يوسف




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !