أعداء مصر في يوم تجديد الثورة الشبابية لن يفلتوا من العقوبة هذه المرّة، والشعب العظيم سيطاردهم أينما كانوا، ولو اختبئوا في باطن الأرض.
أعداء مصر هُم كل من سيطلق النارَ على فلذات أكبادنا، وأبطال ثورتنا الطاهرة، وأحرار أرض الكنانة.
أعداء مصر هُم البلطجية والمجرمون وأصحاب السوابق الذين سيعيدون معركة الجمل وفقا لأوامر أسيادهم سواء كانوا في معتقل طرة، أو مستشفى شرم الشيخ أو في أي منصب لا يزال أصحابه يشهقون ويزفرون عبر الجهاز التنفسي للطاغية البائد وكلابه.
أعداء مصر نعرفهم بسيماهم، وصيحاتهم، ونداءاتهم، وقبضاتهم، وشعارات يرفعونها كأنها اعتذارٌ لسفاح مصر، واستجداء لعله يعود إليهم.
أعداء مصر هُم كل من سيخرج يوم الجمعة 27 حاملا سلاحا ناريا، أو حجرا، أو سلاحا أبيضاً، فهذا اليوم تكملة للثورة الطاهرة، والمتظاهرون المعتصمون ليسوا أكثر من شباب مسالم لا يملك إلا اثنين: حبا جارفا لمصر، وإصراراً على نجاح ثورته.
القضية ليست الخروج في 27 مايو، أو التزام الصمت انتظاراً للنجاح فيلتصقون به، أو للفشل فيتبرأون من الثوار، لكن الأهم هو أن لا تدفع أمهات الشباب مزيدا من الشهداء، ولا تستقبل المستشفيات عشرات أو مئات من المصابين قبيل مواعيد الامتحانات.
الثورة تجُبّ ما قبلها، وتلغي أي قوة مضادة، وتأمر فتطاع، وتطلب فيستجيبون لها، وترفع سبّابة النصر فلا يمنن عليها أحد بالفضل.
كل أصحاب السوابق الذين يستعدون بمطاويهم وسيوفهم مسجلة أسماؤهم لدى الدولة، فإن خرجوا لقتال شبابنا الأعزل فأصحاب السلطة سيفقدون شرعيتهم الدستورية والشعبية إلى الأبد.
على المجلس الأعلى للقيادة العسكرية أن يمنع المباركيين من الوصول إلى ميدان التحرير، ومن الاحتكاك بشباب الثورة، وعليه تجريم حمل السلاح في هذا اليوم، وكل من آذى شابا ثوريا مطالِبا بتحقيق أماني وأحلام الثورة الطاهرة فهو من القوى الباقية لحماية مصالح الطاغية.
لست مع الذين يتجادلون في أهمية الخروج أو الغاء اعتصام 27 مايو، لكنني أرى الحرية بعيون 25 يناير فهذا اليوم الذي انتهى في 11 فبراير بخلع الطاغية هو الشرعية الكبرى في مصر الجديدة.
27 مايو ليس أكثر من تذكير لمن بيدهم القوة والسطوة والسلطة والجيش والأمن والدولة برمتها أن مهانة أطهر ثورات العصر تكمن في تأجيل محاكمة المجرمين.
لقد منعوا صور الطاغية في المستشفى، وابنيه في المعتقل، وجعلوا حياة مبارك بعد خلعه سرا مقدسا لا يقترب منه الثوار والجماهير.
القيادة العليا للمجلس العسكري تستطيع أن تكسب قلوب وعقول شعب مصر كله، وفي المقدمة شباب ميدان التحرير، وحينئذ سيرفع الثوار أعضاء المجلس ومشيره فوق الرؤوس، ولن يسمحوا لأحد أن يشير لماض كان لصيقا بالطاغية.
اجعلوا مبارك وزوجته وابنيهما ولصوص مصر في عهده الآثم مماثلين لكل السجناء الآخرين في الزنزانة، والعلاج، والملابس، والمعاملة، وحينئذ سيحصل المجلس العسكري على أعلى شرعية في مصر ما بعد الثورة.
القوى التي تعاملت مع استمرار الثورة من منطلق انتماءاتها الحزبية والعقيدية والمذهبية والأيديولوجية تقف في نفس الخندق الذي يتمترس فيه أعداء الشعب.
الثوار الشباب مصريون فقط، ومن يرفع في هذا اليوم شعارا اسلاميا أو قبطيا أو اخوانيا أو سلفيا أو يساريا أو علمانيا، أو حتى من ينسحب أو يرفض المشاركة باسم نفس الشعار فهو خصم للثورة ولمصر ولو أقسم بأغلظ الايمانات أنه مع العهد الجديد.
أعداء مصر يتربصون بهذه الجمعة الفاصلة، والكرة في ملعب القيادة العليا للقوات المسلحة، وعليها أن تحمي كل من يخرج هاتفا باسم الحرية والثورة ومطالبا برؤوس الفساد التي أينعت ولم يقطفها أحد.
مبارك ينتظر في جناحه بالمستشفى موت الثورة في 27 مايو، والجيش يراقب أهله وهم يدفعون إلى الميدان بأبناء ضباط وجنرالات العبور قبل الجلوس في لجان الامتحانات، والمجلس العسكري أمام فرصة العمر التي لن تأتي مرة أخرى، وعليه أن ينضم، معنويا وأدبيا ووطنيا، إلى الثوار، وأن يعلن فورا انتهاء كل رموز مبارك من الحكومة، والمحافظين، والمجالس المحلية، وعمادة الجامعات، والنقابات، والإعلام، وأجهزة الأمن.
27 مايو يمكن أن يكون يوم عيد في ميدان التحرير، وفي المجلس العسكري، وفي ثكنات الجيش، ومع أرواح شهداء ثورة 25 يناير.
إن الذين يقطعون بسيف الدين كعكة انتصار الثورة لن ينالوا من الكعكة نصيبا، ولا من رضا الله ذرة واحدة.
إذا انضم المشير طنطاوي إلى مطالب الثوار الشباب فلن ينافسه أحد في مصر كلها على قلوب المصريين وأفئدتهم.
ليس هناك عذر لمن يملك السلطة إذا تم تهريب قطعة واحدة من سلاح ناري أو أبيض إلى ميدان التحرير في هذا اليوم المشهود.
إنها ثورة مسالمين أحرار، فإذا تم قمعها فلن يكون القمع إلا لصالح الطاغية السفاح البائد .. حسني مبارك.
التباطؤ في العدالة ظلم بـَيِّن، والتلكؤ في الأحكام انحيازٌ للمتهم، والتأخر في اعدام مبارك وولديه سيمُدّ في أعمار بقايا رموز النظام، ولن تصل مصر إلى بر الأمان.
الشعب يريد اسقاط النظام شعار لم يستوعبه الكثيرون بعد، لكن أحرار مصر من شبابها قادرون على ايصاله مرات و .. مرات حتى يفهمه، ويستوعبه، ويعمل به من بيدهم الأمر والنهي والسلطة.
محمد عبد المجيد
رئيس تحرير مجلة طائر الشمال
أوسلو في 25 مايو 2011
Taeralshmal@gmail.com
التعليقات (0)