أطول قطار في العالم سيربط السعودية بالأردن ودول مجلس التعاون الخليجي
بنهاية العام الحالي2010
تاريخ النشر : 2010-05-23
غزة-دنيا الوطن
تستعد الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» إلى تسيير أطول قطار في العالم بنهاية العام الحالي، ففي حين أكملت بناء 900 كيلومتر من الخطوط الحديدية، تسابق الشركة ومقاولوها الزمن لاستكمال خط التعدين الذي يصل طوله إلى 1460 كيلومترا قبل نهاية العام الحالي.
وأنهت الشركة حتى الآن جميع عقود خط التعدين، متمثلة في أربعة عقود بلغت قيمتها 16 مليار ريال (4.26 مليار دولار). وباكتمال مشاريع الشركة في عام 2013 ستوفر نحو 3 آلاف وظيفة، في حين تخطط لنقل 10 ملايين طن من المواد التعدينية سنويا.
في الحوار التالي مع الدكتور رميح الرميح، الرئيس التنفيذي لشركة «سار»، يسلط الضوء على الخطط المستقبلية للشركة، وخططها التوسعية، وإكمال عقود مشاريعها التي تخطط لتنفيذها، حيث تستعد الشركة لطرح خط الركاب بمحطاته الست قبل نهاية العام الحالي.
ما هي الخطوات التي قطعها مشروع قطار الشمال الجنوب حتى الآن.. وهل تشغيل قطار الشحن نهاية العام الحالي لا يزال قائما؟
- بدأ المشروع منذ عام 2006، بعقدين للأعمال العرضية في النفود، وفي عام 2007 تم توقيع ثلاثة عقود (عقود الأعمال المدنية والسكك الحديدية)، لبناء ثلاثة أجزاء من المشروع، ومدة كل عقد منها ثلاث سنوات، وفي شهر سبتمبر (أيلول) من عام 2009 وقعت الشركة العقد الرابع لربط حائل والقصيم والرياض، وتم إنجاز 900 كيلومتر حتى الآن وهي خاصة بقطار التعدين، والعمل جار في المرافق الأخرى وقطار الركاب، لكن تركيزنا في الفترة الحالية على قطار التعدين. لدينا ثلاثة مقاولين يعملون في أجزاء مختلفة من المشروع، وننجز ما بين 1.5 إلى كيلومترين يوميا، وعلى هذا الأساس سننجز المشروع في الوقت المحدد، ليتم تشغيله تجريبيا نهاية العام الحالي، وبعد التأكد من جهوزية المشروع سيبدأ التشغيل الفعلي له.
هل أضرت الأزمة المالية العالمية بالمشروع؟
- الأزمة المالية العالمية لم تضر بالمشروع، فصندوق الاستثمارات العامة، الجهة المالكة لشركة «سار» وللمشروع، وفر لها كل المخصصات المالية. وكانت هناك إشكالية في ارتفاع الأسعار قبل الأزمة مما سبب بعض المشكلات لدى المقاولين، لكن لم يكن هناك تأثير للأزمة على المشروع.
كم تبلغ قيمة العقود التي تم توقيعها حتى الآن؟
- ما تم توقيعه من عقود تتجاوز قيمته 16 مليار ريال (4.26 مليار دولار)، وخلال الفترة المقبلة ستتم ترسية عقود المحطات وعقود الخط المخصص لقطار الركاب.
ما هو حجم الملكيات التي تم نزعها لصالح المشروع.. وكم يمثل ذلك من تكلفة المشروع؟
- مسار المشروع صدر بخصوصه أمر سامٍ، يتعلق بنزع الملكيات من قبل مصلحة أملاك الدولة، وملكيات أراضي المشروع تتبع للدولة، وتولت وزارة المالية توفير الأراضي للمشروع، ولم تتدخل شركة «سار» في ذلك.
إلى أين وصلتم في ترسية المسار الخاص بقطار الركاب وبناء المحطات؟
- الشركة تعمل على طرح عقود الخط المخصص لقطار الركاب وكذلك عقود بناء ست محطات للركاب على امتداد الخط من الرياض إلى منفذ الحديثة قبل نهاية الربع الثالث من العام الحالي، وهي محطات «الرياض، والمجمعة، والقصيم، وحائل، والجوف، والحديثة»، كما تم تأهيل 14 شركة للمنافسة على الخط.
المشروع يمر بمواقع تعدينية ومواقع زراعية ومناطق آهلة بالسكان، هل روعي في تنفيذه تنمية المواقع التي يمر بها على اختلافاتها؟
- أستطيع أن أقول إن من المميزات التي يتميز بها مشروع خط الشمال الجنوب، عدم مروره بمدن رئيسية، حيث سيسهم في تنمية هذه المدن، والتي ستتلخص في الفرص الوظيفية التي ستتوافر لأبناء هذه المدن الذين سيعملون في المشروع، وكذلك وجود محطات الركاب في هذه المدن والتي ستدعم الحركة والنشاط التجاري فيها وستوفر لهم وسيلة مريحة للنقل، كذلك وجود محطات الشحن، التي ستنهض باقتصاد هذه المدن والمناطق.
ما هي رؤيتكم في شركة «سار» لتنمية هذه المناطق؟
- لدينا 6 محطات شحن ستنعش الحركة الاقتصادية في المناطق التي يمر بها المشروع، فعلى سبيل المثال سنقيم في منطقة البسيطة الزراعية، وهي منطقة من أكبر مناطق الإنتاج الزراعي على مستوى السعودية، ومحطة لنقل المنتجات الزراعية، وهذه المحطة ستوفر للمشاريع الزراعية التي تعمل هناك وسيلة نقل سريعة واقتصادية للتسويق المنتجات الزراعية لباقي مناطق السعودية، كما أن تشغيل هذه المحطة سيجلب المزيد من المشاريع الزراعية لتلك المنطقة. وفي منطقة حائل، تقع محطة الشحن في مدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية، وستكون شريانا رئيسيا للمدينة، ولن تقوم الصناعات إذا لم يكن هناك نقل مريح، كما ستكون لدينا محطة لنقل المواد البتروكيماوية في الجبيل، ومحطة شحن في محافظة سدير لدعم مدينة سدير للصناعة والأعمال. ولدينا ورش للصيانة في كثير من المدن التي يمر بها الخط الحديدي يمكن أن توفر كثيرا من الفرص الوظيفية لأبناء تلك المناطق. كما أن المشروع عند اكتماله سيوفر فرص عمل غير مباشرة لأبناء هذه المناطق.
هل خططتم في المشروع لتوطين بعض الصناعات المتعلقة بالسكة الحديد؟
- عند وضع التصور الأولي لمشروع قطار الشمال الجنوب، أخذ بعين الاعتبار تنمية الصناعة المحلية، ولدى الشركة في الفترة الحالية مصنع للعوارض الإسمنتية التي تستخدم في بناء السكك الحديدية، والشركة تدعم وتدعو رجال الأعمال إلى إقامة الصناعات التي تحتاجها (مثل مصانع لعربات الشحن بأنواعها)، كذلك صناعة الفلاتر، وحتى صناعة القاطرات.
وما حجم الأعمال السنوية التي سيضطلع بها المشروع عند اكتماله؟
- لدينا ثلاثة محاور للمشروع يعمل من خلالها، المحور الأول نقل المعادن، ولدينا عقود محددة مع شركة «معادن» لنقل قرابة 10 ملايين طن سنويا، قابلة للزيادة مع مرور الوقت. كذلك لدينا قطاع الشحن، ودراساتنا تشير إلى نقل ما بين مليونين إلى ثلاثة ملايين طن سنويا من الشحن العام من البضائع العامة، هذا فضلا عن شحن المواد البترولية لشركة «أرامكو السعودية»، والتي تجري تفاهمات بين شركتي «سار» و«أرامكو السعودية» بشأنها في الفترة الحالية تتلخص في وضع رؤية تعتمد نقل المواد البترولية من الشاحنات إلى القطارات، وكذلك شحن البتروكيماويات من مدينة الجبيل الصناعية لنقلها إلى الأسواق الأوروبية، وهذا سيضاعف قطاع الشحن عدة أضعاف. كذلك شركات الإسمنت بدأنا في التواصل معها لنقل منتجاتها، كما نتواصل مع الشركات الزراعية لوضع تصور عن عمليات الشحن التي سيقدمها القطار لها عند اكتماله.
والمحور الثالث، وهو الجزء المخصص لمسار قطار الركاب بين الرياض والحدود الشمالية، حيث تخطط الشركة لتشغيل 11 قطار يوميا، والدراسات الأولية تؤكد نقل أكثر من مليون مسافر عند بدء تشغيل الخط الحديدي، وهذا الرقم قابل للزيادة إذا زاد الطلب على السفر بالقطار، فالشركة تتمتع بالمرونة في توسيع نشاطاتها.
ما هي الخطط المستقبلية لشركة «سار»؟
- الشركة تضع نصب عينيها في الفترة الحالية إنهاء المشروع، وتشغيله من قبلها وليس من خلال مشغلين آخرين، حيث تعمل الشركة في الفترة الحالية على تكوين قاعدة من الشباب السعودي لتشغيل المشروع والدخول في تفاصيل عمل ونشاطات الخطوط الحديدية من التشغيل والصيانة والخدمات المساندة، وقد بدأت الشركة بـ30 مهندسا حتى الآن، تم ابتعاثهم إلى الكثير من دول العالم لتدريبهم، لكننا نرغب في استهداف الوظائف الفنية الأخرى التي تأتي في المرتبة الثانية، مثل فنيي الصيانة والتشغيل، وسنوقع مذكرات تفاهم مع عدد من الجامعات والكليات التقنية لتدريب وتخريج الكثير من الفنيين الذين يحتاجهم المشروع لتشغيله. كما تخطط الشركة للربط السككي للشبكة المحلية، والربط مع السكك الدولية في الدول المجاورة (الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي).
ومن ضمن خطط الشركة المستقبلية التعاقد مع الجامعات والمراكز البحثية لوضع حلول مبتكرة لمشكلات التشغيل التي تواجه المشروع على أرض الواقع، وهي زحف الرمال في صحراء النفود وصحراء الدهناء، والحرارة العالية التي تؤثر على الأجهزة الإلكترونية، وتشكل عائقا حقيقيا أمام المشروع.
كم تتوقع عدد الفرص الوظيفية التي سيوفرها المشروع عند اكتماله؟
- التوقعات الأولية تشير إلى أن المشروع سيوفر 3000 فرصة وظيفية عند اكتمال جميع عناصره.
هناك مواقع تعدينية ضخمة في المناطق الجنوبية من السعودية، هل سيمتد المشروع لها لربطها بمواقع التصنيع مثل رأس الزور أو المواقع الصناعية في المدن الكبرى؟
- الشركة في نظامها الأساسي تشكلت لبناء وتشغيل خط حديد الشمال الجنوب، لكن ضمن هذا النظام إمكانية التوسع داخل وخارج السعودية.
التوجه الذي بنيت من أجله شركة «سار»، وتم تنفيذ مشروع خط الشمال الجنوب في إطاره، كان تنويع مصادر الدخل وإشراك القطاع التعديني في البلاد في المساهمة في رفد ودعم الاقتصاد الوطني، وفي حال أسندت المهمة لشركة «سار» لربط مناطق التعدين في الجنوب بأي موقع آخر ستكون على أتم الاستعداد لتنفيذ ذلك.
هل تخطط «سار» لبناء مشاريع خارج السعودية أو الاستحواذ على مشاريع خارجية كخطة لتنويع استثماراتها وزيادة ربحيتها؟
- النظام الذي قامت على أساسه الشركة يسمح ببناء سكك حديدية خارج السعودية، لكن خلال فترة السنوات الخمس المقبلة ستركز الشركة على بناء مشروعها الأساسي (خط الشمال الجنوب) وتشغيله، وهناك طروحات كثيرة من بينها إنشاء مشاريع في الأردن، لكن ذلك يأتي في مرحلة لاحقة، لكن تنفيذ هذه المشاريع مرهون بربحيتها وبموافقة مجلس إدارة الشركة على الدخول فيها.
عند تخطيط الشركة للربط مع السكك الدولية ما هي الخطوات التي ستتبعها بهذا الصدد؟
- عند تنفيذ المشروع حرصت الشركة في وضع المواصفات التي سيقوم على أساها المشروع على اعتماد المواصفات الدولية حتى يكون من السهل ربط الخط الحديدي الذي تشغله الشركة مع الخطوط الحديدية الأخرى، وكذلك الأحمال المحورية التي يستطيع المشروع تحملها، إضافة إلى تبني النظام الأوروبي للإشارات والاتصالات، وهو نظام يتوافق مع التشغيل الآن للمشروع، كما أنه سيسهل على المشروع الربط السككي مع القارة الأوروبية.
ــــــــــــــ
و هذه أيضا بصمة جديدة لأمة العرب في عالم التطور والتقدم التكنولوجي والتقني .. والذي ما انفك أعداء هذه الأمة بتعيير أبناءها بالتخلف والتأخر والرجعية و اصطفافها خلف الأمم المتقدمة من دول العالم الأول .. وها هي الموازين آخذه بالتغير شيئا فشيء و الأحوال أبدا لا تبقى ثابتة إنما التغير والتبدل هو ديدن كل الأحوال وكل الظروف .. وكل يوم نسمع عن تقدم يحرزه العرب على أرضهم وخصوصا في المملكة العربية السعودية التي تُوسم ليل نهار بالرجعية والتخلف من قبل عبدة الغرب و أنها أرض " العربان المتخلفين " الذين لا يفقهون شيء في هذه الحياة و أنهم عالة على الأمم المتقدمة !! وها هي الأيام تثبت لنا أن هؤلاء الأعراب قادرون - بحول الله وقدرته أولا ثم بذكائهم الذي عُرف عنهم منذ القدم - على صنع حضارة عريقة و تقديم شيء للإنسانية .. و ما يقدموه هؤلاء حقيقة هو أرقى بكثير مما يقدمه الغرب لأنه لم ينزع الدين ويركنه جانبا .. إنما الدين والعلم هنا و على أرضنا يسيران بخط مستقيم و يتظافران من أجل تقديم حضارة إنسانية " متكاملة " تحترم روح الإنسان وجسده في آن واحد ..
أطيب المنى ..
التعليقات (0)