مواضيع اليوم

أطواق السّلام .........

ليلى عامر

2010-10-24 07:01:57

0

السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

وصلتنا أطواق السّلام من أخ قارئ نقلها إلينا و نحن نضعها هنا كموضوع نظرا لإلحاح قرّاء الجوهرة على قراءته و عدم توفّره في الفترة الأخيرة ’ إذا نشكر الأخ يوبا من منطقة القبائل الغالية على نقله الموضوع....

و نطلب من الأخ حميد الخلق التّواصل معنا و إطلاعنا على جديد أختنا جيجيكة كما وعدنا سابقا ....

تحيّة للجميع

 

أطواق السّلام

 

و قال لي هذا مقام الآمان و الظّل و هذا مقام العقد و الحل « " النفري" امتص الظلام أريج الياسمين و ذبلت إشراقة البنفسج حينما تربع فجأة كائن خرافي على قرص الشمس ؛ و أدلى بشراشيف ثوبه الأسود يحرض شاحذي الخناجر لدعوة الوطن إلى طقوس جنائزية . وزع بطاقات الدعوة و كان أغلب المدعوين لحفله جثث تحمل في أعناقها أطواقا حمراء تخالها أطواقا من المرجان المصقول بعناية فائقة... كانت تلك الأطواق آثار خناجر لا تريح الذبيحة فليس ثمة راحة عندما تكون الذبيحة إنسانا !. كان كل واحد منا لا يستبعد أن يكون هو التالي في قائمة الذبح من الوريد إلى الوريد فيقال له : الله أكبر لقد فزت بالطوق الأحمر !؟. يتسلق الشلل إليه فيبحث عن جيب وهمي يخفي فيه وثائق هويته. و يشرع الرعب في إفراغ خزائن النفس من كل الملفات: من الحب و من الآمال و من الأحلام و من الفرح ... و لا يترك سوى ملف الخوف الذي يتجول بين مكاتب القلب و مكاتب العقل؛ و من حين لآخر يقلب الكائن الخرافي صفحاته واضعا عليه بصمته قائلا للجميع: مبارك عليكم هذا الطوق الأحمر إنها مسألة أدوار فقط !. استبطن في النفوس الرعب و كان يقودها في كل لحظة من اللحظات إلى انهيار كلي للوعي. كان الناس يتمنون وأد بناتهم كي لا يقعن سبايا حرب أعلنت على العذارى بلا هوادة، و تحولت المنازل إلى سجون بنوافذ محاطة بالشبابيك الحديدية و أبواب تقفل بعدة أصفاد . تحولت المنازل إلى سجون و كل ساكنيها إلى مدانين . و لكن رغم الشبابيك و رغم الحديد كان الخوف يتسلل إلى البيوت، فلا شيء كان يشعر المرء بأنه في أمان. و من هنا و هناك تتردد أخبار أخ ذبح أخاه، رجل قدمت زوجته هدية للخفافيش يتداولون عليها واحدا تلوى الآخر. أنها لحظات دخل فيها الوطن في جنون أسطوري حجب ضوء الشمس و هيأ المناخ لتناسل الخوف و الظلام. تسلل اليأس إلى القلوب فقيل إن هذا الظلام لن يأتي من بعده النور أبدا. و فجأة انبجس شعاع الشمس فاحترق الكائن الخرافي الذي حجب النور لسنوات و سنوات ؛ لأن الحقيقة أقوى من الخرافة كما أن الشمس أقوى من الظلام. وزع النور دعواته للناس إلى عرس مهيب فشرعت العجائز في تحضير طقوس الحناء و هن يرددن أنشودة الصفح ، و انشغل الأطفال بصناعة أطواق بيضاء وهم يقولون: لا أطواق بعد اليوم إلا أطواق السلام.

 

الكاتبة جيجيكة ابراهيمي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات