تفقد أحد وكلاء جامعة الباحة اليوم مشروع هنقر فرع الجامعة بمحافظة المندق والذي خٌصص للبنات الدارسات وياليت الوكيل لم يتفقد المشروع لأن جولته تلك كشفت لأهالي منطقة الباحة عامة والمندق خاصة حجم مشكلة تعاني منها جامعة الباحة خاصة ومشاريع الدولة بصفة عامة , مشكلة تتلخص في غياب الرقابة عن المشاريع الحيوية وغياب المواصفات وتغلغل فيروسات الفساد بأروقة إدارات المشاريع والصيانة ؟ كيف لطالبات علم وباحثات عن مقعد دراسي ببلد غني وفير الخيرات أن يدرسن بهنقر مكون من عدة طوابق , الا يكفيهن وسائل النقل الغير آمنة أم أن جامعة الباحة وغيرها من الجامعات لا يهمها المكان ولا الوسيلة فكل ما يشغل بالها هو تطبيق الخطة الدراسية ! مكان طلب العلم يعد مكاناً مقدساً , كيف لا وملائكة الرحمان تضع أجنحتها لطالب العلم رضاً لما يطلب , وجامعة الباحة تركت الطالبات و الطلاب على شفير المأساة فأين المصروفات واين التخطيط وأين الرقابة وأين الضمير يا أكاديميو الجامعة . هنقر للدراسة يحسبها البعض كذبة من أكاذيب إبريل لكنها ليست بكذبة بل حقيقة , فجامعة الباحة عاجزة عن توفير المكان الملائم والمناسب ولا أعلم ما السبب أقلة في المال أم محاولة لتوفير مال أبو إدارة الجامعة ومنسوبيها ؟ تسعمائة وواحد وأربعين مليونا وثلاثمائة وثمانية عشر الف ريال مبلغ ميزانية جامعة الباحة للعام المالي الحالي رقم كبير عجزت إدارة الجامعة عن تخصيص جزء منه لفرع الجامعة بالمندق ولبقية فروع الجامعة بالمحافظات , رقم يزداد عاماً بعد عام , لكن زيادة ذلك الرقم لا تنعكس بالإيجاب على واقع العملية التعليمية بالجامعة ولا على طلابها وخدماتها ومبانيها فأين تذهب أموال الجامعة المليونية وأين إدارة الجامعة عن مشروع الهنقر وغيره من مشاريع التصريف المالي أحاضرة في الواقع أم غائبة عنه ؟ هنقر فرع الجامعة بمحافظة المندق صورة مصغرة مع التحية لهيئة مكافحة الفساد و للجهات الرقابية فتكلفته بلغت تسعة ملايين ريال , ذلك الهنقر ليس الوحيد فكل المشاريع الحيوية ببلد المليارات عبارة عن هناقر مصغرة وشخبطات مقاول مستجد بالباطن وتلك كارثة سببها غياب الرقابة الصارمة عن خزائن المال العام . وبذهني تساؤل متى سيفتتح معالي مدير الجامعة ذلك المشروع الضخم , وكم سيكلف الإحتفال المرتقب خزينة الجامعة فجولة الوكيل سيعقبها حفل إفتتاح فمدة المشروع لن تتجاوز الأسابيع المعدودة فهو هنقر وليس بمبنى مسلح ؟ لقد استبدلت جامعة الباحة الحكمة المشهورة "أطلب العلم ولو في الصين" بحكمة غريبة بليغة في الوصف وهي "أطلب العلم ولو في هنقر" , فيا طالبات المندق أطلبن العلم في مكان آمن وملائم ولا تطلبنه بهنقر المندق فطلب العلم سلوك مقدس ومكانه مقدسٌ أيضاً .
التعليقات (0)