أطــلـس رفـحــاء !!

في زاوية ذلك المطعم الراقي برفحاء أخذت لي مقعداً
هدوء بعض الشيء .. ولكن ..
صوت النادل يصدح ويكسر حاجز الصمت ويملئ المكان…
تناولت (المنيو) على عجاله وأخترت عشوائياً ماأُريد لأًحافظ على بعض الهدوء .
سجل النادل الطلب ..بعقله.. مع العلم أنه يحمل بيده ..قلم وكشكول..
ذهبـ …
أخذتـُ أنظر بتجاه الطريق الدولي لعلي أتسلى بمنظر مختلف ومتجدد!!
ولكن للأسف السيناريو كما هو….
والمشهد الدرامي متكرر….
مجموعة واقفون يستقبلون كل من ..هب ودب..
البعض بـ حفر حفر واحد نفر
والبعض مشوار..مشوار..البلد…البلد.. !!
لاجديد…الجو العام مـمــل!!

طأطأت رأسي على الطاوله…لعل طلبي يصل
تفاجأت أن طاولتي كـ أطلس العالم في كل جهه عبارة
تحت يدي بالضبط … ذكريات…دحام وجورج 4/4/1427هـ..
بـ الجهه اليسرى من الطاوله ..ذكرى ..مرمرهم والوسواس..حتى هنا
بـ الجهه اليمين ؟؟05326
بجانبها ..ياعيني هلي الدمع هليه… !!
في اليسار.. سكران يسال محشش:الهند بعيدة؟قال ما أعتقد لان في هندي معانا بـ الشغل يجي على سيكل !!
ووووووإلــخ

أخذت أبحث عن حيز في هذا الأطلس لعلي أدون بعض مما في جعبتي !!
ففي واقعي البسيط أختفى الحيز وبالكاد اتنفس الصعداء .
ليس تشاؤماً بلـ إلزاماً وأقامه جبريه !!
فلعل في هذه الطاوله يكون لنا شأن !!
أخرجت القلم من جيبي!! طبعاً جيبي القماشي وليس الرنج أو الـ vxr
فالهوندا"الأكسنت" في حياتي كـ ظلي.. (مجبراً أخاك لابطل)..!!
أخترت مكان في منتصف الطاوله لأدون به ماأري
الطاوله تعج وتزدحم بالخطوط والمربعات والتعريجات ولامكان شاغر إلا المنتصف !!
ومن هذا المنطلق فالواجب والأنسب هو أن أرسم خارطه مدينتي الفاضله رفحاء كما هي الآن محاصره بالخطوط والمربعات !!
فمالم أحصل عليه في الواقع قد أحصل عليه بلأحلام …
رسمت خارطة مدينتي رفحاء بلأبعاد الثلاثية ….
وأخذتُ أنظر إليها من الأعلى وقررت أن أغوص في داخلها وأتجول بها
لعلي أُحدث بعض التغيير…
صُدمت وذُهلتـ عندما شاهدتـ واقع مدينتي ..بتجرد..!!

وجدتـ..
مطاعم مُخالفه وحالات تسمم وبعد أن يقع الفأس برأس يُداهمهم القسم الصحي ويحرر لهم مخالفه وغرامه وأغلاق ويضع لوحه كُتب عليها أُغلق المحل لمخالفة نظامية …. يـ أتي صاحب المطعم بكل وقاحه ويزيلها ويضع بدلها مغلق للديكورات أو لأصلاحات كهربائيه ويضرب بالنظام عرض الحائط…وكأن شيء لم يحدث!!
هل يعقل كل المخالفات تتشابه!!
أرجوكم أحترموا عقولنا!!

وجدتـ..
مشاريع متعثرة ومتأخرة والسبب مقاولون يعملون على البركة والضحية مدينه تحلم أن تكون في مصاف المدن المتطوره!!

وجدتـ..
بعض رجال الأعمال والوجهاء لهم مكانتهم في المنطقة ولمدينتهم رفحاء وأهلها حق عليهم وضعوا أنفسهم في الواجهه يعلمون أننا متأخرون وبحاجه لأستحداث إدارات جديده وبنوك ومراكز وووو…أعتقدوا أن الامر يقف عند الألقاب والمسميات والمحافل فقط …
إلى متى ؟ العلم عند الله !!
بارك الله بـ أصحاب الضمائر الحيه.

وجدتـ..
المركزية وتربع بعض الجهلاء في بعض المراكز الحيوية وجعلها متأخرة عشرات السنين
والمثقفون والمفكرون يثيرون الصمتـ ..لماذا .. لاأعلم !!

وجدتـ..
مستشفى رفحاء المركزي بـعدد أسره لاتتناسب ولو بجزء ضئيل مع عدد السكان والذي تجاوز 100ألف نسمه بين رفحاء وضواحيها…لدرجه أن الاخوان في مستشفى رفحاء في مأزق مع الحالات الحرجة بداية من ضيق قسم الطوارئ والذي أُقرت ميزانية توسعته منذُ زمن وبين عدد الأسرة في جميع الأقسام فمن شدة الزحام قد يضطرون لاستعارة أسره من الأقسام الأخرى ناهيك عن احتلال بعض المرافقين للأسرة المجاورة لذويهم… مما يسبب تأجيل بعض العمليات لكثير من المراجعين لعدم وجود أسره فـ أين مُدير الشئون الصحيه عنّا !!

وجدتـ..
ثـُـله يتاجرون بالدين ولايخافون بالله لومة لائم يـأكلون الأخضر واليابس وكأنهم يرفعون شعار هل من منافس!!

وجدتـ ووجدتـ ووجدتـ ….

تعبتُ نفسياً ودونت كل ماشاهدتـ وجمعت كل الأدله والبراهين في ظرف وأخذتـ عهد على نفسي أن أُسلمه لأصحاب السلطة والقرار بعد الله!!
وصلت وتم أستقبالي بحفاوه وقفت أمام المسؤول الاول
والظرف بيدي اليمين وبدأت كلمتي …
سيدي هذا الظرف سيحكي لك واقعاً أأأ..
فجأة !! أتتني وكزه مع غاربي بجفاف وجلافه !!
خشيت أني أخطأت….
تكررت …الوكزة….
ألتفت خلفي لأجد ..النادل البنقالي.. يقول لي صديق انت في نوم أنا يبغى نزل طلب على طاوله !!
أعتدلت في جلستي لأجد نفسي في المطعم والمشهد كما هو…
..حفر حفر ..واحد نفر …مشوار..البلد!!
لم آكل شيء … دفعت الحساب وغادرتـ المكان على عُجاله

على فكرة
من يُريد تسليم هذا الظرف سيجده على نفس الطاولة إن لم ..تأخذه الريح…!!

إلى اللقاء