مواضيع اليوم

أطباق من لحوم المسلمين ؟!

عبدالسلام كرزيكة

2012-07-17 23:02:46

0

لم تلبث وزيرة الخارجية الأمريكية أن غادرت أراضي (ميانمار) بساعات قليلة، حتى أعلن رئيسها أن الدولة ذات الأغلبية (البوذية)، لن تعترف بالأقلية (المسلمة) التي تعيش فوق أراضيها ؟!.. وهي دلالة واضحة على أحد الأمرين :

إمّا أن السيدة كلينتون بحثت مع حكومة بورما، إمكانية وقف (الإبادة الجماعية) التي تمارسها ضد المسلمين . والإعتراف بهم كأقلية لها حقوق طبيعية وإنسانية كما جميع الأقليّات في العالم !.. ما إستشاطت له حكومة بورما غضبا، إذ إعتبرته تدخلا سافرا في شؤونها الداخلية، فخرجت عن صمتها وأعلنت رفضها الإنصياع للأوامر الأمريكية !..

وإمّا أنها أوعزت لها ـ أي كلينتون لحكومة بورما ـ بمواصلة التنكيل بالمسلمين وإضطهادهم وارتكاب أشنع الفظائع والجرائم في حقّهم . وإعلان إستمرارها في نهجها الإجرامي ضدهم أمام العالم، ولها فوق كل ذلك الرضى والدّعم من أمريكا !..

أمريكا التي لا أزال ـ شخصيا ـ  مُشكّكا في أنها نسيت أو حتى تناست تاريخ الحادي عشر من سبتمبر من عام ألفين وواحد . ولا أصدّق أن نفسها صفت تماما تجاه المسلمين . أو أن علاقتها وإياهم أصبحت أحلى من السّمن على العسل، حتى تطوف كلينتون العالم من أجلهم لتدافع عنهم وتنصفهم من ظالميهم !.. أو حتى لتهنئتهم من القلب على تسلّمهم زمام الأمور ودفّة الحكم في مصر التي حلّت بها بعد ذلك !..

لذلك أرجّح شخصيا، أن السيدة كلينتون منحت حكومة بورما الضوء الأخضر للإستمرار في قمع الأقلية المسلمة، ولها الأمان من كل ملاحقات قضائية مستقبلية على جرائمها . لذلك تنكّرت بورما للمسلمين ولفظتهم خارج حدود المواطنة، بل وحتى خارج حدود الإنسانية، لأن أطفال المسلمين هناك يُشوَوْن على النار، ليُؤكلوا بعدها أطباقا على موائد البوذيين ؟! ..

ورغم فظاعة تلك الجرائم والإنتهاكات، إلا أن لسان حالنا ـ كمسلمين ـ عاجز عن مطالبة بورما بوقفها أوحتى التنديد بها، كون المسلمون مضطهدين حول العالم مُذ أخذ (دين الله) في الإنتشار بشكل سريع ومُلفت ومُعجز، ومُذ أخذ الناس من مُختلف الأقوام والقوميات والدول في مشارق الأرض ومغاربها، في الدّخول إليه أفواجا .. فلماذا إذن يكون عبدَة البشر والبقر إستثناءا ونموذجا راقيا لأعداء الإسلام الضالّين عن سواء السبيل ؟!..

وأيضا لأننا وقبل أن نمُدّ أعيُننا بعيدا، ونفتح آذاننا على أصوات زمجرة السّفاحين وإستغاثات ضحاياهم الصّادرة من أقاصي شرق آسيا . علينا النظر تحت أقدامنا هنا، لنرى ما يرتكبه بعض المُسلمين في حق إخوانهم من مجازر، كما هو حال عصابات الأسد مع الشعب الأعزل في سوريا ؟!.. وعلينا أن نُعيد الشريط المُسجّل للخطاب الأخير للرئيس السوداني ـ الذي ما كف عن تقديم الوعود لشعبه منذ عقود، بتجسيد كلّي للشريعة الإسلامية، وجعلها مصدرا أساسيا وأوحدا لقوانين السودان وتشريعاته ـ لنسمعه كيف يُكبّر، ويتوعّد مُطالبيه بأبسط حقوقهم ليس المدنية، بل الإنسانية، بـ(صيف حارق) يشويهم فيه شيًّا !.. والله أعلم ماذا سيفعل بأطباق لحومهم المشوية بعد ذلك ؟!.. هذا كلّه قبل أيام بل ساعات قليلة من حلول شهر رمضان الفضيل !.. شهر الرحمة والغفران ؟!..

إذن، كيف نريد لميانمار (البوذية) الضالة، أن توقف قتل المسلمين، أو أن ترتدع . وهي تسمع وترى ما يقترفه المسلمون في حق المسلمين ؟!..

17 . 07 . 2012

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات