تعتبر مهنة الطبيب مهنة انسانية تتعلق بالجانب الانساني قبل كل شي، ويعتبر الطبيب ملاك رحمة، وهنالك العديد من الاطباء الذين رحلوا عن هذه الدنيا، لكن بقيت أسماؤهم حاضرة تصدح في وجدان اغلب العراقيين، وهنالك من اقترنت ساحات و شوارع باسمائهم، لانه كان صادقا ومخلصا في عمله، ومنها ساحة مظفر التي حملت اسم الطبيب الذي كان يعالج الناس بالمجان وكان مقر عيادته في هذه الساحة، اما في الوقت الحاضر أصبح الطبيب الة لسحب المال من جيوب الفقراء بشتى الوسائل المشروعة وغير المشروعة عن طريق سحب المريض الى العيادة الخاصة والتي يفتقر البعض منها الى ابسط الخدمات الصحية والبيئية،،، وهذه الممارسات التي استفحلت بعد سقوط النظام السابق وبعد التحول الاقتصادي والثقافي الذي طرأ على العراق ودخول ثقافات مختلفة من دول الجوار، والتي طبقت بشكل خاطئ، أصبح المواطن هو من يدفع ضريبة هذه الممارسات، جريدة (بلادي اليوم) تجولت في عدد من العيادات الاهلية لمعرفة طبيعة عمل اطباء الأسنان. جلسات متكررة المواطن حيدر كريم يجلس في عيادة طبيب الأسنان والغضب يغير ملامح وجهه، وعندما سألته عن سبب مراجعة طبيب الاسنان قال : قبل اقل من شهرين حدث الم في احد أسناني وذهبت على أثره الى عيادة طبيب الاسنان لمعرفة سبب الألم، اخبرني الطبيب ان احد أسناني متآكل ويحتاج الى حشوة للمحافظة عليه والتخلص من الألم الذي يسببه هذا السن، وافقت ان يعمل لي الدكتور الحشوة،وكنت اعتقد ان المسألة تنتهي بمجرد الذهاب الى عيادة الطبيب لمرة واحدة، الا ان الطبيب اخبرني انه سيخصص لي ثلاث جلسات او اكثر لمعرفة مدى ضرر السن، وما اذ كان يحتاج الى حشوة جذر او حشوة عادية، واضاف كريم: ان الطبيب خصص له ثلاث جلسات، سعر الجلسة الواحدة (25) الف دينار عراقي، بدأت الجلسة الأولى بالحشوة المؤقتة، ثم اطلع الطبيب على حالة السن في الجلسة الثانية وما اذا كانت هناك الام قد حدثت اثناء الحشوة المؤقتة، وفي الجلسة الأخيرة قام الطبيب بعمل الحشوة الدائمة، ولكن الحشوة الدائمة كانت غير جيدة ولم تستمر اكثر من شهر، وانا الان أراجع الطبيب لعمل حشوة جديدة عسا ان تكون افضل من التي سبقت. أخطاء تضر بصحة الإنسان نبيل قاسم يقول: ان عمل اطباء الاسنان اختلف كثيراً وأصبح العامل المادي هو الشغل الشاغل الذي يفكر به الطبيب، ولا يهمه امر المريض وخصوصيته ووضعه النفسي، وما اذ كان قد يتضرر ماديا او معنويا، جراء عمل غير دقيق او قلع سن عن طريق الخطأ، وهذا الامر حدث معي شخصياً، عندما اخبرت طبيب الاسنان بقلع احد اسناني لكونه متآكل ويسبب لي ألما مستمرا، قلع السن الجيد وترك الرديء، ولم اعلم بهذا الامر الا بعد ان انقضت مدة التخدير ليعود الالم من جديد وبشكل مضاعف، وقد شكل لي هذا الحادث صدمة وأصبحت لا اثق بعمل الاطباء وأضاف قاسم ان اغلب أطباء الأسنان يعملون لدى الدولة في المستشفيات المختلفة ثم يعودون لممارسة عملهم في العيادات الخاصة، وهذا الأمر سلبي ويضر بالصالح العام، ويجعل الطبيب يفقد بعض من مهاراته العلمية نتيجة لزيادة ساعات العمل المتواصل، مما يجعل المريض معرض لمخاطر ناتجة عن خطأ تشخيصي يصدر من الطبيب، ويضيف ان اغلب الأطباء يعملون بالكم على حساب النوعية، من اجل الكشف على اكبر عدد ممكن من المراجعين، متناسين أخلاقيات المهنة ووضعها الإنساني، ودعا قاسم نقابة الأطباء ووزارة الصحة، لمتابعة عمل اطباء الاسنان وتحديد ساعات العمل التي يجب الالتزام بها من قبل الطبيب، وكما هو معمول به في اغلب بلدان العالم، فضلا عن مراقبة العيادات الخاصة بالأطباء لمعرفة طبيعة عملهم وتحديد اجورهم وفق الجهد الذي يبذله الطبيب، وللإطلاع على نظافة العيادات، ومحاسبة كل طبيب مخالف لشروط المهنة، لاسيما ان هنالك اطباء يعلقون يافطات ويكتبون عليها ما يحلوا لهم من القاب علمية وتخصصات نادرة حصلوا عليها من جامعات عالمية حسب وصفهم، مما يجعل المريض مقتنعا بمستوى الطبيب العلمي، وهذه المخالفات حاصلة ومتعارف عليها لكسب اكبر عدد من المراجعين. توعية صحية محمد كمال يقول: ان تزاحم المراجعين على عيادات الاطباء الخاصة ظاهرة سلبية وتحتاج الى معالجة من قبل وزارة الصحة والحكومة، وهذا الزحام سببه ضعف عمل العيادات الحكومية وتقصير في أداء الاطباء، اذ لا توفر العيادات الحكومية ابسط المستلزمات التي يحتاج اليها المريض، من أدوية ومواد طبية أخرى، واضاف: اتمنى ان نجد في المستقبل القريب قانونا ينظم عمل هؤلاء الأطباء ويحمي المريض من جشع واستغلال بعض الاطباء الذين اتخذوا من هذه المهنة طريقا للربح السريع وليس لخدمة الناس، ومن اجل محاربة هذه الظاهرة التي اصبحت عبئاً ثقيلاً يقع على عاتق المواطن، ويرى محمد: على نقابة الاطباء ووزارة الصحة اغلاق العيادات التي تخالف شروط المهنة والتي لا تلتزم بالضوابط، فضلا عن توفير كل المستلزمات الطبية في المستشفيات الحكومية واستيراد أدوية من مناشئ عالمية، وخلق توعية صحية وحث المريض على ارتياد هذه المستشفيات باعتبارها الضمان الأفضل لصحته. الدكتور محمود عبد اللطيف البياتي صاحب عيادة لطب الاسنان في مدينة الشعب يقول: ان اغلب الاخطاء الحاصلة في معالجة الاسنان تكون في العيادات الرسمية الحكومية، اذ نجد كما هائلا من المراجعين في هذه العيادات مع نقص في الأجهزة الحديثة والإمكانيات والكوادر المتخصصة في اغلب المستشفيات، والأطباء الذين يعملون هنالك يكونون من الخريجين الجدد الذين لا يملكون الخبرة الكافية في العمل، لذلك تجدهم يفضلون الكمية على حساب النوعية، لاسيما ان عمل طبيب الأسنان يحتاج الى دقة متناهية في العمل وتركيز مستمر، مضيفا ان زيادة العيادات الاهلية خلق جوا من التنافس بين الاطباء اذ ان كل طبيب يحاول ان يقدم الافضل للمراجعين، من النواحي الصحية والخدمية والخصم في اسعار التذاكر، وذلك من اجل استقطاب اكبر عدد من المراجعين وللحصول على السمعة الطيبة بين الناس ولتكرار الزيارة لعيادة الطبيب في المستقبل من قبل المريض، وأضاف البياتي: هناك العديد من المواد المستخدمة لحشو الاسنان منها الحشوة البيضاء والرصاصية (الاملغم) ويعتبران الاكثر شيوعاً بين الحشوات المستخدمة، وهناك العديد من المميزات للحشوة البيضاء منها انها تعتبر الاكثر جمالاً بين الحشوات لتطابق لونها الابيض مع لون الاسنان، ويمكن ان تستخدم الحشوة البيضاء لتصليح الاسنان الأمامية المكسورة او غير المتساوية، وتمتاز بالتحامها مع سطح الاسنان وبالتالي تزيد من قوتها وتماسكها، اما مساوئ الحشوة البيضاء فانها تعتبر اقل تحملا وان عمرها الافتراضي اقل من الحشوة الفضية خاصة في الاسنان الخلفية (الطواحن) ،لذلك لا يمكن استخدامها لعلاج حالات التسوس الكبيرة اذ انها قابلة للتشقق تحت الضغط، ويضيف فيما يخص الحشوة الرصاصية فانها تعتبر قادرة على تحمل ضغوط المضغ بشكل فعال وتعيش لمدة قد تصل من 10ـــ15 سنة، فضلا عن انها تعتبر اقل الحشوات تكلفة بشكل عام، ولكن من مساوئ الحشوة الرصاصية، انها لا تعطي الجمال المطلوب عند وضعها، خاصة اذا كانت على سن ظاهر عند الابتسامة، كما انهاتحتاج الى حفر عميق من قبل الطبيب لتكون ثابتة بشكل صحيح وآمن لأنها لا تلتحم بالسن، ويضيف اما في الوقت الحاضر ظهرت اشكال جديدة من الحشوات منها حشوة السيراميك، والتي يستخدمها العديد من اطباء الاسنان.
http://www.beladitoday.com/index.php?aa=news&id22=2780
التعليقات (0)