أطباء أم قصابون!

أطباء أم قصابون!

الحديث عن الأطباء مؤلم جداً ولو تحدثنا لساعات وأيام لما انتهى الحديث عن هذه الشريحة المهمة في المجتمع العراقي والتي تعد من الكفاءات ويعدون من المثقفين! وأن مستواهم الإدراكي لحقوق الانسان عالية جداً لأنهم متنورين بنور العلم وأغلبهم زار عدة دول أوربية وعربية ولكن مع شديد الأسف نجدهم بعيدون كل البعد عن الانسانية لسباب كثيرة لايمكن حصرها أو الاكتفاء بموضوع مصغر تعدداها جميعاً ولكن في هذا الموضوع أركز على شيئين:

الأول: تعاملهم الغير إنساني مع المرضى خاصة في المستشفيات الحكومية وأقل منها في العيادات الخاصة التي أصبحت وكأنها قصابة لا تذبح الخراف بل تذبح وتقطع شيئا فشيئا الدخل المالي لأبناء المجتمع العراقي الذي يرزح تحت نير الفقر المقدع بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة عبر تأريخ العراق الذي لم يشهد حكومة عادلة إلا حكومة واحدة فجاء الأطباء ليجهزوا على المواطن العراقي الذي فيه رمق قليل بالكاد يجعله ضمن تعداد الاحياء ولا يحذف اسمه من سجل الحياة نجد أن الأطباء لا يعتنون في المرضى الذي يتوافدون على المستشفيات الحكومية بما تملي عليه وظيفته بل نجده وكأنه جلاد أو مسئول أمن لا يتعامل مع المرضى إلا بالزجر والإهانة أو يقوم بإحالتهم إلى عيادته ليستنزف ما بقي من الدخل الشهري لديهم حيث نجد أن سعر الباص لديهم عشرة آلاف دينار على أقل التقادير والذي يعطي الباصات يدخل من يدفع قبل اوانه بسبب زحمة المرضى على صاحب الكفاءة الطبيب المختص لأنه لايؤدي دوره في المستشفى فتلجأ الناس إلى عياداتهم حتى وصل سعر التقديمة (ضرب السره) خمسون ألف دينار! أي يدفع المريض ستون ألف دينار وربما بعض العيادات أكثر من ذلك السعر وففتي ففتي مع الطبيب المختص ومع هذا المبلغ الهائل نجد أن الطبيب يدخل خمسة خمسة أو سبعة سبعة في غرفة ضيقة لا تعطي للمريض الوقت الكافي أو الجو المناسب لكي يستعرض له حالته الصحية وما يداهمه من ألم بل نجد على العكس فحص روتيني ومن ثم اعطاء ورقة فيها كم هائل من الأدوية والأدهى من ذلك وصل الأمر ببعض الأطباء لا يقبل الدواء إلا من صيدلية معينة ولا يقبل من سواها بل وصل ببعض الأطباء الذين لديهم جهاز سونار لا يقبل من المريض سونار تم اجراؤه عند طبيب متخصص بالسونار بل لابد من عمل سونار لديه وهو ليس بمتخصص بالسونار ومبلغ السونار ايضا بخمسة عشر ألف فما فوق هذه مراجعة واحدة فكيف إذا طلب منه الطبيب ان يراجعه كل اسبوع فكم سيصرف حينها؟؟؟!!!

ثانياً: العيادات الغير صحية والمتعبة جداً حيث نجد إن أغلب عيادات الأطباء تقع في وسط زحمة السير مما يتطلب من المريض الترجل من سيارته الخاصة أو سيارة الأجرة والسير ربما من 200متر فأكثر وايضا اغلب العيادات تكون في الطابق الثاني والثالث والرابع وسلام الله على السلالم (الدرج) حيث تبلغ ارتفاع الباية الواحدة أكثر من 30سم ويأتي الشيخ وتأتي المرأة الكبيرة وتأتي الحامل ويأتي المعاق ويأتي الذي انهكه المرض يرتقون تلك السلالم التي لا ترحم ضعفهم ولا يرحم الطبيب المرضى والأدهى من ذلك نجد اصحاب المهنة الانسانية الأطباء يعرضون عن مجمعات شيدتها الدولة في بعض المحافظات ضمن مواصفات جيدة جداً آخذة بنظر الاعتبار كل ما يخفف عن كاهل المريض أثناء مراجعته من ناحية الجو الصحي وبعدها عن زحمة السير إلى غيرها من الأمور نجد أن الأطباء يتمسكون بأماكنهم القديمة والسبب أن العيادات الجديدة أسعارها أعلى بقليل من العيادات التي يستخدمونها الآن!!!!

ثالثا ورابعاً وخامساً ....ألخ أتركها لكم؟!