بقلم : د. رشيد بن محمد الطوخي
في عالم الثورات والحركات التحررية ومراحل الانعتاق من العبودية السياسية والاقتصادية وغيرها لا يوجد هناك اي ثوابت ، تماما مثل عالم السياسة ، وإنما متغيرات حسب المصالح العامة التي تقتضيها الحركة أو الثورة ، ولهذا فإن أي بيان صادر عن أي فصيل مشارك في تلك الثورة لابد أن يخضع لدراسة شاملة حول أهميته لمصلحة الثورة أو لضرورته وأيضا لمعرفة ما إذا كان هذا البيان أعد في زمانه ومكانه الصحيحين أم لا ؟ لأن عالم الثورات والحركات المسلحة بطبيعته هو عالم متقلب ومخترق أمنيا فكيف إذا كان الأمر يتعلق بسورية وبهذا الوقت بالذات ؟ ما أذيع عن جبهة النصرة من إعلان ولاءها لأيمن الظواهري أو القاعدة أو ما شابه من هذا الكلام هو حتى الآن غير موثق ، بل إن العديد يؤكدون أن جبهة النصرة الحقيقية الفاعلة على الأرض السورية لم تصدر هذا البيان ولا علاقة لها به وأنه لا يعدو أكثر من بيان مفبرك تم صياغته وتسجيله على الأرجح في أحد أبنية المخابرات السورية ، وهذا أيضا طبيعي ومتوقع لأن طريقة إصدار البيان تختلف مع كثير من طرق إصدار بيانات سابقة ،وهو ايضا مناقض لأهداف جبهة النصرة التي سبق وأعلنت عنها ، وهذا ما جعل المراقبين والمهتمين يشككون في جدية هذا البيان وبهذا التوقيت بالذات فهو في مجمله لا يخدم سوى النظام السوري فقط وعلى الأرجح هؤلاء إما قلة استطاعوا الاندساس فعلا بين صفوف النصرة ويصدرون بيانات حسب الطلب الرسمي من الجهات الأمنية السورية أو الأمر برمته تم في مطابخ الاستخبارات والهدف منه معروف للجميع ، وسواء كان هذا أم ذاك فإن جبهة النصرة مثلها مثل جميع الفصائل المسلحة الأخرى لا يحق لها المتاجرة بدماء الشعب السوري ولا الإتيان بأي عمل من شأنه أن يذهب تضحيات الآخرين سدى ، وهي - أي النصرة - قد أصدرت بيانا رسميا أوضحت فيه براءتها من كل ما صدر باسمها . وأخيرا أقول ليس كل من ظهر بشريط فيديو وخلفه علم التوحيد باللون الأسود يعني أنه قيادي بالنصرة ويستطيع التحدث باسمها .
التعليقات (0)