مواضيع اليوم

أضواء على الثورات العربية

mos sam

2011-11-16 23:32:01

0

لماذا قامت الثورات العربية  في الدول  العربية التي يفترض فيها إنها ليبرالية (حسب دساتيرها وتاريخها وسأستعمل هذه الصفة في هذا المقال مجازا )، وليست في الدول العربية التقليدية  . بن علي والقذافي ومبارك والأسد وصالح يعرفون أن شعوبهم ليبراليون ويتطلعون  إلى الحريات والديمقراطية ، ولهذا  يشعرون بأن حكمهم مؤقت لأحتمال تحرك شعبي في أي وقت . وكانوا يعدون أنفسهم وحراسهم وسلاحهم لمثل هذا الحدث. وكانوا يحضرون مؤتمرات القمة العربية ويتساءلون لماذا هؤلاء الملوك والأمراء لا يتغيرون ، وكلما مات منهم واحد خلفه أبنه أو أخوه وهم يعينون عائلاتهم وأزلامهم في كل مناصب الدولة وشعوبهم لا تتكلم  ويسبحون بحمدهم  .  ومع هذا ليس لهؤلاء الحكام التقليديين دستور ديمقراطي ولا قانون  لحماية الحريات ولا إنتخابات  سوى دستورو قانون ما يصدره ولي الأمر الذي له السمع والطاعة .هل لأن الحكام التقليديين يعطون شعوبهم الخبز ووسائل رغد العيش  من أموالهم .ولكن هل كل شعوب  الدول العربية التقليدية تتمتع وتتوفر لهم ما يشبع حاجاتهم  المعيشية ، فالفقراء وغير المتعلمين والمرضي هم في كل البلاد العربية دون إستتناء . ووجود فئة طفيلية  من الشعب لا يزيد عددها عن 1%  من الشعب  يملكون  كل شئ . وهل الخبز ورغد العيش يغني عن الحرية المقدسة والمشاركة في حكم البلاد وتسييرها .  الحقيقة المرة أن عدم تحرك الشعوب العربية وإستكانتها من المحيط الى الخليج جعل  حكام الدول الليبرالية يعيدون النظر في أنظمتهم ، ويتساءلون لماذا يفتحون الأبواب للديمقراطية والأنتخابات ويسمحون لغيرهم  بتولي السلطة ويحرموهم من كراسيهم . وإذا كانت الدساتير تنص على الأنتخابات فالدساتير حبر على ورق ، والأنتخابات يمكن التلاعب بها وجعلها شكليا للتغطية .  ولماذا السجن والقتل والقمع لطلاب الحرية لم ينجح في الدول الليبرالية بينما نجح في الدول التقليدية التي لا ينشرعنها شيئا عالميا ولا تتكلم عنها منظمات الامم المتحدة  وهيئات حقوق الأنسان  .  وفي مؤتمرات القم العربية  المتعددة كان حكام الدول الليببرالية ينظرون ألى زملائهم الملوك والأمراء بحسد وهم يلقبون بأصحاب الجلالة والسمو بما فيها من جلال وهيبة ولا احد يتهمهم بانهم دكتاتوريون كما يتهمون حكام الدول الليبرالية . لقد رأى حكام الدول الليبيرالية أن أحدهم حافظ الأسد  قام بثوريت الحكم لابنه وصفق له السوريون ونجح . في ضوء هذه العوامل السيكولجية بدأ حكام الدول الليبرالية  في تحويل بلادهم الى ممالك واطلق احدهم عل نفسه ملك الملوك  ، وطالبوا بالطاعة العمياء من شعوبهم وفتحوا السجون لمن يعارضهم  وأعدوا أنفسهم ليكونوا  ملوكا وأمراء ويورثون أبناءهم من بعدهم وبتقاسمون الأموال مع أولاد عمومتهم وقبائلهم . وشراءخبرات المثقفين والمؤهلين لخدمتهم ، والمصفقين الهتافين لأظهار مدى التأييد للنظام ،  وضمائر رجال الأعلام والكتاب لتجميل صورهم وأنظمتهم  لدى الشعب أسوة بحكام الدول التقليدية . وقرروا فتح بلادهم للغرب ولشركاته و وتحالفوا معه لمحاربة الأرهاب وفاقوا الدول التقليدية في الأنبطاح لأمريكا والغرب . وأصبحوا طرشا وبكما قيما يتعلق بالقضية الفلسطنية  وتوسع إسرائيل في الأراضي الفلسطنية وتهويدها . ولهذا أصابت الدهشة حكام الدول الليبرالية لما قامت شعوبهم بثورات ضدهم وضد أولادهم وأزلامهم  ودهشتهم كانت أكبر لما قامت دول الناتو أصدقاؤهم وشركاؤهم بـتاييد الثوار . وكان ما كان لبن علي ومبارك والقذافي وما ينتظر قريبا الأسد وصالح .
تساؤلات 
وقفت أمام هذه التساؤلات ، لماذا قامت أمركيا وحلفاؤها الغربيون بمساعدة الثورات العربية في الدول الليبرالية العربية دبلوماسيا وعسكريا ، رغم أن حكامها كفروا عن ذنوبهم ومعارضتهم في الماضي وتنغيص سيطرتهم على الدول التقليدية وقدموا لهم كل شئ يطلبون .   أعترف بأني لم  أعرف السبب  ،هل هذا تأييدا لحرية الشعوب العربية وإنتصارا لحقوق الأنسان ؟ قد يكون هذا واردا ، ولكن إذا كان هذا هو الهدف فلماذا يحدث في الدول الليبرالية دون الدول التفليدية . أو أن هدف دول الناتو أحكام السيطرة على المنطقة العربية وثرواتها خاصة أن الدول الليبرالية تضم أغلبية الشعب العربي .  أوتمكين إسرائيل من إتمام ضم فلسطين وتهويدها في خفية من الزمن  وتسليم المنطفة إلى إسرائيل لتكون وكيلا للغرب في المنطقة . أترك تفسير كل هذه التساؤلات لمن يعرف ما في رؤوس  حلفاؤنا الجدد الحكام الغربيون .   أما لماذا قامت الدول التقليدية العربية بتأييد الثورات العربية في الدول الليبرالية  فهذ أمر لا يحتاج إلى برهان ،  فهي تعتبر الدول الليبيرالية تاريخيا  مصدر قلق وتنغيص وخطرعلى أمنها وعلى اثارة شعوبها . كما أن الدول التقليدية لم  تتردد في تاريخها ولن تتردد مستقبلا في تأييد أي قرار أمريكي أوللدول الغربية فيما يتعلق بأمن الشرق الأوسط والمصالح الغربية .
شكر الليبيين وحذرهم
بصرف النظرعن الأسباب والمسببات المذكورة أعلاه ، فلنا أن نحتفل بتحرير بلادنا من حكم الطاغية القذافي  ونهايته المأسوية على إيدي الثوار الليبيين . وأن نفرح  وأن نشكركل من ساعدنا من الدول الشقيقة تونس لمساندتها واستقبال الليبيين في أراضيها ، وقطر على مساعداتها  القيمة، ومحطة الجزيرة على  تبني الثورة ونشر أخبارها ، والأمارات والسودان ومصر على مساعدتهم  ،والجامعة العربية على قرارها التاريخي بدعوة مجلس الأمن لحماية الليبيين المدنيين ، ودول الناتو على دورها الحيوي في قصف قواعد ومخازن الاسلحة والأسلحة الثقيلة لكتائب الطاغية ، والأمم المتحدة وكل أعضاء مجلس الأمن بما فيهم روسيا والصين لامتناعهما على التصويت على قرار مجلس الأمن بالتدخل لصالح الثوار.  وعلينا أن نصافح الأيادي الممدودة لنا بالشكر لا للتقبيل . كما لا نريد أحدا يمن علينا بمساعدته . وفي ضوء ما ذكر أعلاه علينا الحذر من الألتفاف حول ثورتنا من أعوان القذافي السابقين او غيرهم من المتربصين، وفرض نظام علينا بمسميات مختلفه لا نرتضيها . كما على شبابنا الثائر الذي يرجع له الفضل كل الفضل في تحرير بلادنا أن يبرهن للعالم الذي تابعه بأعجاب وتاييد اثناء حربه مع كتائب الطاغية ، أنهم أحرص على النظام والأتحاد والعمل وإستقرار البلاد  والأنضباط لتحقيق الحريات والديمقراطية وحقوق الانسان .فبعد إنتهاء العمليات الحربية وموت القذافي وقتل وفرار أبناؤه وسحق كتائبه ، على الثوار مغادرة الشوارع على الأقل والأقامة لفترة مؤقتة بسلاحهم إذا أرادوا في معسكرات يتوفر فيها أسباب الراحة والنوم والأكل  تعدها لهم الحكومة  ، وتخصيص علاوة لهم مؤقتة حتى تتم عملية إنخراط من يريد منهم  في قوات الجيس والأمن الرسميتين  .أوتخصيص وظائف مدنية أو رجوعهم الى مكان أقامتهم ومباشرة أعمالهم أو الى مدارسهم .  كما يجب عليهم عدم خروجهم من المعسكرات بأسلحتهم في الشوارع بتاتا أو إستعمالها في الاحتفالات أو في اي غرض  إلا باذن من الحكومة. والتقيد بتعليمات المجلس الانتقالي والحكومة المؤقتة لأتمام  مهمتهما لأنتخاب المجلس الوطني  في يونيو القادم عندما يعطى القلم لباريهأ ويسلم الحكم لنواب الشعب . وتشجيع التظاهر السلمي والأنتقاد البناء في القترة الأنتقالية لتأييد أو تعديل أو وقف أو تغيير سياسات وقرارات الحكومة المؤقتة .    
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !