شعوب العالم الحرة تساند الشعب المصري هذه الأيام ، بتنظيم مظاهرات موازية لمظاهرته المنادية بسقوط النظام الفاسد القائم ، وهي وقفة تضامنية إنسانية نبيلة مع المطلب الجماعي المشروع في الديمقراطية والعيش الكريم !.. ومن الطبيعي أن يُسمع صدى تلك النداءات ، وتكون مُحببة إلى كل النفوس الطيبة والسليمة ! .. أما النفوس الدنيئة والسقيمة ، فدموية طباعها تجعلها تطلق صرخات (نشاز) خارج السرب ؟! ..
ومن تلك الأصوات النشاز ، صوت الرئيس العاجي (لوران غباغبو) ـ الذي لايختلف في شيء عن بن علي وعن مبارك ـ والذي أطلق تصريحات هستيرية عقب الأحداث الأخيرة في تونس ومصر ، قال فيها بأنه (سعيد جدا) بقيام تلك الثورات هناك ، ليس لأنه ضد الظلم والعبثية والإستأساد على الشعوب ، وتمزيق أجسادهم في سبيل السلطة !.. لا .. بل لأن تلك الأحداث قامت بإستقطاب الأسراب الإعلامية ! .. ما أبعدها عن سماء ساحل العاج ، وأخلى له الأجواء لإستكمال طقوسه بهدوء ؟! ..
وهويُظهر بذلك جرأته وتطاوله على إرادة الشعب العاجي الذي أودعها صناديق الإقتراع بمنح الثقة لمنافسه (الحسن وترة) ، فتلاعب هو بنتائجها ورمى بها عرض الحائط ، وأصرّ على البقاء رغم أنوفهم ، ورغم عزلهم له بطريقة يحلم بمثلها اليوم حسني مبارك مصر ؟! .. طريقة أقل ما يقال عنها أنها تحفظ كرامته ، لأن الشعب حفظ له ماء وجهه بعزله بصناديق الإقتراع ، ودون ثورة على نظامه الديكتاتوري ، ودون نبذه أو إبعاده عن وطنه كبن علي تونس ؟! ..
غباغبو(يشيد) إذن بهبّات الشعوب وإنتفاضاتها ضد أنظمتها الديكتاتورية الشبيهة بنظامه ، في وقتٍ يُحكِم فيه قبضته على شعبه ويرفض أن يعتقه ! .. فقط لأن تلك الهبّات وتلك التحركات الجماهيرية في مناطق من العالم ، تُبعد عن سماء ساحل العاج ضجيج الهيئات الدولية والإقليمية الحقوقية المنادية بتنازله عن السلطة ؟!.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تاج الديـن | 05 . 02 . 2011
التعليقات (0)