مواضيع اليوم

أصنام قوم إبراهيم .. في السعودية !

تركي الأكلبي

2010-02-21 11:56:09

0

أصنام قوم إبراهيم .. في السعودية !

تركي سليم الأكلبي

وفرة مالية ، ثورة في وسائل الاتصال ، إشكالات معقدة مترابطة ومتداخلة .. اجتماعية ، تنموية ، فكرية وتنظيمية . كل هذه العناصر تشكل واقعنا اليوم والمرحلة التي نمر بها ، وتتطلب انفتاحا كبيرا على الذات ، وتفاعلا مؤثرا ، وشفافية تكسر حاجز الجمود والتحفظ وتنشر الوعي بأهمية المشاركة ونبذ احتكار صناعة القرار .
ومع كل ذلك ، إلا أن علاقة المسؤول بوسائل الاتصال والرأي العام والمعلومة المزدوجة ما تزل تعتمد منهج الأمس المختلف كليا والذي يقوم على مبدأ المرسل والمتلقي للرسالة الإعلامية والمتقبل لها بسلبية تكاد تكون مطلقة ، مع العمل على مسارين أثنين لا ثالث لهما فيما يخص الصحافة هما :
الأول : ما يسمى بالتعقيب على ما تنشره الصحف الورقية . وبرغم المسارعة أحيانا بالتعقيب إلا أنه تعقيب عهدناه وألفناه
نفيا ، أو تبريرا ، أو نوعا من التعتيم .
والثاني : شيء من الاستعراض ، مع شيء من التفاخر ، بعمل روتيني معتاد بشكل يومي أو " موسمي !" ، أو عمل مفترض
ولا جديد فيه ، ويسمى " التصريح " . ومن المعروف أن عبارة
" صرح معالي .. أو صرح سعادة .. أو صرح مدير أو رئيس كذا .. تعطي انطباعا وإيحاء للمتلقي بأن ثمة إنجاز ما حدث
أو سيحدث قريبا . والتصريح من أجل التصريح شيء اعتدناه حتى أيقنا أن ( الجود في الموجود ) !

ورغم هذه العلاقة ، ورغم خطرها المؤكد الذي يهدد انتشار الصحف الورقية إلا أن الصحف الالكترونية ما تزال بيوتا من دخلها كان آمنا !..
فما يطرح فيها من قضايا ما يزال في مأمن من تفاعل المسؤول ولم يحظى بعد بشيء من الاهتمام والمتابعة الإيجابية . وربما يعود ذلك لاعتبارات منها : أن الصحف الالكترونية ما تزال في نظر البعض واقعا (افتراضيا)!
ومنها التفكير بمنطق ذلك المثل العامي الذي يقول :
( صحنا من أحمد فجاء لأحمد ولد ) !!

كما قلت آنفا ، هناك إشكالات متعددة ومتشعبة . وهناك عقول معطلة ، وهناك قوى منتجة معطلة ، وهناك توقف في خلايا
النمو العام في الغالب . ومع كل ذلك ما يزال العمل وفقا لمبدأ المركزية في كل المجالات ، وما يزال الروتين البيروقراطي القديم والمعتاد والمألوف يسيطر على كل أوجه الحياة العملية ،
وما تزال الرسالة الإعلامية بصفة عامة أحادية الاتجاه والمضمون تثبت الأوتاد ولا تزعج الرقاد وفقا لمبدأ ذلك المفهوم الغائر في اللاوعي والوعي أحيانا .. " ما أتاكم فخذوه " ؟!!

لكل ذلك اعتقد أن من المفيد أن نعمل " ... أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنين ... " وأن ندرك أن المؤمنين ولاة أمر ومتلقين يميزون بين ما هو دعائي وبين ما هو انجاز فعلي يستحق التفاخر به .. والبعض بهديتهم يفرحون !
الإنجاز الحقيقي هو الذي سيري الآخرين ويحدثهم عن
( الجهود المبذولة ) بل وسيكتب للتاريخ ( للمجتهد ) وليس
عليه !.
والإنجاز الحقيقي هو الذي يحدث تغييرا إيجابيا ، وهو الذي
يحطم الجمود ( المتصخر ) وأصنام قوم إبراهيم المقامة من الروتين البيروقراطي المتكلس وبعض أنظمته البالية ، وهو
الذي يحدث ثقبا في أوزون الخطر الذي سيعيدنا لنصبح كما
دخلناها أول مرة !
والإنجاز الحقيقي هو الذي يفجر العقول وليس ذلك الذي يضرب عليها بخمورها فتكون أدنى أن تعرف – بفتح التاء - .
والدولة أيدها الله تنفق عشرات المليارات رواتب يصل بعضها لعشرات الآلاف والمئات أحيانا ونفقات امتيازات المناصب العليا والمتوسطة لا من أجل أن إظهار البشوت تحت الفلاشات بل من
أجل الارتقاء بالوطن والمواطن .. فهل أنتم فاعلون ؟!


Turki2a@yahoo.com

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !