العقل والعاطفة هما الذان يحددان الميل أو الرأي أو القرار وإذا توازن العقل مع العاطفة كان القرار أقرب إلي الصواب..والعاطفة يصعب تغييرها فمثلا أنت لا تستطيع أن تغير أهلاويا إلي زملكاويا ولا العكس بالإقناع أو مؤيدا لحزب الله أو معارضا بالإقناع لأن الاقتناع به أو بضده مبني علي خليط من العقل والعاطفة....وإذا نظرنا إلي الجانب العقلي سنرى بسهولة أن تغيير القناعة ممكن جدا كمن يقنعك أن التسعة تساوي أربعة زائد خمسة ...لن يستطيع أن يجادلك لأن العلاقة عقلية بحته وأما إذا جادلته في حب شيء أو كرهه فلن يتطابق رأيه مع رأيك أبدا لأن العلاقة المطروحة للجدال عاطفية وما يهمنا في هذا الصدد هو تغيير قناعة لن تتغير بحكم توصيفها بعلاقة عاطفية مقرونة بقناعة عقلية خاطئة مثل أن تجادل شخصا في دينه أو عقيدته أو إلحاده هو لن يغيرك من مؤمن إلي ملحد ولا أنت تغيره من ملحد إلى مؤمن وهنا يكون الجدل عبثيا لا يفضى إلي نتيجة وقد يحتج عليك بأنك قلت قناعة عقلية خاطئة وتقول له أن قناعته العقلية هي الخاطئة وتدوران في دائرة مقفلة ...وإذا نظرنا إلي هذا الجدال من وجهة الهدف فسوف نتساءل: ما هي النتيجة وما أهميتها؟ ...لن ينقص المؤمنين أن يكفر أحدهم......... ولن ينقص الملحدين أن يؤمن أحدهم وقد يكون جدال المؤمن ظاهريا يرجو منه أن يعلن إيمانه لكسب مادي كأن تقول في أدني أهدافه أنه دعوة إلي الاحترام وهنا يكون قد أوقع نفسه فيمن يشترون بآيات الله ثمنا قليلا أو يكون هدف الملحد أن يقال أنه مفكر وله رأي وإذا فلا يصح أن نبذل من جهدنا وأوقاتنا في موضوعات نحن في غني عنها بالتأكيد ...من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.....إن المطلوب منك فقط أن تبلغ من لم يسمع أو يعرف شيئا عن الدين ثم عليك أن تتوقف عن الحديث بمجرد أن ينكر (إنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) ..وأخيرا أترك الملحد حتي يمرض أو يصاب واسمعه في خلوته ...إلي من يشتكي رغما عنه......قرأت لملحد (يقسم بالله) أنه ملحد ...فهذا المسكين إما أن يكون مؤمنا بمن يقسم به.... أو يكون جاهلا لا يدري معني كلامه.... ولذلك فالنقاش معه تبديد للوقت..... إنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون...ملحوظه (لا نستقبل تعليقات الملحدين).....
التعليقات (0)