يمكن تقسيم الشعب العربي كله قسمين..... قسم يريد إزالة الحدود أو على الأقل تخفيف قيود الانتقال من دولة إلى عربية إلى أخرى.... وقسم يتمسك بالانغلاق على نفسه وخاصة في الدول الغنية ...وهذا التقسيم ليس تقسيما سياسيا ولكنه تقسيم شعبي موجود في عقلية الناس الجماعية....ومن وجهة نظر أخرى يمكن أيضا تقسيم الشعوب العربية قسمين آخرين ....قسم يريد تغيير الأنظمة لأنها لم تقدم له شيئا يرفع مستوى معيشته إلى قدر يتناسب مع ثروة دولته ولم تتفق مع توجهات الشعب في السياسة الخارجية للدولة.....وقسم يحصل على كل مقومات حياته بالاستئثار والاحتكار ويوافق على سياستها الخارجية.....ومن وجهة نظر ثالثة يمكن تقسيم الشعوب إلى قسمين....قسم ينتمي إلى ثقافة المنطقة وأديانها ومصالحها لتطابق مصالحه مع مصالح الأرض والوطن ...وقسم هو الأخطر في كل ما سبق تتطابق مصالحه مع مصالح أعداء المنطقة...وكان مبارك المخلوع وزين العابدين الهارب من هذا القسم الخطير....فلماذا إذا قامت الثورات العربية ...قد يرى البعض انفصال الثورة عن تقسيم الشعوب مجتمعة إلى ثورات منغلقة تبحث كل منها عن حل لمشاكل قومية تخص كل دولة على حدة...وهذا صحيح في بعض جزئياته ولكنه غير صحيح إذا نظرنا إلى الرابط بين الثورات العربية مع بعضها طبقا للتقسيم الأول و الثاني...ولذلك فهناك رابط خفي يسكن صدور المواطنين في أغلب الدول العربية هو السياسة الخارجية المرفوضة شعبيا وأهمها علاقة العرب بالغرب عموما وبأمريكا خصوصا وبإسرائيل بالتحديد....فما هو هذا الرابط؟؟؟؟ معلوم أن القضية الفلسطينية تجري تصفيتها على قدم وساق وكان من أهم القائمين على تصفيتها مبارك المخلوع ...ومعلوم كذلك أن القدس هي قبلة المسلمين الأولى يؤمنون بحقهم فيها بحكم التاريخ والدين وكذلك مقدسات المسيحيين في بيت لحم مولد السيد المسيح هي من مقدساتهم وتسكن شغاف القلوب...
هذا التقسيم هو التقسيم الخفى الذي حرك الثورات العربية وأشعلها لأن كل ما أدى إلى هذه الثورات هو بالتحديد العلاقة...مع إسرائيل....ما أدى إلى هذه الثورات كان في أصل الأمر نتائج فرعية للسياسة العربية الخارجية وتحديدا مع إسرائيل
التعليقات (0)