أصدقاء فرضهم الزمن

كثيرة هي هموم الأنسان التي تعتريه وهو يخوض غمار معترك الحياة المرير ..كثيرة هي دموعه التي يكابدها وهو يرى ما يلحق به وبأخوته من ظلم وجور وتعسف سواء من سياسة الظالمين أو من كيد المتسلطين أو ما يلحق به من أذىً من جراء خوض الخائضين..
كل أنسان له أخلاء وأحباء عرفهم مذ فتح عينه على هذه الدنيا وخرج إلى هذا الوجود..أصدقاء مخلصون طيبون بعيدون كل البعد عن المصالح المادية والأطماع الشخصية هم أصدقاء الطفولة..أصدقاء الصِبا يحنون إليه ويحن لهم أعتادوا عليه وأعتاد عليهم ,عرفوه وعرفهم ..
ولكن حينما يفارق هذا الأنسان أحبته وأصدقاؤه بسبب ظروف العمل أو الوظيفة يبقى يحن ويأن إليهم ويشتاق لرؤية وجوههم الطيبة ويتعرف على أناسٍ غرباء لا يحسبون له حساب ولايقيمون له أي وزن ذو أخلاق وعادات تختلف عن تلك التي ألفها لدى أحبته..
أناس ينضجروا من كل شيء حتى من الهواء .. حياتهم حياة مادية .. فلابد من معاشرتهم ولو على مضض لأن
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بُدُ
وكما قال الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم :(الناس معادن كمعادن الذهب والفضة).
وفعلاً بعض الناس كالذهب الصافي في الأخلاق والعشرة والمودة وبعضهم كالفضة وبعضهم النحاس والحديد قد ينصدم هذا ألأنسان من بعض تصرفات هؤلاء الناس فلا يجب عليه أن ينضجر أو يعاتب بل عليه أن يصبر ويتق الله ربه لأن الله سبحانه وتعالى هو أبصر به فهو يعلم ويرى ودائما عليه أن يتذكر هذه الآية الكريمة :(كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام) ..فكل شيء زائل لايبقى منصب ولامال ولا وظيفة ولاقوة فلاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..والدنيا تتغير بأهلها من حال إلى حال.
وأعلم أن الله مع الذين أتقوا والذين هم محسنون..