فى السجن تستطيع ان تجد دائما ان اكثر الناس قلقا هو السجان ، ان السلطان مرتعش مرتعد خائف ، انه خائف على نفسه وعلى سلطته ،انه مهزوم امام الدول الاجنبية ، مهزوم امام العدو الاجنبى ، فلا اقل من ان ينتصر على
مواطنيه كبديل وتعويض ، ان السيف وحده هو الذى يضمن له الانتصارات على مواطنيه ، السيف هو السلاح
الوحيد الذى يجعل السلطان مطمئنا على سلطته .
ان السيف مخيف وصاحبه خائف .
وعندما يخاف السلطان من مواطنيه فانه يطلب راحة وليس نقدا ، صمتا وليس فكرا، ان اى صوت يهز امنه واى هزة تقلب سفينته ، ولان الرياح عاتية والسفينة مملؤة بالثقوب فالمياة تتسرب اليها.
العدو الاجل هو شعب باكمله والعدو العاجل هو كتاب بمفرده ، ان القلم يكتب يناقش يرد يعترض ، لكن السيف
يقتل فقط.
ان الجيل الجديد بصورة خاصة عانى من نير الحكم المطلق المستنير وهو اكثر اطلاقية مما هو مستنير ...
والمديح الذى لا يطاق للقائد الذى ارسلته العناية الالهية كل ذلك اكد الطلاق بين الدولة والمجتمع وازدياد حدة
التناقضات الداخلية التى تضغط على صمامات الدولة ساعية عن منفذ لا بد ان تجده حتما فى يوم من الايام.
اننا لم نشاهد الشيطان يوما يقضم مخالبه بنفسه بمحض ارادته ، فالبيروقراطية لن تتخلى عن مواقعها دون قتال
والبلاد تسير بوضوح نحو الثورة.
ان تحسين اوضاع العمال لا يصالحهم مع السلطة بل على العكس فان اعلاء مكانتهم فى المجتمع وتفتح افكارهم على المسائل السياسية العامة ورفع مستواهم الفكرى من شأنه ان يصنع منهم قوة مستعدة لخوض الصراع ضد
المسئولين .
ان القادة الذين لا يمكن عزلهم يتسلون فى ترداد شعارات ضرورة التعليم وتمثل التقنية وضرورة التثقيف واشياء اخرى جميلة ولكن القادة انفسهم جاهلون ضعيفوا الثقافة وهم لا بتعلمون شيئا بصورة جدية على الاطلاق ويظلون على حالهم من عدم الاخلاص والفظاظة والخشونة ، فادعاؤهم الوصاية على المجتمع اضحى امرا غير محمول ولن تتمكن الشعوب من الحصول على ثقافة اعلى اذا لم تحطم خضوعها الذليل لهذه الفئة من الغاصبين .
هل سينتهى الموظف بالتهام الدولة ام هل تتوصل الطبقة العاملة الى تقليص نفوذ الموظف لتجعله فى وضع غير
قادر على الاذى ..؟
تلك هى المعضلة التى يتوقف عليها المصير...
للحزن صور كثيرة اصعبها تلك التى تكتشف فيها انك خدعت نفسك عمرا وضاعت بذور احلامك بين ذرات تراب الامل .
وقد تستطيع القوة ان ترغم انسانا على ترك وطنه وسلخه عنه وان تقتلع مواطنا من بيته وارضه ، لكن هذه القوة تعجز عن تسلخ من القلب والعقل حب هذا الانسان لبيته وارضه وتراب وطنه....
ليس هناك من امة فى التاريخ كانت منتصره باستمرار ، كما لا يعرف التاريخ ايضا امة بدأ سجلها بالهزيمة وانتهى بالهزيمة ، دون ان تسجل صفحة بطولة ونصر فى صفحاته ، ولو واحدة .
ان كل تاريخ حقيقى هو الذى يكتب بدم ابنائه ومواطنيه.....
التعليقات (0)