في حقول الوجود نزرع همومنا وأحلامنا ، وننشر أحزاننا وأفراحنا ، بذورا من ذكريات تقطع أفئدتنا التي تعصر ذاتها ألما أو سعادة ..
ها نحن على سهول الحياة وأمام جبالها الوعرة ، نحاول الوصول فنصطدم بأودية سحيقة مليئة بالمرارة والعذاب ..
هي فصول عمرنا تنعكس أمامنا في مرآة الوجود الذي تشقينا طموحاته ..
العمر ، ربيع ملؤه البراءة والنداوة والفرح ، وصيف زاه بالفتوّة والعطاء والشّباب ، فخريف تكثر ذكرياته مع تساقط أيّام العمر في كلّ سنة ، إلى شتاء يغدق الحكايات والحكم بزخّات ملؤها التحسّر ..
هي تلك سلسلة من فصول عمر يتواصل بزرع وحصاد من سنين غابرة تينع من براعم الحياة ثمار وجود ..
وتتردّد أصداء السّنين الغابرة التي نعيش من وراء ضباب الذّكريات، فتنتعش نبضات العمر منشدة إيقاعات القلب التي تشدو ألحان الحبّ في رحاب الرّوح ، لها قواف يوشّحها نغـم الوجود ، تزهوها روائع الحياة ، وترتقيها أوتار الأحلام ، فيغدو الحبّ أنشودة المطايبة، وذكرى تحصد على بيدر السّنين مردّدة أصداء العمر …
التعليقات (0)