أصحاب اللحى
ما أن تحل بالأرض كارثة حتى يتلقفها ملاقيف الصحوة والإسلاموية المتطرفة فيجيرونها لصالحهم إن شعروا أنها سترفع من رصيدهم الجماهيري ويتبرؤون منها إن شعروا أنها ستجلب عليهم اللعنة ، اليوم ومع وضوح شمس الحقيقة خرج أصحاب اللحى على الملأ يرددون عبارات خجولة وكأنهم بذلك يقفون ضد التطرف ، حيلة مكشوفة فصمتهم المريب وخروجهم المتأخر وعباراتهم الجوفاء جعلهم مشروع نكته و محل سخرية ، إدانة السلوك المتطرف يتطلب إدانه للإسلام السياسي بمختلف تفرعاته وهذا يعني التبرؤ والتخلي عن أفكار الصحوة وادبياتها المتطرفة ونفض عباءة الإخوان المسلمين ، أصحاب اللحى من مشايخ الوعظ ليسوا معادلة صعبة لا تقبل الحل هم عبارة عن عقول تقتات على فتات الأفكار وتخضع لمن يمتلك السُلطة والمال وتخشى من الحقيقة ولولا القطيع لأصبحت في المؤخرة مثلما كان أسلافهم قديماً ، تلك المجموعة البشرية سبب رئيسي لتأخر الأوطان وسبب رئيسي للكثير من الكوارث التي حلت بالمجتمعات فهي تزرع الفتن بإسم الله وتشق الصف الواحد بإسم الله وتُلقي بالأجساد في جهنم بإسم الله ، قبل أن تتسيد اللحية كانت المجتمعات تعيش بطمأنينة يغشاها السلام ويحفها الوئام كانت لا تعرف تطرف ولا طائفية ولا تكفير وتحقير للمخالف ، فجأة وبلا مقدمات انقلبت المعادلة فأصبح كل شيء مرهون بفتوى حتى علاقة الزوج بزوجته والأخ بأخيه والجار بجاره والإنسان بمواهبه وأحلامه ، يبرر أصحاب اللحى جرائمهم الفكرية بالإجتهاد الفردي تاره وبالتدين تارة أخرى ،الإجتهاد طريق من لا طريق له والتدين سلوك لا يتمسك به إلا صاحب هوى أو جاهل لم يعرف الإسلام على حقيقته فتدين الصحوة والإسلام السياسي عبارة عن طقوس ومظاهر ومواقف متصلبة وقائمة طويلة من المحرمات التي لا سند شرعي لها ، اليوم يدور الحديث عن بداية انكماش تلك المجاميع البشرية لأسباب لا تخفى على أحد فمواقفهم ومشاريعهم وأحلامهم الوردية بلغت حداً لا يمكن السكوت عليه فتوجهت نحوهم بوصلة الرقابة والمتابعة والمسألة ، الإنكماش لا يكفي فالمجتمعات تريد نهاية جادة لتلك الأفكار والأدبيات التي سيطرت على المجتمعات عقوداً طويلة تريد كتابة نهاية عصر الصحوة والبدء بتدوين عصر جديد ينتقل فيه الفرد من خانة التبعية الفكرية إلى خانة الفلسفة والإبداع والفضاءات المفتوحة ،الحلم لا يمكنه ان يتحقق في يومِ وليلة لكنه قد يتحقق إذا كُشف الغطاء عن المجموعة البشرية المتطرفة المتسترة بعبارة لحوم العلماء مسمومة فهرطقاتهم وآرائهم المتطرفة ومواقفهم تسببت في تشويه الإسلام وإستغلاله لأغراضِ سياسية شعارها العودة بالمجتمعات لحضن الخلافة التي هي نظام سياسي مستبد متسلط لا يرفع إلا من دان له بالولاء المطلق لأنه نظام يمثل الله في أرضه وهذا قول فقهاء النقل فالخليفة ظل الله في أرضه وآنى يكون له ذلك وهو يقتات على فروج السبايا ؟
@Riyadzahriny
التعليقات (0)