هذا العنوان القاسى ليس من عندى , ولكنه يأتى تعليقا على خبر نشرته جريدة إيلاف يوم الجمعة السابع من ديسمبر الحالى تحت عنوان مكون من عبارتين , نص الاولى - المسلمون أصحاب 6مراكز فى قائمة العشرة الأسوأ , ونص العبارة الثانية -ثلاث دول إسلامية فى الأربع الأكثر فسادا فى العالم - , بعد ذلك يأتى تفصيل الخبر الذى يقول - إنه فى قائمة الدول التى ينتشر فيها الفساد فى العالم , والتى تصدرها سنويا منظمة الشفافية الدولية , جاءت دولتان إسلاميتان فى مقدمة هذه الدول , هما الصومال وأفغانستان بالاشتراك مع كوريا الشمالية , ثم جاءت السودان فى المرتبة الرابعة ,وبهذا تصبح الدول الإسلامية هى صاحبة ثلاث مراكز من مجموع أربعة فى قائمة العار الدولية , ولولا كوريا الشمالية لانفردت هذه الدول بصدارتها فى سائر أنحاء الدنيا , ويستطرد التقرير قائلا - وبعد توسيع النطاق إلى المراكز العشرة الأولى الأكثر فسادا نجد ثلاث دول إسلامية أخرى هى أوزباكستان السادسة , تركمستان السابعة , العراق الثامنة . ثم يختم التقرير بهذه العبارة - ويتركز مؤشر الفساد أساسا على أداء القطاع العام فى كل دولة وفقا لشهادة الخبراء والمراقبين سواء على الصعيد المحلى أو الاجنبى . , . وتعليقا على هذا التقرير أقول إننا لم نكن فى حاجة إليه لندرك حجم الفساد الهائل الذى يضرب أركان عالمنا المنتسب إلى الإسلام , وإلا فما سبب حالة الفقر والعوز والتخلف والاعتماد على الآخرين التى تحاصرنا , رغم أننا الأوفر منهم فى المصادر الطبيعية المنوعة والتى تفيض بها أرض الدول الإسلامية أنهارا أو معادن أو أراض زراعية شاسعة , او موقع فريد لا يغطى الثلج أرضه معظم شهور العام , . وأنا هنا لا أريد أن أذكر أسباب هذا الفساد أو أوضح الثقافة التى أنبتته وأعدد الروافد الفكرية والسلوكية التى وضعت الدول الإسلامية على قائمة العار والهوان , ولكن لا أستطيع إلا أن أصرخ بهذا السؤال , من المسؤول , وما المسؤول ؟ وإذا كنا جميعا نستبعد الإسلام كعقيدة , فلن نستبعد المسلمين الذين وقفوا بهذا الدين عند تفسيرات القرون الوسطى , وركنوا إلى أشد تفاسيره انغلاقا وتحفظا , واعتمدوا آراء فقهاء عاشوا فى غير هذا العصر , وابتعدوا عن مقاصده وغاياته التى تستشرف شرف الإنسان وسعادته , نعم ياسادة , واجبنا الآن ان نستخدم عقولنا , ونبتعد عن هذا الجدل العقيم الدائر فى الكثير من الدول العربية حول مفهوم الشريعة , وهل نطبق أحكامها أم مبادئها , وهل نسمى الدولة دينية أم مدنية ؟ أقول خذوا من الدين أهدافه وغاياته , الدين الذى حث على الصدق والفضيلة والعمل الجاد , الدين الذى ألغى الرق والعبودية , والأهم من ذلك أنه لم يرغم أحدا على اتباعه , وكأنى بالقوم الصاخبين الآن الملوحين بالسيوف والخناجر لم يسمعوا أو يقرءو اهذه الآية ( ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ) . لا بد من فتح باب الاجتهاد فى الاسلام من جديد حتى تتحول الشعوب الإسلامية من حالة العوز والفقر والفساد , وتخرج من قائمة العار - قائمة الدول الأكثر فسادا فى العالم
التعليقات (0)