مواضيع اليوم

أصبحتم أ فسد أمة بين الناس !

أحمد قيقي

2012-12-16 21:36:25

0

هذا العنوان القاسى ليس من عندى , ولكنه يأتى تعليقا على خبر نشرته جريدة إيلاف يوم الجمعة السابع من ديسمبر الحالى تحت عنوان مكون من عبارتين , نص الاولى - المسلمون أصحاب 6مراكز فى قائمة العشرة الأسوأ  ,  ونص العبارة الثانية -ثلاث دول إسلامية فى الأربع الأكثر فسادا فى العالم  -   , بعد ذلك يأتى تفصيل الخبر الذى يقول  - إنه فى قائمة الدول التى ينتشر فيها الفساد فى العالم , والتى تصدرها سنويا منظمة الشفافية الدولية , جاءت دولتان إسلاميتان فى مقدمة هذه الدول , هما الصومال وأفغانستان بالاشتراك مع كوريا الشمالية , ثم جاءت السودان فى المرتبة الرابعة  ,وبهذا  تصبح الدول الإسلامية هى صاحبة  ثلاث مراكز من مجموع أربعة فى قائمة العار الدولية , ولولا كوريا الشمالية لانفردت هذه الدول بصدارتها فى سائر أنحاء الدنيا ,  ويستطرد التقرير  قائلا - وبعد توسيع النطاق إلى المراكز العشرة الأولى الأكثر فسادا نجد ثلاث دول إسلامية أخرى هى أوزباكستان السادسة , تركمستان السابعة , العراق الثامنة .  ثم يختم التقرير بهذه العبارة -  ويتركز مؤشر الفساد أساسا على أداء القطاع العام فى كل دولة وفقا لشهادة الخبراء والمراقبين سواء على الصعيد المحلى أو الاجنبى    .  ,    .  وتعليقا على هذا التقرير أقول إننا لم نكن فى حاجة إليه لندرك حجم الفساد الهائل الذى يضرب أركان عالمنا المنتسب إلى الإسلام  , وإلا فما سبب حالة الفقر والعوز والتخلف   والاعتماد على الآخرين  التى تحاصرنا , رغم أننا الأوفر منهم فى المصادر الطبيعية  المنوعة   والتى تفيض بها أرض الدول الإسلامية  أنهارا أو معادن أو أراض زراعية شاسعة  , او موقع فريد  لا يغطى الثلج أرضه معظم شهور العام  ,  . وأنا هنا لا أريد أن أذكر أسباب هذا الفساد  أو أوضح الثقافة التى أنبتته  وأعدد الروافد الفكرية والسلوكية التى وضعت الدول الإسلامية  على  قائمة العار والهوان  , ولكن لا أستطيع إلا أن أصرخ بهذا السؤال  ,  من المسؤول , وما المسؤول  ؟   وإذا كنا جميعا نستبعد الإسلام كعقيدة  , فلن نستبعد المسلمين الذين وقفوا بهذا الدين عند تفسيرات القرون الوسطى ,  وركنوا إلى أشد تفاسيره انغلاقا وتحفظا  , واعتمدوا آراء فقهاء عاشوا فى غير هذا العصر ,  وابتعدوا عن مقاصده  وغاياته  التى تستشرف شرف الإنسان وسعادته  ,  نعم ياسادة , واجبنا الآن ان نستخدم عقولنا  , ونبتعد  عن هذا الجدل العقيم  الدائر فى الكثير من الدول العربية حول مفهوم الشريعة , وهل نطبق أحكامها أم مبادئها  , وهل نسمى الدولة دينية أم مدنية ؟  أقول  خذوا من الدين أهدافه وغاياته  , الدين الذى حث على الصدق والفضيلة والعمل الجاد , الدين الذى ألغى الرق والعبودية ,   والأهم من ذلك أنه لم يرغم أحدا على اتباعه  , وكأنى بالقوم الصاخبين الآن الملوحين بالسيوف  والخناجر لم يسمعوا أو يقرءو اهذه الآية  ( ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )       . لا بد  من فتح باب الاجتهاد فى الاسلام من جديد  حتى تتحول الشعوب الإسلامية من حالة العوز والفقر والفساد  , وتخرج من قائمة العار  - قائمة الدول الأكثر فسادا فى العالم 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !