أشهـر المواقع السودانية يتعرض للقرصنة
موقع "سودانيز أون لاين" هو أكثر المواقع الألكترونية السودانية شهرة وذيوعا وإقبالا من جانب المساهمين والقراء والمعلقين . وقد تميز هذا الموقع بالحرص على ترك المجال واسعا لحرية الرأي والرأي الآخر دون شروط مسبقة ولا حدود مقيدة .
وبالطبع فإن مثل هذه السياسة الإعلامية تظل تشكل هما أساسيا ورفضا قاطعا من جانب الأنظمة السياسية المتخلفة بذاتها في دول العالم الثالث . وهي التي لا ترغب سوى في سماع صوتها وحده وترديد اللهج بحمدها وعبقرية الزعيم الخالد وظل الله في أرضه صاحب نسبة ألـ 99.9% . وتفاني قادة الحزب والوزراء والوكلاء ، وأمانتهم الصحابية الراشدة. ونظافة أيديهم الرسولية والعصمة المبرأة من كل سوء . وأن الحال على أتم ما يرام في البيت والشارع والمصنع.
تعرض هذا الموقع منذ ثلاث أيام خلت إلى موجة قرصنة تسونامية عاتية مباغتة ؛ يبدو أنها الأعنف والأشرس والأقوى من نوعها منذ نشأته. وذلك على ضوء ما كان يتعرض له في السابق من قرصنات محدودة صامتة لا تستمر طويلا .
منذ ثلاث أيام . وعند بحثك عن الموقع بكتابة عنوانه : sudaneseonline.com بالإنجليزية أو "سودانيزأون لاين. كوم" بالعربية تلاحظ إختفاء الموقع وظهور رسائل تهكمية شامتة متعددة صاغها وكتبها القرصان بلهجة سودانية .
كانت أولى هذه الرسائل إعلان كاذب بأن الموقع للبيع . ثم ظهرت أخيرا رسالة من القرصان يؤكد فيها تعرض الموقع للقرصنة . ويهدد فيها صاحب الموقع (المهندس بكري أبو بكر) بأنه قادر على محو الموقع وإزالته تماما . وأنه (صاحب الموقع) لن ينام ولن يهنأ له بال بعد الآن.
المهندس بكـري أبو بكــر
ربما كانت القرصنة بوحي وإيعاز من جهات بعينها رسمية أو حزبية .. وفي مثل هذه الأحوال فلاسبيل لمخاطبة العقل أو حتى العواطف . ولا نقول إلا ما يرضي الله وإنا لله وإنا إليه راجعون.
أما إذا كانت القرصنة بقرار وتصرف شخصي . فإن الذي أريد أن يدركه هذا القرصان "السوداني" وفق ما يتضح من لهجة رسائله التي تركها في مكان الموقع .. الذي أريد أن يدركه هذا المواطن السوداني أن الموقع لم يعد ملكا لصاحبه "بكري أبو بكر" بقدر ما هو ملك لكل الشعب السوداني ، لسبب ما يحتوي عليه ويضمه بين دفتيه من عصارة الفكر والأدب ووجهات النظر. وغير ذلك من إنتاج ذهني وإبداع عفوي حـر لا يستهان به لشباب سوداني خرج لتوه من محابس وسجون الصحف وأجهزة الإعلام الرسمي العقيمة التي لم تعد تقنع عربا ولا أفارقة.
أرجو من هذا القرصان المواطن أن يضع الوطن في مقدمة خياراته ، ويترك خلافاته الشخصية مع صاحب الموقع جانبا. وليتيح لإخوته من شباب السودان حامل لواء الألفية الجديدة حرية مواصلة التغريد على أغصان حدائقه الفيحاء.
التعليقات (0)