لاغرو من أن معسکر أشرف و منذ تأسيسه عام 1986، تمکن من فرض دور مهم و بارز له على مختلف الاصعدة من خلال إستطاعته أن يجعل من نفسه رقما صعبا جدا في المعادلة الايرانية، وهذا الامر الذي حاول النظام الايراني طيلة الاعوام المنصرمة طمسه او تحريفه او تزييفه، يبدو أنه قد خرج نهائيا من دائرة تحکمه و بات يسلك سياقا أکبر و أوسع من حدود سيطرة و تلاعب هذا النظام.
الاتفاق الاخير الذي جرى بين الحکومة العراقية و الامم المتحدة بخصوص معسکر أشرف، و ترحيب وزيرة الخارجية الامريکية هيلاري کلينتون به، و دعم و مساندة مختلف الاوساط و المحافل الدولية المهمة له، يطرح و يعکس بحد ذاته ملامح و قسمات ذلك النصر الکبير الذي حققته المقاومة الايرانية ضد النظام الايراني في قضية معسکر أشرف و التي أثبتت للعالم مرة أخرى عدالتها و حقانيتها.
قضية أشرف، التي هي قضية شعب مکبل و مصادر حريته، کانت و لاتزال النبراس و المشعل و المنار الاکبر الذي يرسم طريق الامل و الخلاص للشعب الايراني من نير و جور الفاشية الدينية، ومن خلال المفاهيم و القيم و المبادئ التي کانت تصدر من معسکر أشرف و تتلقاها اسماع و قلوب الشعب الايراني، تجلى و يتجلى الرفض و المقاومة الشعبية بوجه الفاشية الدينية الحاکمة في طهران، وقد أدرك العالم أخيرا بأن قضية أشرف، هي قضية مستقبل الشعب الايراني وان التفريط بها يعني المساهمة الفعلية في إبقاء و دعم التطرف و الارهاب المنظم الذي تصنعه و تصدره سلطات الاستبداد الحاکمـة في إيران.
هذا النصر الکبير الذي حققته المقاومة الايرانية من خلال ذلك المرکب الذي قادته و بنجاح السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية، هو بحد ذاته رسالة دولية ذات مضمون خاص موجهة للشعب الايراني و تؤکد له من أن مقاومته الوطنية بوجه النظام الاستبدادي لن تترك بعد الان لوحدها في الساحة و ان المجتمع الدولي الذي إنخدع لفترة أکثر من ثلاثة عقود بأراجيف و أکاذيب هذا النظام، قد عاد اليوم الى رشده بعد أن عرف الحقيقة و الطريق الوحيد و الاهم للخلاص من شر هذا النظام الافاق و المجرم، ويقينا أن الاوساط الحاکمة في طهران تتابع الان و بقلق بالغ جدا هذا التطور بحيث وصل الى حد إطلاق مخاوف علنية من تأثيرات و إنعکاسات توجه المجتمع الدولي لنصرة القضية الايرانية بقيادة المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، حيث ان العديد من رموز النظام قد عکسوا ذلك في تصريحاتهم و مواقفهم، حيث صرح"محمد جواد هاشمي نجاد"، أحد رموز وزارة الاطلاعات الايرانية لصحيفة"رسالت"المقربة من النظام بقوله:( علينا أن نعلم أن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لا تقتصر على معسكر أشرف في العراق وإنما لها نشاطات علنية ومختفية واسعة في البلدان الغربية» و«إذا لم تتمكن إيران من إنهاء قضية المنافقين [مجاهدي خلق] في هذه الأيام فمن المرجح أن تتحول هذه المنظمة في المستقبل إلى قاعدة أقوى في الغرب ضد النظام بفعل مساندات مالية وإعلامية واسعة لها.)، وبقدر مانجد من دس و تحريف و کذب و تزييف في هذا التصريح، لکننا نلمس فيه قلقا و خوفا واضحا يعکس الوضع النفسي العام للنظام، حيث أن هذا النصر المؤزر و المبين قد أکد إنتصار دبلوماسية المجلس الوطني للمقاومة الايرانية على دبلوماسية الکذب و الدجل للنظام الايراني، وان هذا النصر الکبير سوف يرسم ملامح الطريق الجديد لإيران المستقبل، إيران من دون نظام الفاشية الدينية.
التعليقات (0)