أيها الأحبة...
لقد صبرتم طويلا..وضحيتم بالكثير..
تجاوزتم الصعاب..وأفشلتم رهان الأعداء..
غدا أيها الأحبة موعدكم مع الحصاد...
غدا تقطفون ثمار صبركم أيها العراقيون...
التغيير المنشود ستحققوه بأوراق الأقتراع بعيدا عن الأنقلابات الدامية والمؤامرات القذرة..
التغيير يا أخوة الوطن سيكون بنفسجيا..فقد ولى الى الأبد زمن التغيير الخاكي...
أحبتي..
تذكروا وأنتم تزحفون من أجل التغيير..
تذكروا أن الأديان لاتبني الأوطان..
وأن الطوائف أساس الفتن..
تذكروا أن لكم القرار فلنحاسب من أساء ولنكافئ من أجاد عمله..
أحبتي..
تذكروا أن عيون العالم ستراقبكم طوال ساعات الأقتراع...
ستراقبكم وأنتم تسطرون درسا جديدا في التحدي..
سيراقبكم العالم وأنتم تتجاهلون التهديدات التي أطلقها الأرهابيون..
سيراقبكم العالم وأنتم تتحدون الأحباط وخيبات الأمل التي أصابتنا في الأنتخابات الأولى..
سيراقبكم العالم وأنتم تدوسون على جراحات الماضي من أجل بناء المستقبل المشرق..
سيراقبكم أعداؤكم وقد مزقهم الغيض لأنكم - رغم جرائمهم ضدكم - لازلتم مصرين أن تعلموا شعوبهم كيف تحفر قبورا لأنظمتها الدكتاتورية..
أحبتي..
قبل أن تذهبوا للتصويت أنظروا الى خارطة العراق وتمعنوا..
تخيلوا هل ستكون جميلة لو أننا أقتطعنا منها جبال كردستان..
تخيلوها بدون البصرة..بدون النخيل وشط العرب..
تخيلوها بدون الناصرية والحبوبي..
تخيلوا الخارطة بدون الموصل بدون الحدباء..
تخيلوها من دون دجلة..من دون الزوراء وأبي نؤاس والأمامين الكاظم وأبو حنيفة..
أعلم أنها ستكون مرعبة...وأعلم أن لا أحد يريد أن تتحول خارطتنا هكذا..
أغمضوا أعينكم وتخيلوها مرة أخرى..
تخيلوها مليئة بالنشاط..آمنة مليئة بالبسمات..
تخيلوها وقد أختفت أكوام النفايات..وأختفت أسلاك مولدات الكهرباء الأهلية..
تخيلوها وفيها جامعات نباهي بها العالم..
تخيلوها وقدملأتها ضحكات الأطفال في رياضهم ومدارسهم..
تخيلوها وهي تنبض بعزيمة وأصرار طلبة الجامعات..
تخيلوها وفيها بناء عملاق شاهق..هو الأنسان العراقي..
تخيلوها وهي تضم أقوى بنية تحتية لأي دولة..أسمها المجتمع السليم..
تخيلوها وفيها المورد الأساس عقل الأنسان
تخيلوها قبلة للحرية..ومنارا لشعوب المنطقة..
تخيلوها فقط لكي تدركوا عظم المسؤولية وكبر الأمانة الملقاة على عاتقكم...
تخيلوها لتدركوا تأثير صوتكم..
أحبتي...
لقد أحتملنا من أجل ديمقراطيتنا الناشئة ما لم يحتمله من قبلنا أحد..
ولنا أن نحتفل بها في الغد..
أحبتي ...
هاهو الربيع قد حل في العراق من جديد...وازهار الثورة البنفسجية تفتحت..
أحبتي..
قد تسمعون بعض الأصوات الناشزة التي تدعي أننا نستبدل سئ بسيئين آخرين...
على الأقل بأمكاننا أن نستبدل..
فكرسي السلطة ماعاد يدعم خاصية الألتصاق..
سيعيبون على من خسر أنه لم يستطع أن يوصل نفسه الى الموقع رقم واحد..
أعذروهم أيها الأحبة..فهم لايعرفون المعارضة ولا يعرفون أحترام رأي الأغلبية...
أعذروهم فقد تربوا على عبادة الرئيس الأوحد..
لم يعتادوا أن يضطر السياسي الى أن يخضع لرغباتهم من أجل أن يصل للسلطة...
أعتادوا أن يكونون بحاجة المسؤول ولم يعتادوا أن يكون المسؤول بحاجتهم..
وأنتم أيها الساسة..
تذكروا..
تذكروا أن أمركم ليس بأيديكم وأنما بأيدي الشعب..
تذكروا بأنكم من يحتاج المواطن وليس هو من يحتاجكم...
تذكروا أنه قادر على أن يلقي بكم خارجا ويأتي بمن هو خير منكم...
تذكروا هذا كي لاتحتاجوا الى الكذب و تملق الناس وتوزيع الرشى عليهم...
أحبتي وأخوتي العراقيين..
غدا موعدنا مع الفجر البنفسجي..لنسطر ملحمة أخرى ستحفظها الأجيال كما حفظت ملحمة أبينا كلكامش..
عاش العراق الحر الديمقراطي الموحد ولتحيا ثورتنا البنفسجية...
وكل أنتخابات وأنتم بحرية وأمن وسلام....
التعليقات (0)