أشخاص عاديون ليبرالون كانوا أو غيرذلك
جدل ولغط كبير , والضحية مجتمع وفكر ورؤية يطوقها الغبار , لو عدنا إلى الوراء قليلاً لوجدنا أن سبب الصدام والأحتقان ليس المتدينون بل التشدد , فالمتدين شخص عادي يحب أن يكون متميزاً في ملبسه وطريقة حديثة , يؤدي الصلاة بجانب أخيه المسلم الذي لم يكن يتوقع أن تتغير الحياة وتنقلب العلاقة الحميمية بينهما إلى علاقة يشوبها الكثير من الجدل والشك !
ظهور الغلو وتزايده له أسبابه وظروفه المختلفة والناس كانت تتحدث عن ذلك في مجالسها الخاصة .
ظهور وسائل الاتصال الحديثة مكن المثقفين من الكتابة والحديث والتعبير عن آرائهم التي تستند على احاديث وأدله عقلية ونقلية لا تنال من الثوابت ولا تحجر واسعاً .
صمت المتقفين في الماضي له مبررات فهم يخشون الكتابة والحديث لان الهيمنة الفكرية تحت غطاء ديني وإستدعاء المجتمع على المثقف أقصت المثقف وجعلته يعيش بعيداً خشية الإتهام الذي لا ينال من الشخص قدر ما ينال من حرية التعبير والفكر الذي لم ولن يخالف ثابتاً من الثوابت .
أصحاب الغلو تفاجأوا بأناس يعارضونهم ويجادلونهم في كثير من الأراء التي هي في الأصل خطاب ثقافي قابل للنقد لأنه صادر من شخص غير معصوم يحتمل خطاءه وصوابه فرأي الفقيه أو العالم حتى وإن كانت فتيا خطاب ثقافي قابل للنقد والمراجعه ولا يمتلك ذلك الخطاب أي صفة قداسة لأن العلماء يختلفون وإختلافهم رحمة ونقده أو مراجعته ليست جريمه تبرر القدح والتشكيك في نوايا من نقد أو طالب بالمراجعة , يٌطلق أصحاب الغلو على الناس المعارضة لتشددهم تسميات وأوصاف لا تليق , ويخلطون الحقائق والأراء والأفكار بقالب ضحل ويصورن كل شيء بصورة مغايرة ومخالفة متناسين أن تشددهم ذلك يقابله تشدد في بعض الأفكار والأطروحات التي أصبحت تطغى على الأعتدال نتيجه الجهل والتعصب الأعمى , فالتشدد لا ينحصر في مسألة معينة أو رأي أو مذهب أو فكر معين فكل ما يرتبط بالمنتج العقلي والمعرفي دخله التشدد لأن هناك من يؤمن به ويدافع عنه , والتشدد نهايته التطرف الذي لا يستطيع العيش الإ في بيئة جاهلة مسلمة للعقل مؤمنة بالعنف والدم والتنكيل .
ساعد أصحاب الغلو آلافاً من صغار السن الذين لا يملكون المعرفة فأصبحوا وقوداً للحرب تاره وعصى للضرب الكلامي تارة أخرى , تعلموا الغلو في محاضن شتى مراكز صيفية وتجمعات دعوية ومناهج ساهم في تأليفها شخصيات خطابها متشدد لدرجة غير مقبولة إجتماعياً ورسمياً .
أكابر المغالين أصبحوا كالخوارج في أرائهم يطمحون في الوصول إلى مواقع مسؤولة ليصدروا الأحكام النهائية على الناس حولوا أفكار الغلو من تضييق على الناس بإسم الإسلام إلى أعمال قتل وتدمير وتفجير تأييداً أو دعماً وتنظيرا .
أما وقود الحرب من الصغار ومؤجري العقل يقودون معركة خاسرة يعلمون الناس الغلو ويلقون بالتهم على من خالفهم وخالف أراء أكابرهم يشتمون من ينكر عليهم ويخالفهم ليلاً ويرددون المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده نهاراً تناقض يدل على أن تلك الأجساد أجرت العقل بثمن التعصب الأعمى ...
التعليقات (0)