أشتقتُ إليكم..

ان تكون بعيدا بلا وصلة الأنترنيت , ان لا تكون صاحب الأختيار في التواصل مع العالم الخارجي و مجبر ان ترى اخبار الأحداث فقط من خلال شاشة التلفاز و صوت المذياع , لا تتمكن من التنقل بين صفحات الشبكة العنكبوتية و خاصة ابواب مدونات و عائلتي الألكترونية في ايلاف , تلك كانت من اكبر معاناتي اليومية ان لا اتواصل مع العالم الخارجي , فمن خلال مدونتي البسيطة و المتواضعة, كنت احس كما ان اكون ساكنا في دار كثرت فيه النوافذ , فهذه النافذة تطل على النيل و تلك على تونس الخضراء و تلك مراكش الحلاج و النافذة اخرى تطل على بلدان الهلال الخصيب و بادية الجزيرة العربية و نافذة تطل على القارة الأوربية و الأمريكية , كل هذه النوافذ التي تواصلت معها عبر مدونات ايلاف و اصحاب المدونات التي اعاودها يوميا و اصحابها باتوا جزءا من ممارساتي اليومية حيث اطالع لهم و اتبادل الرؤية معهم , افتقد بحر الكلمات و الأراء , افتقد اساتذة كبار تعلمت منهم و مازلت بحاجة لأتعلم من تجاربهم في الكتابة و تجاربهم في الحياة ,, كل تلك الأمور كان من الصعب جدا ان افتقدها , و لا اريد ان اكون مقصرا بحق شخص معين و لهذا السبب لا اريد ان اكتب اسماء , ففضاء المدونات تتألق فيها نجوم لا يمكن لشموخ الشمس و غيوم الليل ان تحجبها, لكني واثق ان من يمر بهذه الرسالة, يعلم اني اعنيه .. أشتقتُ إليكم ....