أسيرة لقلبها
يا ذاك الوجه المتجعد الذي رسم الزمان عليه تفاصيل العمر وكتب فيه حكايات لا يستطيع قارئها إدراك أسرارها المخبئة في ذاكرة الوجود ويا تلك العينين التى غيرت الأيام لونهما وخبأت النظارة ما بقي فيهما من أثر للجمال .. حدثيني عن ربيع العمر كيف ضاع في مجاهل النسيان وعن عصافير الحديقة التي كانت تؤنسنا حين تأتي متناغمة مع صوت هدهداتك المفعمة بالأمل وماذا عن سيمفونيات الحزن التي عزفتها الدموع المطرزة بالصدق على أبناء نسوا من أحسنت لهم وكيف ظنت أن ما جرى لغيرها لن يجري عليها وكيف خبأت لهم حبا ودعوات صادقة برغم ما قدموا لها من عذابات وألم ؟وكيف اجتمع نقيضان من حب صادق لهم وكره دفين لما يفعلونه ,ألهذا أصبحت أسيرة لقلبها؟
أم لتلك الرائحة التي سحبت بساط الخزام وأسرت الآس والاكاسيا كيف يمكن أن تصف رائحة كتلك المصنوعة من أريج الروح وأديم الأرض ؟ رائحة غريبة تشعرك بالراحة والسرور رائحة ترتاح النفس لأثرها لا لعبيرها
تمر الأيام وتتعدد الأمكنة إلا أن طيفها لايزال محفوراً في إيوان الذاكرة
نعم لازلت أذكر ذلك اللقاء الأخير وكيف لم أمل النظر في وجهها وتسليم أحاسيس سمعي بكل رضي لتلك الدرر المنبعثة من لسانها بالرغم من فارق السن واختلاف تجربتها البسيطة عن تجربتي المعقدة وكيف انجذبت لها؟ احترت لعدم معرفة أي قوة من التى ذكرت هي التى أسرتني أم أنها استخدمت كل أسلحتها البريئة من أي دمار حتى أقع في أسرها.
كم أنا سعيدة في أسري ذاك وكم أنا فرحة لأنها أسرتني أنا وانفردت بأسري دون الآخرين وكم أنا فخورة لأني أسيرة لقلبها.
التعليقات (0)