التدوين منح الإنسان حرية التعبيرعما يعتقده أو يُِؤمن به من أفكارسواءٌ كانت سوية أو شاذة ، أو كانت منطقية أو مجرد خزعبلات .
فهنا في النت تجد دعاة الحرية والتحرر من قيود السلطات الشرعية والتشريعية ، وتجد أعدادا كبيرة من النشطاء (الحقوقيين)الذين يُنكرون على الشعوب إنصياعهم (كالقطعان) خلف قياداتهم المهزوزة والمُهترئة .
هنا في العالم الإفتراضي نصّب بعض الناس أنفسهم قادة لتجمهراتٍ إفتراضية ضد حكامهم ومحكوميهم على حدٍّ سواء ، في مشهدٍ شبيهٍ بتظاهراتٍ يحمله بعض المُشاركين فيها على أكتافهم لينادي بأعلى صوته : ( تسقط أنظمتنا .. ويسقط محكومي أنظمتنا .. وقوانين أنظمتنا .. وشرائعها .. وليُدفن بالحياة كلّ متدين بدينها...) وغيرها من الشعارات المُناهضة لكل ما يرمز للإنتماء.
هنا في النت الكل (شيغيفارا) يدعوا بطريقته إلى الخروج عن السلطات السياسية والدينية وحتى الأخلاقية لنيل الحرية في الحياة ، فالتركيز في النهاية منصب على الحياة لاغير.
وحين نكبّرُ صورة هؤلاء الحقوقيين نراهم أسودا تستثير الهمم وتحرك مشاعر الجماهير ... شيءٌ جميل .. لكن .. هل فعلا نستطيع الجزم بأنهم أهلا لما يُنادون به ؟...وهل هم حقا أسودٌ أم أنهم مجرد أصواتٌ من خواء في أرض الواقع ؟
صحيحٌ أنّ التدوين حريّة ، لكنه ليس كافيا ليكون صورة حقيقية للمدون الذي يبقى مجهول الوجهة والهوية ، فأغلب الذين ينادون بالتحرر والإنسلاخ يحملون أسماءًا مُستعارة تُخفي خوفهم مما يدعون إليه ، وممن يدعون للخروج عليهم ، ودعواتهم بالحرية مِن على منابر النت يقابلها واقعٌ هُم فيه كالخراف التي لاتملك لنفسها حولا ولا قوة.
ولكي تكون الرؤية الإفتراضية مُطابقة للواقع ينبغي أن يكون أسد النت أسداً في الواقع أيضا ، وليس أسداً في النت وخروفا مُستضعفاً يُداسُ في الواقع.
تاج الديــــن : 2009
التعليقات (0)