لست عسكريا ولكني أقرأ في السياسة والسياسة تغطي كل المجالات بما فيها المجالات العسكرية . الثورة الليبية تقترب من شهرها الرابع وقد بدأت سلمية ولكن القذافي برعونته حولها إلى معركة عسكرية . لقد إستطاعت المدن الشرقية الليبية تحرير نفسها في مطلع الثورة قبل أن يستيظ المارد من نومه في خيمته في طرابلس , وساعد على ذلك إنشقاق معظم كتائب القذافي في المنطقة الشرقية وإضمامهم إلى الثوار بأسلحتهم . كما قام حاف الناتو بتوجيه ضربة قاسمة لكتائب القذافي التي أرسلها القذافي للزحف على بنغازي ومسحها من الوجود كما عمل في الزاوية الغربية. وقد شجع هذا ثوار المنطقة الشرقية على إستغلال حالة الهلع والفوضى التي عمت كتائب القدافي بعد ضربات الناتو التي تلقتها على مشارف بنغازي وزحفوا على إجدابية وراس لانوف وبن جواد والنوفليين ووصلوا إلى مشارف سرت التي كان سكانها ينتظرونهم بالذبائح حتى سكان توارغة أعدوا دبائحهم للثواركما قال السيد شلغم . وأعتقد الليبيون والعالم ان نظام القذافي إنتهى كما أنتهى ال زميليه مبارك وبن علي . ولكننا في ليلة بلا قمر صحى المارد في خيمته وأزبد وأرغد وهدد وأطلق عقال كتائيه التي أعدها لمثل هذه المناسبة , فإذا بنا نسمع بأنسحاب ثوار المناطق الشرقية من المدن التي إحتلوها إلى اجدابية بالسرعة التي احتلوها بها . وزحفت كتائيب القذافي على المدن الغربية الزاوية وصرمان وزواوة التي تحركت بعد صحوة المارد ونظرا لقربها من الخيمة فقد استطاعت كتائب القذافي قمعها وتحويلها إلى أشلاء وخراب ورماد. وتوجهت كتائب القذافي إلى مصراتة والزنتان ومدن الجبل الغربي ولكن سكان هذه المدن إستعدوا وواجهوها وقاوموها رغم نقص العتاد والسلاح ومرت بمراحل الكر والفر . وكانت مدينة مصراتة عقبة في طريق كتائب القذافي الى سرت وبنغازي فأرسل لها كتيبة خميس التي تعتبر من اقوى كتائبه وأقوى كتيبة في العالم تدريبا وتسليحا كما نشر في الأعلام الغربي وكانت مرفوقة بقوات من المرتزقة , ولكن ثوار مصراتة الأشاوش واجهوها بأسلحتهم البسيطة واظهروا شجاعة ومقاومة سجلت في تاريخ حرب المدن . وقد كانت موضع إهتمام وإكبارالأعلام العالمي وأحتلف أخبارها صدر الصفحات الاولى للصحف العالمية الموتوقة والصحف الشعبية السيارة. وقد إستطاع ثوار مصراتة هزيمة قذائف القذافي وأجبروها على الأنسحاب غربا وأخرجوا قوات المرتزقة من مباني مصرلتة التي تمركزوا بها . ولكن كتائب القذافي أبتعدت عن المدينة وأخذت تقصف ضواحي مصراتة بالدبابات والمدافع الطويلة المدى التي لا يمكن للثوار وصولها . ولم تكن قوات الناتو في وضع يمكنها من مساعدة ثوار مصراتة لتخبئة الكتائب لدباباتها ومدافعها في البيوت وبين الأشجار. وقد طالب ثوار مصراتة منذ مطلع الثورة بمساعدة دول الناتو بطائرات الهلكوبتر الأباشي لضرب هذه الدبابات والمدافع البعيدة المدى لفتح الطريق أمامهم لينضموا إلى ثوار زليطن والخمس والقربولي وطرابلس . وأعتقد أن هذه الجبهة مع ثوار الرجبان والجبل الغربي قادرون على الزحف على طربلس إذا حصلوا على مساعدا ت طائرات الهيلوكبتر التابعة للناتو التي يمكنها أن تصاحب قوات الثوار في زحفها غربا وقصف أسلحة الكتائب الثقيلة . أما الجبهة الشرقية فقد طال وقوفها رغم توفر السلاح والعتاد لها . كما أنها ليست محاصرة كمناطق مصراتة والجبل بالاضافة ان المنطقةالشرقية بين إجدابية ومصراتة منطقة صحراوية لا شجر فيها ولا مباني وبها كتافة سكانية ضئيلة , ويمكن لطيران الناتوأن يقصف كتائب القذافي وملاحقتها بسهولة,لهذه العوامل الواضحة لا أفهم وقوف الثوار في الجبهة الشرقية حتى بعد مساعدة طائرات الهلكبتر للناتو. أقول هذا لأني لا أعتقد أن ثوار المنطقة الشرقية أقل شجاعة من ثوار مصراتة ومدن الجبل فهم من أحفاد عمر المختار ونصفهم تقريبا من أصول مصراتية والمناطق التي حولها . ولهذا اعتقد أن التوقف سياسي وليس عسسكريأ خاصة أنه هناك صمت يكتنف أسبابه . وأمل أن أصحى غذا لاسمع زحف الثوار في الشرق على بريقة وراس لانوف . لقد ذكرت مرارا أنه لا إعتراف الدول بالمجلس الأنتقالي ولا زيارات الوزراء الغربيين لبنغازي ولا القذف الجوي للناتو حتى بطائرات الهلكبتر سيحرر ليبيا وإنهاء حكم القذافي , كل هذه عوامل مساعدة , ولكن تحرير ليبيا لن يتحقق إلا على أيدي جيش الثوار الليبين وزحفهم على باب العزيزية. ولهذا يجب تسليح ثوار مصراتة والجبل بما يتوفرومساعدة الناتو لهم بطائرات الهلكبتر لتسير أمامهم في المعركة وقصف الأسلحة الثقيلة للكتائب حتى يتمكنوا من الزحف لينضموا إلى ثوار زليطن والخمس وطرابلس والزاوية وزوارة والمدن الغربية والزحف على باب بن غشير . وكذلك الحال بالنسبة للجبهة الشرقية فيجب أن يتحرك ثوارها اليوم وليس غذا للزحف على القرن النفطي إبريقة ورأس لا نوف وبن جواد وسرت والأنضمام إلى ثوار المدن الغربية لدخول طرابلس والزحف معهم على باب العزيزية . بهذا فقط يمكن تحرير ليبيا من حكم القذافي وإذا إستمر الوضع على ما هو عليه الأن فسيضعف حماس الثوار وسيتعذر على الساسة الغربيين الأستمرار في تدخلهم العسكري بسبب ضغوط شعوبهم ومعارضة الحرب في كل اشكالها وسيظهر المارد من جحره من جديد .
التعليقات (0)