أسماء متعدِّية إلى حلمين أو أكثر
قصص قصيرة جدا
لبسه الشعر
تلح عليه العبارة...لا قلم ... لا كراس...كانت محفظته في آخر المنحدر...النَّاس هذا اليوم كثر....هو في وجل أن ينسى عبارة لا يجدها مرة أخرى...كان في ورطة القول...يصمت و يمشي هيبة وسط الناس أم يهجيِّها و يعيدها كمن يحفظ جملة ليقولوا قد أصاب المسكين مس.
في آخر الليل كان عليه أن يفسر لزوجته لماذا رأته خالتها يهذي و لماذا لم يعرفها حين كلمته.
قميص
فتح إزار قميصه وهو يتقدم إلى الباب يفتحه..خمن أن تكون هي التي تطرق..لم يكن ينوي شرا..كان فقط يريد أن يخبرها أن رجولته اكتملت و انه رأى هذا المشهد في فلم قديم
من تراه يفتح أبواب المدينة؟
سلَّمه مفاتيح مدينةَ الرِّياح الأربعة أبوابها ، لكنه لم يُبن في حديثه بأي الأبواب عليه أن يبدأ الفتح؛ حار بأيها يبدأ... كان كلَّما تقدَّم إلى أحداها، توجس أن يكون خلف الباب غول أو تكون فتاة تسبح في شَعرها الطويل أو يكون مترصد كامن يريدُ أن يأخذ رأسه...ولأنه كان عليه أن يدخل، قرَّر في شجاعة أن يطرق الباب بالمفاتيح و يصيح احم...احم ...من يفتح لي الأبواب
رائحة
كعادة المشهد ركب الفرجاني الحافلة..حاول الصرَّاف إنزاله لكنه ككل صباح يعود إلى كرسيه في وسط الحافلة...يجلس ..ينسحب الجميع إلى أول الحافلة أو إلى آخرها ليكون وسطها تقريبا له...ينظر إليهم و هم يخرجون بخاح العطور ليصدوا العفونة الصاعدة منه...ويضحك
كث اللحية و متسخا .. مخيفا و مقرفا...يمكث حينا ثم يبدأ في سرد الحكايات و الأشعار ليقود الانتباه حتى آخر محطة ثم يسبهم قبل أن ينزل..(.تبا لكم ....لو شممتم عطر أرواحكم لكففتم عن جميع العطور)...تبا لكم...كعادة المشهد...يبتسم المسافرون و فيهم من درس عنده قبلا... يمتعض الصرَّاف و يقسم انه لن يصعد غدا كعادة المشهد...و يتمتم بما حفظه منه...كل ما في الأمر أني لا اصدق غير حدسي...لم أزل حيا لم أزل حيا1
..1 / المقطع من قصيدة محمود درويش على محطة قطار سقط عن الخريطة
فساد الأزمنة
خطِيبا مفوَّها، صَعِد المِنبَر ركَّب كاتِم صَوتٍ على لسانه ثم تحدث عن فساد الأزمنة...المؤتمرون كَانُوا يلبسُون سدَّادَات في الأذن؛
صفَّقُوا طَويلاً لكثرة الأطعمة...
عشرون سنة
تسأله زوجته كل يوم لماذا يسهر طويلا؟
عشرون سنة
يسأله ابنه البكر لماذا لا ينام الليل إلا قليلا؟
عشرون سنة
لم يقل لأحد أنَّه يبكي بعد منتصف الَّليل كثيرا
سيرة ...
كانت الجنازة تسير به حين أفاق من غيبوبته: قال احم ...احم ؛ فَّر الجميع مِن الهلَع إلا واحدًا أبْلس ثمَّ صَاحَ أنتَ وَليُّونا ..أنتَ وَلِيُّوينا.
من أوجاعي
وأنا في وجعي أكاد اصرخ من ألم الكلى، كان الممرض يتعرَّق؛ بحث في عضدي عن عِرق يغْرس فيه إبرة المصل لكنه لم يجد .... نادى: دكتور ليست له عروق ؟ تأوهتُ أتلقَّف الأمر قبل أن يحيروا: لا تبحثوا كثيرا ضعوا الإبرة في خطوطي المكتوبة على كراسي الذي يصحبني سيمر المصل إلى جسدي...
تلكم عروقي...!!!؟ .
مثقف قصة قصيرة جدا
مثقفا؛عرف أن يفكر ألف مرة و ألف مرة لم يعرف أن يقول للنادل: غير لي فنجان القهوة لان فيه ذبابة تعوم.
شرايين...
مُكفهِرا...،أسود من الأسى...، أسفا ويائسا....؛ جلسَ أمام البحر....فتح بمشرط شرايين يديه ...، أغمض عينيه ثم بكى وصَاح:
(أنقذوني...لم أكن ادري أني أحب الحياة)
واجهة
توقفت أمام واجهة محل الألبسة الجاهزة، رأت جسدا ممشوقا و فستانا جميلا يكاد ينطق بالأنوثة .
تمنت أمنية..تمايلت و تبخترت ثم رسمت ضحكة ...، سوَّت شعرها، و واصلت طرِيقها في سُرور.
كانت تتأكد مِن زِينتها أمام زُجَاج المحلِّ العَاكس و هي تعبر الشارع إلى صديقها الذي كان يلوح لها بفرح.
بورِك أبو الدَّواء
وضع يده على جبينها، ثم عمد إلى كامل خطوط وجهِهَا يتلمَّسها،...مرَّرَ يده الأخْرى على رقَبَتِها يتحسّسها ...رمى ببصره على كامل جسدها و دعَا لها بالشِّفاء : بورك أبو الدَّواء؛ كان رجلا تقيا يكاد يبلُغ مِن البَركة أن يبرئ الأكمَه و الأبرَص.
نظَرت إليْه... .أراد أن يَهْرب
نظرت إليه ، رمَته بلَحظها ، حرَّكت كل زواياها و تضوعت عِطرا فرنسِيا ثم التفتَت عَنه إلى صَديقتها تحدِّثُها في بسْمةٍ واسِعة.....
أحسَّ أنَّه منْبَعج ، أسَرَتْه إليْها،... شدته، ... تخاتلت في كل جسِده قشْعريرة الرَّغبة...رَمته إلى الشَّغف و الفتنة ...أراد أن يَهرب مِنْها لكنَّه لْم يسْتطع ...لم يَكُن في الحافلة مَلمَس قدَم يفرُّ إليه...
صُراخ في بساتينِ الرمَّان
كان من كلام أبي إسماعيل البصري انه يخرج عصرا يتمشى ،حتى إذا جاز المدينة، ووصل بساتينِ الرمَّان عرَج على بئرٍ وجلس على حافتها يصيح و يعلِّي بالصراخ، ثم يعود جزِلا مبتهجِا صافي السحُّنة مرحًا..
كان كل يوم يسبُّ الملِك و يلعنُ الحَاشِية...قال و اعاد الراوي ان البساتين ما انتجت من بعد الا رمانا مشققا مفتوحا كانه اذ تراه يصرخ
صفعات...صفعات
الصفعة الأولى
سقطت و ارتطمت
الصفعة الثانية
سألته، لماذا؟
الصفعة الثالثة
تجاسرت أن تسأل أباها لماذا يغازل صديقتها و يرسل لها الورود..
أماني ...أماني
ظل يرى أباه لا يكاد يبرح مكانه و هو يكثر الأماني و لا ينطق إلا بالوعود ...يحدثهم كل صباح عن المستقبل الوردي... يحلم و هو يعدهم كثيرا بالغنى المقبل في عجل ...
في ذاك الصباح، كان الولد يلعب بكرة في فناء المنزل و هو يضربها على الأرض في حبور و غبطة لكنها فرت منه و نطت إلى السطح...لم يبك، و لم يحر كثيرا، و لم يناد أحدا...قال ستأتي الكرة في عجل و أغمض عينيه يحلم بالكرة بين يديه ....
قانون الأحياء
كان يفكر كثيرا و كثيرا ما تتلبسه الأسئلة عن سمكة صغيرة ملئته رعبا منذ أربعين سنة، وهو يتعلم أولى دروس الغطس .كان يهجس كلما دخل المدرج الجامعي ليلقي محاضرة في علم الأحياء...يال تلك السَّمكة.. أتُراها مازَالت تعيش ؟
الباب الخلفي
طرق الأبواب...سأل عمن يساعده في الإدارة ليشغل ابنه العاطل... كان معدَما...صعد ..نزل.. دخل كل الأروقة...قابل كل المراتب...لكنهم كانوا يتفقون على قول واحد....(ادخل من الباب الخلفي للإدارة..
طرق الأبواب سأل عمن يساعده ليجد الباب الخلفي .. يالله ليس للإدارة سوى سياج غير نافذ.. لكن أين الباب؟؟؟)
لم يفهم أين الباب ....كانوا جميعا يضحكون من ارتباكه و طيبته...كنت أنا أراه على ورقي يحاول أن يحل الأحجية...!!!!؟
التعليقات (0)