مواضيع اليوم

أسماء الفاسدين.. خدعتنا

محمد بلغازي

2011-05-07 21:28:10

0

 من المسلمات المعروفة في الدراسات اللغوية أنه لا توجد علاقة طبيعية بين الاسم وما يدل عليه، فعلى سبيل المثال ليست هناك علاقة طبيعية بين كلمة "شجرة" والصورة المعروفة للشجرة المكونة من الجذور والساق والأغصان والأوراق، فالعرب اتفقوا على إطلاق اسم "شجرة" على هذا الشيء المعروف بهذه الصورة، ووضع أبناء اللغات الأخرى أسماء مختلفة للشجرة، فهي في اللغة الإنجليزية "Tree" وفي اللغة الفرنسية "Larbre" وفي الإسبانية "Árbol" وفي الألمانية "Baum"، فالاسم الذي يطلق على الشجرة يختلف من لغة إلى أخرى. والأمر نفسه ينطبق على تسمية الأطفال عند ولادتهم، فقد نطلق على طفل اسم "نبيل" لكن عندما يغادر طور الطفولة ندرك أنه "غدَّار" ولا يمت لصفة النُبل بصلة، وقد نطلق على طفلة اسم "جميلة" لكن من ينظر إليها لا يجد أي لمحة من لمحات الجمال، وهكذا لا توجد صلة طبيعية بين الأسماء وما تطلق عليه. وهذا يختلف عن الصفات، فحين نشير إلى شجرة بأنها "طويلة" فهنا تكون الدلالة واضحة على وجود صفة "الطول" في الشجرة، وقس على ذلك غيرها من الصفات.

ننتقل من هذه المقدمة، لندخل في لعبة نحلل من خلالها أسماء المتهمين بالفساد في النظام السابق، ونبدأ بكبيرهم "محمد حسني مبارك" فاسمه الذي أطلقه عليه أهله هو "محمد" وهو يدل على صاحب الصفات الحميدة التي تجعله محمودا بين الناس، لكن هذه الصفة لا تنطبق على صاحبنا، فقد أثبتت الوقائع أن شعبه قد كرهه وأنه طلب منه "الرحيل" بعد أن ضاق به ذرعا، والجزء الثاني من اسمه "حسني" يدل على الشخص الحسن السيرة، لكن سيرة هذا الشخص طوال ثلاثين عاما لم تحمل سوى صفات الظلم والقهر وتجويع الشعب ونهب أمواله وإذلاله والحط من كرامته، أما الجزء الثالث "مبارك" فيدل على البركة والنماء والخير، لكن عصره لم يحمل خيرا لبلده أو شعبه، وبدلا من البركة حدث الانحطاط وعدم كفاية الموارد للشعب.

ننتقل إلى نجل الرئيس السابق "جمال" فإن اسمه يدل على السلوك الطيب والأفعال الحسنة والتعامل اللطيف، بما يجعلنا نخاطب الشخص بقولنا له "يا جميل"، لكن أخانا هذا لم يكن جميلا، فقد اتصف بصفات أهمها الغرور والتكبر والرغبة في امتصاص دماء الشعب المصري وأن يكون أفراده عبيدا لدى هذا الموهوم.

واسم الابن الآخر للرئيس السابق "علاء" يدل على علو المكانة ورفعة النفس ونزاهتها عن الإتيان بالأفعال المشينة، لكنه خالف هذه الصفات العالية، واتجه في صمت إلى تقسيم الثروات مع أصحابها، كما تواترت الحكايات منذ وصوله إلى عمر الشباب.

ونأتي إلى وزير الداخلية الأسبق "حبيب العادلي" فالجزء الأول من اسمه لا يدل على أنه يحب أبناء الشعب، فقد أذاقهم مرارة التعذيب في السجون وأخفى العديد منهم في المعتقلات وأزهق أرواح الكثيرين بعيدا عن الأعين، إلى أن وصل جبروته إلى تخلص رجاله من أحد أبناء الشعب "خالد سعيد" في الشارع على مرأى من المواطنين، ووصل إلى قمة الغطرسة عندما أمر بإطلاق الرصاص على المتظاهرين الأبرياء فحصد أرواح المئات منهم دون رحمة أو شفقة، لذا استحق أن يكون "عدو الشعب" وليس "حبيبه"، وأفعاله السابقة كلها وغيرها نزعت عنه صفة "العدل" لذا لم يكن اسمه على مسمى.

وإذا نظرنا إلى اسم المتهم "صفوت الشريف" وجدنا أن نصفه الأول "صفوت" يدل على "الصفوة" فقد فتحت فيه التاء المربوطة كعادة اللغة التركية كما حدث مع أسماء "همة" و"رفعة" و"شوكة" و"عصمة" التي صارت على التوالي "همت" و"رفعت" و"شوكت" و"عصمت". لكن صاحبنا لم يكتسب من اسمه معنى "الصفوة" الذي يدل على الاصطفاء، بما يعنى الخير، فقد استغل الآلة الإعلامية في تزييف صورة الحاكم لدى الناس عندما كان وزيرا للإعلام، سعيا لكسب الرضا والبقاء في المناصب واستغلال النفوذ الذي أوصله إلى اقتناء القصور والأموال ليفقد معنى الجزء الثاني من اسمه "الشريف".

وهناك "فتحي سرور" فالجزء الأول من اسمه يدل على أن لديه الخير بما يفتح الله عليه، لكنه كان وبالا على المصريين، فقد استخدم ما فتح الله عليه به من علم في تفصيل القوانين التي يرغب الحاكم المستبد في تمريرها، حتى لو كان ضررها شديدا على الشعب، ولذلك لم يجلب "السرور" على المصريين، وإنما جلب عليهم "التعاسة" و"الشقاء".

وقس على ما سبق أسماء بقية المتهمين بالفساد: زكريا عزمي ويوسف بطرس غالي وأنس الفقي ورشيد محمد رشيد وحسين سالم.. حمانا الله وإياكم من الفاسدين.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !