مواضيع اليوم

أسلمة المجتمعات

Riyad .

2022-03-01 06:19:46

0

 أسلمة المجتمعات

في السابق كان الخطاب الإسلامي هو السائد ولا يكاد يخلو موضوع إلا والإسلام حاضراً وبأدق التفاصيل فقد كان السؤال الأبرز هل يتوافق ذلك الموضوع المطروح مع الإسلام أم يتعارض معه؟ 
بسبب أسلمة المجتمعات حاول كثيرون الاستفادة من تلك التجربة دنيوياً عبر تحقيق مصالح ومكاسب اجتماعية أو مالية أو سياسية، فمالمقصود بالإسلام الذي اقحمه الأوائل في كل شيء ويحاول البعض اقحامه اليوم لكن دون جدوى!
هل هو الإسلام الصحيح الذي لم يختلط بالسياسة ولا بالعادات الاجتماعية أم الإسلام الذي اختلط بكل ما هو اجتماعي وسياسي؟
منذ العصر الأموي وحتى اليوم والإسلام تتخطفه التيارات السياسية والقوى الاجتماعية والفكرية فكل فرقة تضع لها اسلاماً يناسبها ويناسب رؤيتها للحياة، وهذا أمر قد يكون طبيعياً إذا قلنا أن ذلك يمكن تصنيفه ضمن الحرية الفكرية والعقدية لكن الأمر الذي لا يعد طبيعياً هو تحويل ذلك المفهوم الضيق للإسلام لبرنامج حياة يلتزم به الجميع ولا يحيدون عنه قيد انمله! هذا الأمر الغير طبيعي والغير إنساني تسبب ويتسبب بكوارث فمع أول فجوة انفتاح أو تغيير تجد الجميع يتخلون عن إيمانهم السابق ببعض المظاهر التعبدية فهم لم يعتنقوها إيماناً بل اعتنقوها كراهيةً وتحولت لعادة تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، مشكلة المسلمين الحقيقية تكمن في أسلمة كل شيء أسلمة الاقتصاد والتنمية والحياة الزوجية والرحلات البرية والنزهات السياحية والتعليم والصناعة الخ، الإسلام دين شامل لكن شموليته لا تعني أسلمة كل شيء فهناك دين ودنيا والمجتمعات أعلم بشؤون دنياها، بسبب الأسلمة خرج علينا من يفكرنا ويتهمنا بالردة وبسبب الأسلمة برز الإلحاد وبسبب الأسلمة أيضاً ضُرب بالقيم عرض الحائط تحت بند الحرية والخلاف الفقهي! كل ما نراه من مظاهر سوداوية سببها الأسلمة أسلمة العادات وأسلمة الفرد بقوة الترغيب والترهيب المؤدلجة، أمراض الأسلمة كأمراض الشيخوخة تستمر ولا مناص من التعايش معها لكن قد يكون هناك وسيلة للتغلب على قسوتها ومايصاحبها من الآلآم؛ ولعل أبرز وسيلة في اعتقادي هو تغليب العقل على العاطفة وإعادة قراءة الإسلام بشكلِ صحيح وتصحيح ما ارتبط وعلق به من مفاهيم قد تكون صحيحة لكنها ليست ذات قُدسية، نحنُ سنكون بعد مدة زمنية أمام جيل لا يعرف من الإسلام إلا إسمه وشيء يسير من الأوامر والنواهي! والسبب صدمة الخروج من الأسلمة التي ابتلعت كل شيء ولم تترك مجالاً للتدبر والتعقل.. 



التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات