أسامة بن لادن حياً الصورة المنسوبة له مقتولاً
احشدوا جيوشكم أو بعثروها على صدورنا ..
مدوا أساطيلكم في بحور مآقينا ..
واسكنوا في حواشينا ..
واستعمروا بلادنا ..واستعبدوا حكامنا
وعربدوا ما شاء لكم الهوى في أجسادنا .. وساحاتنا .. ونوادينا ..
سلطوا إعلامكم الأسطوري علينا .. تلاعبوا بعقولنا .. وغيبوا وعينا ..
وقولوا ما شئتم .واتهموا من شئتم ..واخترعوا ما بدا لكم من مصطلحات الإرهاب .. والعالم الجديد.. والحرب الباردة .. والقوى العظمى .. واخترعوا علينا أسماء أعداء للإنسانية .. وقادة للإرهاب .. والجمرة الخبيثة ! .. والقاعدة !.. والحليف الاستراتيجي !..
واختاروا من شئتم .. لتنصبوه وقتما شئتم .. وأينما شئتم عدواً للإنسانية .. وزعيماً لمنظمة إرهابية .. وحاكماً عربياً حائزاً للأسلحة النووية (المحرمة دولياً) !!..
ثم استبيحوا ما شئتم من أراضي دول ذات سيادة معترف بسيادتها بعين منظمتكم الدولية وأممكم " الملتحدة " البلهاء ..
وأطلقوا عساكركم.. ومارينزكم .. وجنرالاتكم كالذئبان تنهش في لحوم الشعوب المستكينة ..
يقيمون الخطط الحربية .. ويطلقون القنابل.. والصواريخ على الحقول والبساتين .. ويدكون الجبال دكاً بحثاً عن (رجل) يهرول حافياً عارياً من جحيم قنابل البي 52 .. بينما طياروكم يتلذذون بمتابعته من فوق السماء .. ثم عندما يملون ويسأمون اللعبة يطلقون عليه صاروخاً موجهاً يكفي لأن يهدم عشرة جبال رواسخ ..
ثم يعود "النسور" ! لقواعدهم في أفغانستان ليحتسوا الشامبانيا.. ويتأهبون لمتابعة القائد المظفر العظيم (جورج بوش "الصغير" رئيس الولايات المتحدة العظمى وهو يهبط من الأباتشي على متن بارجة عسكرية في العراق بعد أن ألبسه أبناء "هوليود " (حلة) عسكرية ! وربطوه بمائة حزام حول بطنه ..وكتفه.. ورقبته ..وبين فخذيه خشية أن يسقط القائد الذي يقف على سطح البارجة ليعلن انتصاره في حرب العراق.. ويعلن نهاية الحرب .. ضد من ؟!! لا ندري .. من كان عدوكم في العراق ؟! لا ندري ..
قمتم بتمثيلية القبض على حاكم عربي .. ورئيس دولة عربية عريقة ذات سيادة.. استبحتم أراضيها.. واحتللتموها .. وقتلتم مئات الآلاف من مدنييها دون أن يطرف لإنسانيتكم جفن حتى الآن !..
ثم أبيتم إلا أن تتشفوا في حاكمها ورئيسها العربي .. وتقيموا له محاكمة مسرحية سقيمة مقززة ..ثم تعدموه شنقاً "متعمدين" فجر يوم العيد الأكبر للمسلمين .. لتفجروا مشاعر الغضب لدى مئات الملايين في مشارق الأرض ومغاربها.. يلعنونكم ..ويلعنون شياطينكم ..ويلعنون مكامن الشياطين فيكم .. فعلتم كما فعل ندماؤكم الطليان الذين سبقوكم بشنق زعيم المجاهدين ودرة شهداء المقاومة العربية عمر المختار .. شنقوه وأحرقوا جثته ونثروا رمادها من الطائرة حتى لا يبقى له قبر ولامزار .. وحتى لا يلهب مشاعر الفدائيين والمقاومين .. وحتى لا يتخذه شباب العرب رمزاً يمدهم بطاقة المقاومة ..
ها أنتم تحتذون مع ( بن لادن ) حذو الطليان مع المجاهد عمر المختار .. ولكن .. لأنكم مبتكرون .. ولأنكم أبناء هوليود ..ولأنكم صناع رامبو وسلفستر وجيمس بوند والأكشن ..ولأنكم خلاة القلوب والضمائر والمشاعر ..ولأنكم دينكم وديدنكم مصالحكم .. وساديتكم .. وانتهازيتكم .. وأنانيتكم..
فقد تفوقتم على عتاة الاستعماريين القدامى .. ولأن شيطانكم لا تجاريه الأبالسة في الشر .. فبعد أن صنعتم أسطورة (بن لادن) ..ونفختم فيه حتى صورتموه للعالم بأنه وقاعدته الخطر رقم واحد.. ليس عليكم فقط.. بل على العالم أجمع .. وفي سبيل تجهيز مسرح المعركة معه .. استبحتم أفغانستان واستعمرتم باكستان .. ودمرتم لبنان ...ثم احتللتم العراق ..وقسمتم السودان ..وخنقتم فلسطين .. وضربتم ليبيا .. أقمتم المعتقلات ..والسجون الطائرة المتنقلة ..قتلتم .. وعذبتم.. وسفكتم ..وسفحتم .. ونكلتم.. واستبحتم كل شيء وأي شيء ..
ثم أخيراً .. بعد أن تحقق لكم ما أردتم .. ودانت لكم البلاد .. وانسحقت تحت أقدامكم مصائر الشعوب .. ولم يعد لبن لادن دور حياً .. فليكن له دور ميتاً .. فحشدتم حشودكم وجنودكم وطائراتكم وصواريخكم وقنابلكم واستبحتم بلداً مستقلاً ذات سيادة.. ولم تستأذنوا أحداً فيه ..ولم تنسقوا ولم تخبروا فيه أحداً ..ثم خلصتم إلى (بن لادن ) وقتلتموه برصاصة في الرأس .. ثم استوليتم على جثته وخرجتم بها من باكستان ثم أعلنتم إلقاء جثة الرجل الذي قتلتموه في البحر ؟!!
لم تحترموا قداسة الموت ولا رهبته ..ولم تحترموا كرامة الميت ..ولم يحترموا شريعته .. ولم تحترموا عقيدته .. وألقيتم جثته بعرض البحر لتتناهشها القروش والوحوش والأسماك والحيتان .. لتثتيروا مرة أخرى (عامدين) مشاعر مئات الملايين في مشارق الأرض ومغاربها .. يلعنونكم ..ويلعنون شياطينكم ..ويلعنون مكامن الشياطين فيكم ..
وقد أعلن الأزهر الشريف إدانته لوحشيتكم ..
وقد امتعضت الإنسانية الشريفة من همجيتكم .. وبدائيتكم ..وضراوتكم ..وشروركم ..
كان يمكن لكم أن تقنصوا الرجل حياً ..وتحاكموه بعدالة .. وتشهدوا العالم على القصاص كما سبق أن أشهدتموه على الجرم ..
ولكن . لأنكم أرباب الإرهاب ..
ولأنكم أمراء الميكافيللية ..
ولأنكم فعلتم ذات فعلتكم الوحشية مع الهنود الحمر ..
فماذا ننتظر منكم ؟! ماذا ننتظر منكم ؟!!
التعليقات (0)