مواضيع اليوم

أسعد طه .. عاشق المُدن!

أسعد طه إعلامي من الدرجة الممتازة يصنع العيون التي ترىَ الحواري والأزقة والأطفال والشوارع والنساء والجبال والوديان، ثم يطلب منها أنْ تبحلق أو تنظر مليـًـا؛ فإذا هي كالأعمىَ الذي أبصر بعد طول ظلام.


أسعد طه اكتشف سرّ المُدن، وقام بزيارتها بعدما صحب معه قلبه حتى يتعرف عليها جيدًا، فهو ليس صحفيا أو إعلاميا سائحـًـا، إنما هو عاشق يرسم المدن بكلمات وعدسة، ويلتقط من الحاضر والماضي مشاهد وشواهد؛ فإذا خلطها تحول الرسم إلى قصيدة، والقصيدة إلى فيلم توثيقي يتابعه عُشاق المُدن الحزينة فيبتسمون.

يقف أمام قبور البوسنيين ويقرأ الفاتحة فيُسرّب ويُصرّب الوجع الداخلي، وعبقرية أحاديثه أنها أمسكت شوكة فوخزت بها عيون الصرب فتساوت دموع المسلمين وغير المسلمين، فالأحزان إنسانية رغم أن الإشارات دينية.


أسعد طه دليل مجسد يطلق من العدسة قذائف تصيب فلا تقتل؛ إنما تخربش زيف التاريخ الذي كتبه الظالم والمظلوم، وفي النهاية يبقىَ الفيلم تاريخـًـا وصفَه مُنصفٌ بعدما قطعه الإعلام المفبرك نصفين.


أسعد طه نقل سراييفو إلى الناطقين بالعربية، وتعلــّـموا درسًـا في بُغض الطائفية، ودرسـًـا آخر في الوصف الثقافي والفكري والتاريخي للحجارة والأشجار والجداول ودموع الذين تركهم ملك الموت ليقرأوا الفاتحة أمام قبور تمنع آهاتٍ شهداء تحت ترابها.


أسعد طه مـَـدْرسة في الإعلام، ومحظوظ من تابع مناهج المدرسة حتى لو لم يلتحق بها.

إذا أحببت سراييفو فعليك أن تحصل على توقيع أسعد طه حتى أتأكد أننا نحب نفس المدينة التي ينبض بعشها هذا الإعلامي المحترف.


محمد عبد المجيد

طائر الشمال

أوسلو في 28 يونيو 2017

Taeralshmal@gmail.com




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات