من المقرر أن يرسو يوم الجمعة في ميناء غزة أسطول الحرية، رغم التهديدات الاسرائيلية بمنع هذا الأسطول من التوجه الى قطاع غزة.
بين إصرار المتضامنين الأجانب والعرب للوصول الى قطاع غزة وتقديم المساعدات الانسانية للشعب الفلسطيني، وبين الرفض الاسرائيلي والتهديد باستخدام القوة ضد الاسطول، هناك مساحة للمناورة تتوقف على محددات متعلقة بالجانب الاسرائيلي منها:
1- المصالح الأمنية والسياسية الاسرائيلية:
أعتقد ان المصالح الاسرائيلية سواء كانت أمنية أم سياسية ستكون المحدد الأقوى في حسم موقف اسرائيل من الأسطول، فاسرائيل على الصعيد السياسي لا تريد أن تتأزم علاقاتها مع تركيا كونها أكبر دولة مشاركة وداعمة للأسطول، كذلك ستضع بعين الاعتبار رعايا الدول الأخرى، وقد تكون الماكينات الاعلامية المشاركة في الأسطول سلاح قوة للأسطول كونه سيعري موقف اسرائيل من حصار قطاع غزة، ومن حقيقة انسحاب اسرائيل أحادي الجانب من القطاع، كذلك هناك مصلحة اسرائيلية بتعزيز الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد تكون قراءة اسرائيل في هذا الاتجاه بأن مثل هكذا سفن قد تعزز قدرات وامكانيات حكم حركة حماس في قطاع غزة، وتنفرد هي بالمفاوض الفلسطيني بالضفة الغربية، وفي كلا الحالتين اسرائيل لوحدها هي المستفيدة.
لكن هذا لا يعني أن الموقف الأمني غير موجود، فاسرائيل تخشى من أن يتم تهريب وسائل قتالية، تؤثر في موازين القوى في قطاع غزة.
لذلك في حال تأكدت تل أبيب من أن القافلة لا تحمل أسلحة وهي متأكدة من ذلك، أعتقد أن السيناريو الأقرب هو السماح للقافلة بالمرور.
2- الضغط الإقليمي والدولي على اسرائيل:
هذا العامل سيؤثر كثيرا على الموقف الاسرائيلي، حيث أن هناك قوى فلسطينية واقليمية ودولية لا ترغب في أن تخرج حماس من أزمتها السياسية والاقتصادية، دون التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، لذلك هم يتوقعون أن تحمل هذه السفن أموالاً ومساعدات للحكومة الفلسطينية وللشعب الفلسطيني، وهذا من شأنه إفشال كل المخططات الرامية للاطاحة بحكم حركة حماس وسيطرتها على قطاع غزة، لذا قد تتدخل الولايات المتحدة ودول أخرى من أجل حث ودعم موقف اسرائيل من أجل منع الأسطول، وقد يكون سيناريو القرصنة البحرية وارداً، وهو أن يتم جلب الاسطول الى ميناء أسدود، وإدخال المساعدات الى قطاع غزة بعد تفتيشها، لتجنب أي أزمة دبلوماسية مع الدول المشاركة.
بين المحددين والسيناريوهات المتاحة أعتقد أن اسطول الحرية، في حال صمد أمام الرياح العاتية التي قد يواجهها، سيدخل الى قطاع غزة، لأن إسرائيل سيكون موقفها متأرجحاُ بين المحددين السابقين، وهذا يتطلب موقف فلسطيني عربي إقليمي دولي موحد لدعم المتضامنين مع غزة، وحمايتهم من أي سوء، وبإذن الله موعدنا معهم قريباً على سواحل قطاع غزة.
Hossam555@hotmail.com
التعليقات (0)