مواضيع اليوم

أسطورة البابا شنودة الذي لا يقهر ..

محمد شحاتة

2010-07-11 10:50:21

0

آن الأوان لكي نقر ونعترف جميعاً بأن البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ورئيس الشعب المصري المسيحي هو الرجل الأسطورة الذي لا يقهر ولا يشق له غبار في المعارك التي يشنها أو الغزوات التي يعلنها أو الحروب التي يخوضها ضد أعتى الخصوم وبالذات الدولة بجميع هيئاتها ومؤسساتها والقضائية منها خاصة والداخلية منها على وجه الخصوص والرئاسية منها على أخص الخصوص ..
البابا شنودة فارس سياسي ماهر يجيد استخدام الأدوات التي بيده ويستطيع تطويعها بمهارة تؤكد مدى ذكائه وحنكته التي دعمتها خبراته وتجاربه حتى صار ت أغلب معاركه إن لم تكن جميعها محسومة سلفاً لصالحه مهما كانت التحديات التي يواجها ومهما كانت التوقعات المناوئة لمواقفه ومهما كانت معارضات خصومه ...
في واقعة إعلان السيدة وفاء قسطنطين الشهيرة تحولها إلى الإسلام تم تهييج الدنيا وصارت نيران الفتنة أقرب إلى ذيل جلباب مصر وأججها استخدام البابا شنودة سلاحه الأثير ( الاعتكاف ) بدير وادي النطرون كنوع من الاحتجاج مشترطاً تسليم المرأة التي أسلمت إلى الكنيسة حية أو ميتة والتهب الرأي العام المسيحي خلف موقف البابا شنودة وانصاعت الدولة وقامت بتسليم وفاء قسطنطين إلى الكنيسة بعد (صياغة) بيان أنها عادت إلى المسيحية "برغبتها" ومن يومها لم تظهر وفاء قسطنطين في الحياة العامة ..
الأمر الذي أثار التساؤلات (القوية) حول هيبة الدولة وسيادة القانون وسطوة الكنيسة وقوة البابا شنودة التي فاقت قوة الدولة بأكملها ...
وعلى ذات النسق في وقائع مشابهة أو حتى مختلفة بينما تسودها روح المواجهة والتحدي
يلجأ البابا شنودة إلى سلاح الاعتكاف كعنوان على الاحتجاج حتى تتم تلبية طلباته أو بالأحرى شروطه وفي غالبية المواجهات إن لم يكن جميعها يخرج البابا شنودة من معاركه منتصراً محققاً أهدافه ..
والمثير أن البابا شنودة لا يجاهر بقوته أو بتحديه بل الأمر يدور دائماً في فلك الظهور بمظهر المضطهد أو المنسحق تحت وطأة القوة الغاشمة للدولة أو القوة الباطشة للحكومة أو الاضطهاد الواقع على الشعب المصري المسيحي من الشعب المصري المسلم مع تفعيل سلاح الهجوم من قبل أقباط المهجر على الدولة ممثلة في رئيسها في زياراته إلى الخارج وبخاصة أمريكا حيث يتم تهييج الرأي العام الغربي ضد الدولة وإظهارها في تعاملها مع مواطنيها المسيحيين في صورة أقرب إلى صورة جنوب إفريقيا أيام التمييز العنصري (الأبارتهايد) فتكون النتيجة محاولة تفادي اللوبي الخارجي بمزيد من الرضوخ للداخلي ..
كل ذلك تجلى في الواقعة الأخيرة التي صدر فيه حكم القضاء بحق المسيحي المطلق في الزواج (بعد طلاقه) استناداً إلى حقه الإنساني في تكوين أسرة واستناداً إلى اللائحة المنظمة للأحوال الشخصية لغير المسلمين .. أعلن البابا شنودة بكل قوة وصراحة ووضوح أن هذا الحكم (القضائي) غير ملزم له ولن يلتزم به .. ولم يتغير موقفه حتى بصدور حكم المحكمة الإدارية (العليا) الذي رفض طعن البابا شنودة وقضى بإلزامه بالتصريح لرافع الدعوى بالزواج بعد طلاقه .. أعلن البابا شنودة مرة أخرى أنه لا توجد قوة على الأرض تجبره على تنفيذ حكم القضاء معللاً أن في تنفيذه مخالفة لنصوص الكتاب المقدس .. ورغم الاحتقان الكبير الذي أثاره موقف البابا شنودة المتشدد في هذا الشأن في صدور ليس المصريين فحسب بل على الأخص عشرات الآلاف من المسيحيين الذين توقفت بهم الحياة على حافة الدمار والضياع والتشريد لحرمانهم من حق الزواج بعد انتهاء زيجاتهم الأولى بالطلاق والانفصال علاوة على الحالات ( المثيرة ) التي سمحت فيها الكنيسة لأناس بعينهم بالزواج رغم تطابق حالاتهم وظروفهم مع عشرات الألوف غيرهم مما وصم الكنيسة بالاتهام بالمحاباة والمجاملة والتمييز بين رعاياها ..
البابا شنودة والكنيسة الأرثوذكسية ونتيجة لهذا الاحتقان واختلاط ما هو سياسي بما هو ديني بما هو شخصي فقد بدأ كثير من المسيحيين في اللجوء إلى القضاء برفع دعاوى ضد البابا شنودة واختصام الكنيسة في مواجهات غير مسبوقة تنال حتماً من هيبة الكنيسة ورمزها وقداستها في صدور رعاياها .
وهو الأمر الذي فتح الباب للأنبا( مكسيموس) الذي أنشأ ما يشبه كنيسة قبطية أرثوذكسية موازية لكنيسة البابا شنودة كما أعلن مكسيموس نفسه بابا لطائفة الأقباط الأرثوذكس نظيراً ونداً للبابا شنودة وصدرت له بطاقة تحقيق شخصية من الدولة بتلك الصفة ومرة أخرى احتج البابا شنودة ..
فأعلن الأنبا مكسيموس تحديه للبابا شنودة طالاً مناظرته في كافة المسائل المثيرة للقضايا الشائكة والعالقة وذات النظرة المتشددة من البابا شنودة وذلك بالاحتكام إلى الإنجيل كفيصل بينهما .. وانتهى الأمر بسحب الصفة من بطاقة تحقيق الشخصية للأنبا مكسيموس دون قبول البابا شنودة للمواجهة والمناظرة مع مكسيموس...
وانتصر البابا شنودة في هذه الجولة أيضاً ..
وأخيراً صدر الحكم الأسرع في التاريخ من المحكمة الدستورية العليا في مصر بوقف تنفيذ حكم المحكمة الإدارية العليا مؤقتا و القاضي بإلزام البابا شنودة بالتصريح لأحد المسيحيين المطلقين بالزواج مرة أخرى بعد طلاقه وتصريح الكنيسة لمطلقته بالزواج بينما حرمته هو من ذلك التصريح ..
أثارت سرعة الحكم والغير متوافقة مع نهج وطبيعة المحكمة الدستورية العليا التي عادة ما تصدر قراراتها وأحكامها في مسافات زمنية تحسب بالسنوات كما أن لها نظم في الدعاوى التي ترفع أمامها ضمن اختصاصاتها حيث لا تقبل دعاوى شخصية تقام من الأفراد بل ترفع إليها القضايا التي تثور بشأنها تنازع بين القوانين أو تضارب بين الأحكام من خلال المحاكم التي تشهد تلك المنازعات أو التضاربات حيث توقف الفصل في الدعاوى محل النزاع أو التضارب وتصرح لأطرافها برقع النزاع إلى المحكمة الدستورية العليا للفصل فيه أو أن تتولى المحاكم بنفسها مهمة رفع الأمر إلى المحكمة الدستورية العليا وهو المر الذي لم ينطبق على حالة البابا شنودة ...
. من الجدير بالذكر في هذا المجال أن ننوه إلى ما أعلنه البابا شنودة بنفسه عن زيارة شخصيات هامة ونافذة في الدولة إليه وإبلاغه رسالة من الرئيس مبارك بأن يطمئن وألا يقلق وأنه أجاب على الرسالة بأنه دوماً مطمئن ولا يقلق أبداً !!
فعلاً ..  أسطورة لاتقهر .. فلماذا يقلق !!




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !