أسرار
بقلم: حسين أحمد سليم
إيه بعلبك, يا مدينة الشّمس...
إليكِ أبوح باختصار...
كم أحمل لك وإليكِ من أسرار وأسرار؟!...
وكم في جعبتي لكِ من أخبار وأخبار؟!...
عن زمن فاجر خائن, وقدر عاهر غدّار؟!...
وعن قوم طغاة ظُلاّم, مُعتدون آثمون وفجّار؟!...
لقد قلّ في المرذولة الأبرار, وندر فيها الأطهار؟!...
وساد بين النّاس الكفر والعهر, والقهر والمذلّة والإنكسار؟!...
إيه بعلبك يا مدينة الشّمس...
إليك أسِرُّ باختصار...
هي أسرار وأسرار, يجهلها الكبار والصّغار؟!...
على مرّ العصور والأحقاب, والأدوار والأكوار والأدهار؟!...
ما أكثر انتحال الصّفات زورا, وبهتانا, الألقاب؟!...
وما أكثر الإدّعاء بالباطل, والعجب العجاب؟!...
وما أكثر سخفا ممّن يلقلق اللسان بهراء الأقوال؟!...
وما أكثر من يُمارس التّفاهة بالنّميمة والجدال؟!...
إيه بعلبك يا مدينة الشّمس...
إليكِ أهمس باختصار...
هي أسرار وأسرار, يجهلها الكبار والصّغار؟!...
مدى أحقاب وأطوار وأكوار وآباد...
ما أكثر من يستبدلون العطف بالأحقاد؟!...
وما أكثر من يدّعون زورا وبهتانا باغتصاب الأمجاد؟!...
إيه بعلبك يا مدينة الشّمس...
أليكِ أبوح باختصار...
هي أسرار وأسرار, يجهلها الكبار والصّغار؟!...
مدى أزمان وقرون...
كلّ من فيها كئيب ومحزون؟!...
وكلّ من عليها مجنون ومفتون؟!...
وكلّ من يدبّ عليها, يموجون مضطّربون؟!...
بالفانية متشبّثون؟!...
وبأسبابها مقرونون؟!...
إيه بعلبك يا مدينة الشّمس...
إليكِ أنقل الأخبار...
هي أسرار وأسرار, يجهلها الكبار والصّغار؟!...
أكثر النّاس يُساقون, كما الحمير والدّواب والأبقار؟!...
وأكثر البعض, كما التّراب والصلصال والفخّار؟!...
عبيد الجهل خانعون, ويدّعون أنّهم أحرار؟!...
للدّركات الأسفل يهوون, ولا يدرون؟!...
ويدأبون على الكفر والجهل بإصرار؟!...
إيه بعلبك يا مدينة الشّمس...
إليكِ أقول باختصار...
هي أسرار وأسرار, يجهلها الكبار والصّغار؟!...
يا لها من أسرار؟!...
العالم جاهل, ويدّعي العلم جاهلا؟!...
والجاهل سخيف, ولا يعترف بالسّخف؟!...
والسّخيف أبله, ولا يدري أنّه أبله؟!...
والأبله معتوه, ولا يعرف أنّه معتوه؟!...
والمعنوه مدّعٍ, ويتنافخ بالكبرياء؟!...
والمدّعي رقيع, ولا يشعر أنّه رقيع؟!...
والرّقيع مفتون, هائم ومجنون؟!...
والمفتون ضائع في متاهات الجنون؟!...
إيه بعلبك يا مدينة الشّمس...
إليكِ أهفو أحمل الأوزار...
هي أسرار وأسرار, يجهلها الكبار والصّغار؟!...
أكثر النّاس أغبياء؟!...
وأكثر النّاس بلهاء؟!...
وأكثر النّاس مغفّلون؟!...
حياتهم مهازل في مهازل؟!...
هي الحقيقة, ولست بهازل...
إيه بعلبك يا مدينة الشّمس...
إليكِ يحدوني البوح باختصار...
هي أسرار وأسرار, يجهلها الكبار والصّغار؟!...
يا لها من أسرار؟!...
سيأتي يوم قريب وقريب...
أبوح بها جهرا...
وأجهر بها جرأة...
أسرار وأسرار, تتوالد بأسرار وأسرار...
يجهلها الكبار والصّغار...
ويا لها من أسرار؟!...
يهوي فيها الكثير الكثير إلى أحطّ الدّركات...
من أصحاب الصّفات المنتحلة والألقاب المصطنعة...
ويسمو فيها الكثير الكثير من فقراء النّاس...
إيه بعلبك يا مدينة الشّمس...
إليكِ أشدّ الرّحيل والخيار...
هي أسرار وأسرار, يجهلها الكبار والصّغار؟!...
ويا لها من أسرار؟!...
تتفكّك لها وتُذرى أعمدة جوبّيتير...
ويتفجّر لها ويُنسف حجر الحبلى؟!...
وتغور وتجفّ مياه رأس العين...
وتُزلزلُ الأرض تحت الأقدام...
ويفرّ النّاس كالهوام...
وتصرخ خولة بنت الحسين...
أبعدوني... أنقذوني... يا للعار؟!...
يا لها من أسرار؟!...
ستطال يوما الكبار والصّغار...
التعليقات (0)