بمجرد سقوط نظام محمد حسني مبارك، شرعت العديد من المواقع الإلكترونية في مصر في النبش في العديد من أسراره الشخصية التي تراوحت بين الحقيقة والخيال..
حقيقة تنكُّره لمسقط رأسه وأسره في «حرب الرمال» بين الجزائر والمغرب وغموض زيجات سرية وابن ثالث سري.. حقيقة غرامياته مع فنانات ومذيعات وأمره بتصفية فنانة مشهورة و«تكسير عظام» أخرى وعلمه بمخطط تصفية الرئيس الراحل السادات في حادث المنصة الشهير وغيرها من الحقائق التي بدأ يُكشَف عنها بعد سقوطه...
يؤكد أهالي «كفر مصيلحة»، مسقط الرئيس المخلوع (سنة 1928) أنه كان يكره مسقط رأسه، فحسب تقرير لموقع «BBC»، فإن كل أهالي المنطقة يتفقون على أن «الريس» كان يتبرأ من قريته ولم يشعر يوما بالانتماء إليها، وليست له أي جذور فيه، بدليل أنه منذ أن غادرها صوب الكلية الحربية سنة 1949، لم يعد إليها سوى مرة واحدة ليشارك في عزاء عمه، ومرة واحدة مر بقربها ولم يحضر لزيارتها، وكان ذلك عام 2005 عندما أعلن عن ترشحه لولاية خامسة من مدينة «شبين الكوم» المجاورة. وقد أكد سكان هذه المنطقة أن مبارك يختلف كثيرا عن سلفه الرئيس الراحل أنور السادات، الذي كان شديد الفخر بقريته «ميت أبو الكوم»، في المحافظة نفسها، التي بنى فيها منزلا في حديقة كبيرة كان يتردد عليه بانتظام.
وأوضحوا أن علاقة مبارك بقريته كانت من خلال صورة جدارية كبيرة تُزيّن قاعة بلدية ومدرسة وشارع تحمل جميعها اسمه. ويعلق أهالي الكفر على ذلك قائلين «إن مبارك عاش عيشة الطيار.. دائما كان في العالي، بعيدا عن الناس اللي تحت، ربما لم يكن ليحدث له كل ذلك لو لم يكن «بعيدا» إلى هذا الحد عن الناس»...
أسير «حرب الرمال»
ما لا يعرفه الكثيرون عن حسني مبارك أنه أُسِر رفقة ضباط مصريين سنة 1963 في المغرب، بعد نزولهم اضطراريا على متن مروحية خلال «حرب الرمال»، التي نشبت بين المغرب والجزائر.كان محمد حسني مبارك قائد سرب في القوات الجوية أرسله جمال عبد الناصر إلى الجزائر ليعرف متطلبات الجيش الجزائري من السلاح في حربه ضد المملكة المغربية -في حرب الرمال- وقد تم أسر محمد حسني مبارك رفقة ضباط مصريين وجزائريين في منطقة «عين الشواطر» في الصحراء المغربية، التي كانوا يعتقدون أنها منطقة جزائرية. وبسبب ما اعتبره الراحل الحسن الثاني تدخلا مصريا في صراعه مع نظام بن بلة في الجزائر، قام باستدعاء سفير المملكة في مصر وبطرد حوالي 350 معلما مصريا ومنع كل ما يمت بصلة لمصر من التداول في المغرب، بما في ذلك أغاني رواد الطرب العربي...
حقق المغرب انتصارا كبيرا في» حرب الرمال» وتدخلت الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية ودولة صديقة لعقد صلح بين الجزائر والمغرب، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار في باماكو المالية يوم 29 أكتوبر 1963، وعادت المياه إلى مجاريها بين المغرب ومصر، حيث قبِل الراحل الحسن الثاني الدعوة الرسمية التي وجهت له لزيارة الجمهورية العربية المتحدة آنذاك، وفي تلك الزيارة، أعاد الملك الراحل الحسن الثاني الضباط المصريين الأسرى بزيهم العسكري وكان من ضمنهم حسني مبارك...
اغتيال السادات
في حوار لـ«طلعت السادات»، ابن شقيق الرئيس المصري الراحل أنور السادات مع «العربية.نت»، قال إن مبارك «لملم» عملية اغتيال السادات سنة 1981 ولم يتم فتح أي تحقيق جدي أو محايد فيها، رغم خطورة العملية، لأنها تخص مقتل رئيس الدولة.
وتشير بعض المنتديات الإلكترونية إلى أن حسنى مبارك والمشير أبو غزالة كانا كتفا لكتف على يمين ويسار السادات ولم يصابا بسوء، فكيف أن نشر صورة جسد السادات «المخرم» أصاب مبارك بالجنون وأمر بإغلاق صحيفة «الميدان»، التي نشرتها، وبالتحقيق في كيفية تسريبها، لأنها تمسه مباشرة.
زيجات سرية وعلاقات غرامية
رغم أن مبارك كان يظهر في مظهر رجل الدولة ورب الأسرة السعيدة، المكونة من زوجته سوزان مبارك وابنيه علاء وجمال، فإن بعض المواقع الإلكترونية لمعارضيه تؤكد أن «الرايس» تزوج سرا مرتين، مرة من المذيعة هناء السمري ومرة أخرى من شقيقة محافظ الإسماعيلية الأسبق، عبد المنعم عمار، سنة 1986، وقيل إن هذه الزيجة كانت ثمرتَها ولد تجاوز سن العشرين. وتشير المواقع الإلكترونية إلى أن زيجاته قلبت كيان زوجته الأولى، التي كانت دائما تعيره وتذكره بأنها صاحبة فضل في توليه منصب نائب الرئيس ومن تمت توليه الرئاسة بعد اغتيال السادات سنة 1981.
ولا تتوقف الأسرار الشخصية لمبارك، حسب عدة مواقع إلكترونية، عند هذا الحد، بل كشفت أسرارا خطيرة منها أنه كان «دون جوان» ربط علاقات كثيرة مع العديد من جميلات التلفزيون والسينما، من مذيعات وفنانات في فترة ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
وتشير هذه المواقع إلى أن المحرك الأساسي لعلاقات مبارك النسائية كان صفوت الشريف، الرجل القوي في الحزب الحاكم وأحد وجوه الحرس القديم للحزب الحاكم، رئيس مجلس الشورى، إلى حين سقوط النظام وتولى حقيبة الأعلام قبلها لفترة طويلة. وتصفه بهذه العبارة: «كان يورد الجميلات لسيده»...
وحسب موقع «الأخبار» المصري، فإن صفوت الشريف لم يكن مجرد قيادي في الحزب الحاكم، بل بالإمكان القول إنه القيادي الذي تمرس بالعمليات «القذرة» (آخرها موقعة الجمال) انتقل من ضابط مخابرات حاكمته سلطة جمال عبد الناصر، ضمن مجموعات فساد جهاز المخابرات في عام 1968، عقب نكبة 1967، حين كان يؤدي دوراً تحت اسم مستعار هو «موافي»، والدور هو تجنيد فنانات للقيام بأدوار مخابراتية، حيث تم تجنيد العديد من الفنانات وسيدات المجتمع المصري للقيام بهذه الأعمال. ومن بين الفنانات شريفة ماهر واعتماد خورشيد، التي أكدت أنها كانت زوجة لصلاح نصر، رئيس جهاز المخابرات المصري إلى سنة 1967، بعقد عرفي، وبرلنتي عبد الحميد، التي تزوجها المشير عبد الحكيم عامر، ونادية أرسلان، التي قضت في حادثة سير مدبَّرة سنة 1974 وكانت زوجة للفنان المصري يوسف فخر الدين، شقيق الفنانة مريم فخر الدين، التي كانت المخابرات المصرية العامة سببا في طلاقها من زوجها الدكتور عبد الحميد الطويل، بعد فشل عملية تجنيدها وهروبها إلى لبنان واللائحة تطول.. ولكننا سنتوقف عند الفنانة الراحلة سعاد حسني، التي تشير العديد من المواقع الإلكترونية إلى أنها قُتِلت على يد المخابرات العامة المصرية ولم تنتحر، مشيرة إلى أن سبب في تصفية سعاد حسني هو شروعها في كتابة مذكراتها الشخصية، التي قررت أن تكشف فيها عن أسرار توضح تورط رؤوس النظام المصري في فضائح أخلاقية معها، ويقال إن هذه الأسرار كانت موضوع الفصل الثالث من كتابها. وتردد العديد من المواقع، أيضا، أن سبب تسريب الأشرطة الجنسية لرجل الأعمال المصري حسام أبو الفتوح مع عدد من الفنانات هو زكريا عزمي، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية، لأن رجل الأعمال «عمل راسو براس «الريس» وصادق نفس الفنانات.. وقيل إن وراء تكسير عظام الفنانة شيريهان في حادث شهير هو صراع رجل الأعمال وابن الريس علاء عليها. ورغم أن الحادث الشهير سجله محضر الشرطة باعتباره حادث سير، فإن راويات كثيرة تؤكد أن شخصية هامة كانت وراء الحادث ولم يكن «مروريا»، فالحادث الذي لا يكاد يذكر إلا ويذكر معه اسم علاء مبارك، باعتباره المسؤول الأولَ عن غيابها عن الساحة الفنية. وسواء أقرت شيريهان صراحة بأن الحادث الذي تعرضت له قبل أكثر من 15 سنة تقريبا، كان علاء مبارك المتسبب الرئيسي فيه أم لا، فإن الأمر بات جليا بعد إصرارها على تشجيع المتظاهرين للمضي قدما حتى يسقط النظام تماما... وقد قيل في ذلك الوقت -حسب محضر الشرطة- إن شيريهان كانت مع رجل الأعمال الشهير حسام أبو الفتوح في شقته في الإسكندرية وإن زوجته علمت بذلك فأرسلت مجموعة من «البلطجية» اقتحموا الشقة واعتدوا عليهما بالضرب وألقوا بها من شرفة الشقة فأصيبت بكسور، وقيل أيضا إن حسام أبو الفتوح اتصل بمحطة خدمة «B.M.W» في طريق مصر الإسكندرية الصحراوي ليحضروا سيارة مرسيدس مهشمة وتركوها في طريق مصر -الإسكندرية الصحراوي، ثم وقف أبو الفتوح وشيريهان بجوارها مصابين وادّعيا أنهما تعرضا لحادث تصادم...
ورغم أن شيريهان ذكرت في التحقيقات أن أبو الفتوح كان معها فعلا، فإنها رجعت ونفت تصريحاتها وقالت إنها كانت في الإسكندرية وتعرضت لحادث تصادم وإن سكرتيرها هو الذي استدعى أبو الفتوح بعد الحادث، بحكم الصداقة التي تجمعه بأسرتها... وقيل إن سبب الحادث هو رفضها الزواجَ من علاء مبارك حينما تقدم إليها، الأمر الذي دعاه إلى «تأديبها»، وفي رواية أخرى، قيل إنها قبلت الزواج ولكن «الريس» وزوجته رفضا هذه الزيجة وحاولا تأديبها.
أصيبت شيريهان بأضرار بالغة في العمود الفقري استدعت سفرها إلى الخارج وبقاءها لسنوات طويلة تحت الإشراف الطبي، لتعود بعدها إلى ممارسة نشاطها الفني بقوة وتحدٍّ، وكأنها كانت ترسل رسالة إلى شخص ما لتقول له: «ما زلت على قيد الحياة وسأبقى وأعيش مهما حدث». عاشت شيريهان وشاركت في المظاهرات قائلة: «لو لم يكن دمي مسرطَناً، لتبرعت به للمتظاهرين وحان الوقت لنقول كفى للظلم»، وكأنها كانت «تفرغ» حقدا دفينا ضد نظام حاول استغلالها يوما ما. حسب تصنيف «فورين بوليسى» الأمريكية، يحتل الرئيس محمد حسني مبارك المركز الـ15 في قائمة «أسوأ السيئين» لعام 2010، حيث تعتبره المجلة المذكورة «حاكما مطلقا مستبدا يعانى من داء العظمة وشغله الشاغل الوحيد هو أن يستمر في منصبه الذي غادره مكرها بضغط ممن وصفهم في بداية ثورة الـ25 يناير بـ»عيال الفايس بوك عايزين يتسلّو»...
التعليقات (0)