بتاريخ 25/6/2011 وصل الشيخ رائد صلاح الى لندن للمشاركة بفعاليات "يوم فلسطين" الذي ينظمه المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وضمن برنامجه إلقاء محاضرات من بينها محاضرة أمام مجلس العموم البريطاني، لكن اللوبي الصهيوني الفاعل في بريطانيا، كما في الغرب، تقدم بشكوى ضده بدعوى أنه معادٍ للسامية ويحرّض على اليهود واستطاع استصدار مذكرة اعتقال وقرار بإبعاده فقامت وزيرة الداخلية بكل وقاحة وغطرسة بإصدار أمر باعتقاله كونه غير مرغوب فيه على الاراضي البريطانيه وأقتادوه مكبلاً بالقيود الى مركز الحجز تمهيداً لإبعاده "المؤجل" بسبب تقديم محاميه استئنافاً للقرار مما سيوقف عملية الإبعاد لحين صدور القرار النهائي. هذا الشيخ الجليل "السامي" الذي دخل بريطانيا بشكل رسمي خلافاً لأكاذيبهم ولم يسبق أن تم إدانته بمعاداة السامية من قبل الكيان الصهيوني الأكثر عنصرية رغم اعتقاله أكثر من مره مما يؤكد أن الشكوى كيدية وباطلة والهدف منها منعه من توصيل صوته وكشف عنصرية وجرائم الكيان الصهيوني التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
لم ولن نستغرب موقف بريطانيا العنصري أساس بلاء الأمة ومن قام باقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه وتطهيره عرقياً وقدمت وطنه لقطعان الصهيوني بإعلان كاذب ومؤامرة لازالت فصولها مستمرة وما من أحد يعرف متى تنتهي وعند أي جيل ستتوقف، ولن ننسى أبداً أنه في أروقة برلمانها تم تقسيم وطننا العربي وشرذمته الى كيانات كرتونية هزيلة مُلحقة بها، ولازالت رغم كل ما اقترفته من موبقات يندى لها جبين الإنسانية تصرّ على معاداة الشعب الفلسطيني وتقف مع المجرم الصهيوني.
إن اعتقال أسد الأقصى والتعامل معه بطريقة لا إنسانية يمثل وصمة عار جديدة على جبين بريطانيا وديمقراطيته، ففي الوقت الذي تعتقل أحد ضحاياها الذي نذر نفسه مدافعاً عن حق شعبه بأرضه ومقدساته تقوم بحماية القتلة والمجرمين وتعمل على تهريبهم والحيلولة دون اعتقالهم بالرغم مما ارتكبوه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، واعتقال الشيخ رائد صلاح إهانة لكل أبناء هذه الأمة التي تستقبل الصهيوني المجرم وتتودد إليه فيما يستبيح عواصمها ويتجسس عليها دون أن يتعرض للاعتقال، واعتقاله إهانة للشعب الفلسطيني الذي لم يحرّك فيهم خبر الاعتقال ساكنا وهو الذي يحمل معاناتهم وهمّهم في حلّه وترحاله ويقف بوجه الكيان الصهيوني لأجلهم، فيما يقيمون الدنيا من أجل العملاء والخونة الذين تآمروا ونسّقوا وتعاونوا مع الصهيوني واعتقلوا وعذّبوا وجيّشوا عصاباتهم وأسسوا فرق الموت وقتلوا الفلسطيني المناضل في أقبية زنازينهم.
هذه هي الديمقراطية "الدين الجديد" التي يعدون بها الأمة ويبشروها بدخول جنتها ويلهث خلفها عملاء الغرب وصهاينته، ديمقراطية وهمية مفصّلة حسب المقاس الصهيوني وبما يحفظ وجوده ويُلبي مصالحه وتفوقه، ديمقراطية تنهار وتنقلب على ذاتها بذرائع كاذبة فتمعن بالقتل كما في فلسطين وافغانستان والعراق، ديمقراطية تقتل الاطفال والشيوخ والنساء وتحاصرهم في غزة وتمنع عنهم المساعدات الغذائية والطبية وتجيّش العالم لمنع اسطول الحرية من الإبحار والذهاب لمساعدتهم والتضامن معهم، كما تمنع الدول الاوروبية الديمقراطية الناشطين الاوروبيين من ركوب طائراتها المتجهة الى فلسطين بحجة وجودهم على "اللائحة السوداء" التي وزعها الكيان الصهيوني، ديمقراطية تكتم صوت الحق وتدعم أنظمة الاستبداد والدكتاتورية وتحول بين الشعوب وحريتها. نرفض هذا الدين الجديد ونكفر به، ولكل هؤلاء نقول "لكم دينكم ولي دين".
التعليقات (0)