معادلة غربية وغرابتها تكمن في انقلابها وتحولها عكس عقارب الساعة , فتركيا وعلى مدى سنين طويلة في خصام مع محيطها وبالأخص مع كردستان العراق الذي يشهد توترا ً قديما ً مع تركيا وإنفتاحا ً جديدا ً مع أنقرة في الوقت الذي يُسيطر على المشهد السياسي العراقي للحكومة المركزية خصومتها الشديدة وتوترها مع حكومة الإقليم وتستغل تركيا تلك الخصومة المستمرة في تقديمها لتأمين الأمن والاستقرار للعراق عامة ولكردستان خصوصا ً فتقديمها الخدمات الإنسانية في استعادة العراق لسيادته المفقودة , إلا ّ أن َّ لا أحد يصدق بأنَّ هنالك دولة في العالم تجند إمكانيتها العسكرية والسياسية للقيام بأعمال خيرية وتقديمها بالأخص لحكومة الإقليم دون المركز بل وزاد في الأمر إلتباسا ً الإعلان الأخير لتركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها عن أطماعهم المكشوفة في الأراضي العراقية وبالخصوص مناطق الموصل وكركوك وهذا ما تحقق فعلا ً وأمام وسائل الأعلام في الزيارة الأخيرة لوزير الخارجية التركي لمحافظة كركوك .
والزيارة قُرأت على أنها تحقق انتهاك واضح لسيادة العراق بل وتجاهل الحكومة المركزية , ويبقى السؤال الذي يترقب الإجابة هل يكفي إمتعاض رئيس الوزراء نوري المالكي لهذه الانتهاكات الصريحة بالشأن العراقي ؟ وهل الخطاب المتراشق يحد من ضبابية الموقف وما تفسير مستقبل كردستان في حيال الزيارة الأخيرة ؟
ولماذا هذا الصمت الغريب من الحكومة المركزية لكردستان العراق وجعلها تسرح وتمرح ؟
فأينَّ يا ترى الصولات النوريّة المالكية الدعوجية القانونية كما شهدناها في السابق في محافظات عديدة لخروج جماعات عن القانون وانتهاكهم للقانون العراقي ؟ وهذا الأمر يوحي بمؤشرات خطيرة للغاية ومنها عدم إعتراف حكومة الإقليم بالحكومة المركزية بقيادة المالكي كما إنها على علم ٍ أكيد بأنَّ التصريحات المالكية الدعوجية لن تضر في سير القافلة لعلمها أنها فقط تصريحات نارية سرعان ما تخفت وتنطفئ وبذلك تصح المقولة المشهورة على سيادة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي في سيادته المفقودة في كردستان العراق :
( أسدٌ عليّ وفي كردستان ٍ نعامة ) .
التعليقات (0)