في الثاني والعشرين من شهر مايو الماضي دفع الشهيد ملازم أول ماجد القديري، من قوات النشامى الأردنية، حياته من أجل مساعدة الشعب الأفغاني الذي مازال يعاني من إرهاب وبطش طالبان. فخلال تأديته لمهمة تأمين أحد قوافل المساعدات الإنسانية في ولاية لوجار قامت مجموعة من المتمردين التابعين لطالبان باستهداف القافلة عن طريق زرع العبوات الناسفة مما أدى إلى قتل وإصابة عددٍ من أفراد تأمين القافلة من ضمنهم الملازم ماجد. وقد أعترف الجيش الأردني بوقوع الحادث ونعى فقيد الجيش الأردني. وكان من المستهدف أن تقوم هذه القافلة بتوزيع المساعدات الإنسانية إلى إحدى القرى النائية في إقليم لوجار التي تضمنت شحنات من الأدوية والمواد الغذائية.
وقد تحدث قائد قوة الأمن والحماية الأردنية (وحدة النشامى) في أفغانستان، السيد العقيد مخلد السحيم، وأكد أن فقدان القديري سيلقي بأثرة السلبي على المهمة في أفغانستان، كما ذكر أنه كان من خيرة الضباط الأردنيين، ومن الأقوياء الذين لا يستسلمون، وكان يعمل جاهداً لرفع سمعة الأردن عالياً من خلال مشاركته في تقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين وتضميد جراحهم.
وأشار العقيد السحيم إلى أن القديري كان يشعر بفخر كبير في مساعدة المدنيين الأفغان برغم المخاطر. حيث خدم القديري مع قوات النشامى في وحدة الحربة المتمركزة في قاعدة عمليات شانك الموجودة في إقليم لوجار. أضاف العقيد السحيم "إن مثل هذه التفجيرات متوقعة في مناطق القتال؛ بما أن قواتنا ترافق قوات التحالف والقوات الأفغانية. ولن نتأخر في تقديم المساعدات وهو النشاط الأهم للقوات الأردنية وسنمضي قدماً بقدر المستطاع".
وللأسف نرى طالبان لا تفرق بين العمليات القتالية والعمليات الإنسانية فالتفجيرات التي حدثت متوقع أنها تستهدف جنود ومركبات تشارك في عمليات عسكرية وفي مناطق القتال، ولكن نرى هذه الحركة تستهدف قوافل المساعدات الإنسانية ومشاريع الأعمار لتقويض أي أمل من شأنه تحسين الوضع المعيشي للشعب الأفغاني.
طالبان توعدت قوات التحالف بهجمات الربيع، لكن هجماتها تطول كل ما هو مفيد لأفغانستان فرأيناهم يتبنون هجمات على عمال البناء ومشاريع التنمية أضف إلى ذلك استهدافهم المستمر للمدنيين الأفغان. وبالرغم من ذلك نرى تصميم قوات التحالف ومن ضمنهم قوات المملكة الهاشمية الأردنية في المضي قدماً لتنشيط ودعم برامج المساعدات الإنسانية في المنطقة. وهنا لا بد أن نذكر جهود وحدة قوات النشامى التي قامت بها مؤخراً في إعادة أعمار وتأثيث 34 مسجداً وتزويدها بنسخ من القرآن الكريم، بالإضافة إلى تجديد عددٍ من المدارس وبناء الطرق وتوصيل المياه للمنازل في مقاطعة محمد أغا وقرية كوشي.
وكجزء من المهمة الإنسانية لقوة الأمن والحماية الأردنية في أفغانستان، تقوم فرق التواصل النسائية بالعمل على رفع مستوى الوعي بحقوق المرأة الأفغانية وتوفير المساعدات التعليمية والطبية. وغطى نشاط القوات كما تقوم نفس القوات بعقد ندوات دينية وتقديم برامج إذاعية تركز على رسالة عمان التي تهدف إلى توضيح الصورة الحقيقية للإسلام، وذلك حسب ما قاله العقيد السحيم.
وأكد العقيد السحيم قائلاً "إن القوات الأردنية فخورة بالوقوف إلى جانب بلد مسلم والعمل جنباً إلى جنب مع شركائنا في قوات التحالف، وسنستمر في محاربة التمرد ومد يد العون للشعب الأفغاني."
واختتم العقيد قائلاً "لن يثني هذا الحادث الأليم قواتنا عن القيام بمهمتها الإنسانية ومد يد العون للمحتاجين في أي وقت وأي مكان. وسنستمر وبدون كلل في نشر الصورة الصحيحة عن الإسلام سعياً لتحقيق الخير والأمن للبشرية."
القيادة المركزية الأمريكية
www.centcom.mil
التعليقات (0)