أستجواب صحفي مع الشاعر
فتح الله حسّيني .....!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
- منذ زمنٍ وأنا أبحث عنه لعلّي ألتقطه في غفلة عنه، ثم أسّتدرجه إلى هذا الأستجواب الصحفي، فما أعرفه عن هذا خفاش أنه لا يركن على غصناً بعينه، بل دائم الحركة والتنقل ، إلى أن – كمشته - متلبساً يكتب ما تبقى من قصيدة - جارة الميرا- ويلحس ثمالة كأسه، قبل أن يدّس هامته في فراشه لينام :
- فتح الله, وماذا بعد يا صاحبي, ألم يمّل منك الشعر
أم مازال القلق يتحفك بمزيد من الألم والمكابدات.....؟؟
- لن يمل مني الشعر، لاني بكل أريحية اسقيه كؤوس النبيذ نخب الأصدقاء المبعثرين ، كل ليلة، وكل ليلة تراقص ألمي فتاة جميلة أكثر جمالاً من الشعر، لذلك يبقى قلقه قلقاً مشروعاً، لانه قلق ينتابه انين ماض ولى، أيام الصخب، هنا بات القلق يلازمني أكثر، ربما لأنني أتحف رتابتي بفوضى أكثر رتابة، وربما لأني أنام ملئ سكوني أحلم بهدوء بعد كل الضجيج الذي مارسته، ومازلت أقدسه.
- أنت متهم بأن درباسية مازالت تساكنك, وجارة الميرا تتسكع معك على أرصفة السليمانية , تغدقك بنبيذها المشتهاة....
فهل السليمانية لحظة الصحو من غيبوبتهما, أم أغتراب آخر أكثر نزيفاً....؟؟
-نعم الدرباسة هي درباسيتي، ودرباسية لقمان ديركي، وبشار العيسى، ومحمود عزيز شاكر، وميري هيكا، وآخرون كثر تبعثروا هرباً من حنينها المجنون، والسليمانية ليست آخر المطاف، رغم انها انهالت عليّ بأحلامها وفتياتها وجينز نسوتها الاليفات وشوارعها التي تتحفك بالغبار، وشعرائها وشاعراتها الأليفين اللامخادعين، ونبيذها يشبه تماماً نبيذاً كنت أحلم به، أبان ولوجي الطوعي الى عالم الخديعة.
بطبيعة الحال، أنا دوماً في اغتراب، اغتراب داخلي نوعاً ما، أشتاق الى نفسي كل لحظة، وأشتاق الى كل شئ، ومن ثم أملّ مباشرة من اللقاءات، لان الحياة بالنسبة اليّ أصبحت ديمومة عابرة، ومتى تتوقف لا أعرف..
- التهمة الأخرى الموجهة إليك, هي توظيفك المدهش والمتقن لصورة الشعرية وتكثيفها, كما أنك يا عكروت تملك غزارة في نتاج الصحفي والنقدي .... مامرد ذلك ...؟؟
-الصورة نابعة من رائحة فتاة بجانبي أو أمرأة أنصب لها كيمناً جميلاً، وهي تعرف أنها ماضية الى كمين ومع ذلك لا ترفض، بل ترقص بملئ تفاصيل جسدها العاري الذي أحبه كثيراً، وسرعان ما أمل منها ومن جسدها، وهذا ما يدفعني الى أن أكون أول كاتب كردي يكتب الزاوية اليومية في العراق، وكانت الزاويا بعنوان " نوايا" الصفحة الثانية من يومية "الاتحاد" لسان حال الاتحاد الوطني الكردستاني التي تصدر في بغداد.
- وأستطراداً أسأل إيهما يوظف للآخر الكتابة الصحفية أم ممارسة فعلة كتابة الشعر....؟
-الصحافة هي التمويل المادي والكحولي للشعر.
- أما زلت ترفع كأسك وتقول أنا كردي....؟؟
وهل ما زالت هناك تلك اللهفة والحميمية بينك وبين الأعباء التي ترزح تحت وطأتها.....؟؟؟
-على الدوام أرفع كأسي وأقول نخب المشردين من الأصدقاء في ألمانيا واستنبول.. وليس ليّ أية أعباء ..
- حين تتساوى عيناك مع الكأس وخط الأفق ، ماذا يترائ لك خلفهما....؟؟؟
- تترأى لي عينا دلبر التي أشتاق اليهما بعد كل تلك سنوات الغياب..
- هل مازالت القصيدة هي الملاذ....؟؟؟
ما أدواتك لألتقاط اللحظة الشعرية, إياك أن تتهرب يول....؟؟؟..
- ملاذي الأوحد، أن أكون على طاولة شراب مع أصدقاء وصديقات، للممارسة الشعر بلا كلام..
- تكتب بلغة الأم { أعني اللغة الكردية } وكذلك أنت متورط بممارسة فعل الكتابة باللغة العربية, في إيهما يكون التخبط والخربشة ممتعاً...؟؟
- حسب الحاجة، وكلا اللغتين متعبة وممتعة..
- إية إمرأة ترفل بأثوابها على أمداء قصائدك....؟؟؟
-التي الآن تقف بجانبي وأن أرد عليك أيها البركاتي، وتقول" صديقك المحاور يعرف طيشك"..
- أنت الآن ماذا....؟؟؟
- شاعر بحجم الوطن والكفن معاً.. وحالم الى حد الثمالة، وثمل الى حد الاعياء..
- هل لديك أقوال أخرى....؟؟
-لا أحب الاستطراد..
- إذن إلى زنزانة جارة الميرا وبؤس المصير....
حوار / ابراهي
التعليقات (0)