مواضيع اليوم

أستجوابات المعتقلين الإسلاميين والسياسيين في مصر يتم تصديرها فورا إلى واشنطن

عماد فواز

2010-01-23 23:24:10

0

التعاون الأمني – الشرطي- بين مصر وأمريكا بدأ آبان فترة حكم الرئيس الراحل محمد أنور السادات في ثمانييات القرن الماضي، وكان هذا التعاون يتم في صورة منح ضباط الشرطة المصريين دورات تدريبية في أمريكا على مختلف العلوم الشرطية وأيضا تسليم السجناء وتبادل التحقيقات بين المتهمين في السجون المصرية والأمريكية.

وطبقا لدراسة أمريكية نشرت في صحيفة "وال ستريت جورنال" منذ شهرين تقريبا للكاتب والباحث الأمريكي "ريتشارد بيراك" المهتم بشئون مصر وقضايا حقوق الإنسان بها، فإن السبب الرئيسي وراء إبرام بروتوكول التعاون بين واشنطن والقاهرة في المجال الشرطي أو الأمني هو إخضاع المعتقلين الإسلاميين في مصر وأمريكا للتحقيق في السجون المصرية وانتزاع الإعترافات منهم للتوصل إلى باقي أفراد التنظيمات المختلفة وأيضا التوصل لأهداف وخطط الجماعات الإسلامية المتطرفة.

يقول بيراك : طبقا لما تحت يدي من مستندات وأدلة تقطع بأن عدد لا بأس به من المعتقلين المصريين وغير المصريين في السجون الأمريكية والمصرية قد إعترفوا منذ عام 1980 حتى اليوم بإعترافات خطيرة وجوهرية ربما لم تفيد بشكل مباشر في القضاء على الجماعات الإسلامية في مختلف أنحاء الكرة الأرضية، لكنها في النهاية إعترافات إستفادت منها السلطات الأمريكية طبقا لبروتوكول التعاون بين البلدين والذي تم إبرامه في الأساس لهذا الغرض.

ويسرد بيراك الأحداث والوقائع مشيرا إلى أن أول ثمار هذا التعاون – كما تمنته الجهات الأمنية الأمريكية - كان في إبريل 1981 عندما تم إمداد جهاز الأمن القومي الأمريكي بملف تحقيقات تنظيم الجهاد بالكامل – مكون من 3640 ورقة -، ومنه إستخلص الجهاز مخططات دول عربية تهدف إلى نشر الفكر الإسلامي المتطرف للسيطرة على المنطقة العربية وتحديدا منطقة الشرق الأوسط، تم عن طريق إنتزاع الإعترافات من المعتقلين القضاء على التنظيم في مصر والدول العربية المحيطة فورا عقب إعتقال أفراد الخلية في مصر.

ويضيف بيراك ثم توالت الأحداث وتعاقبت الإعترافات وتطورت سبل التحقيق مع المعتقلين، وأيضا توالت عمليات التبادل بين السجناء والمعتقلين، وربما من أشهر هذه الوقائع هي تسليم أبناء أبو خباب المصري المعتقلين في مصر وعددهم اثنين إلى أمريكا عام 2006 وذلك لإنتزاع إعترافات حول مكان تواجد والدهم، وفي أغسطس عام 2008 توصلت القوات الأمريكية إلى مكان أبو خباب المصري عن طريق المكالمات الهاتفية بينه وبين أبناؤه المعتقلين في أمريكا وتم إصطياده في غارة أمريكية على جبال باكستان الجنوبية ولقى مصرعه في الحال، ومازال أبناؤه في سجون أمريكا للتوصل إلى آخرين عن طريق المكالمات الهاتفية أيضا نظرا لمعرفة أبناء أبو خباب المصري بعدد كبير جدا من أعضاء التنظيمات الإسلامية وخاصة تنظيم القاعدة ووجود محادثات هاتفية متبادلة بينهم بين الحين والآخر.

ويشير بيراك في بحثه إلى أن التحقيقات مع أعضاء الجماعات والتنظيمات كانت تتم في أماكن الإحتجاز بمقر مباحث أمن الدولة بلاظوغلي ثم انتقلت مؤخرا إلى مقر الجهاز الجديد في مدينة نصر، ومن أشهر المعتقلات السياسية التي يتم إيداع المعتقلين بها وخاصة المعتقلين القادمين من أمريكا او الذين يعتبرهم النظام المصري من الخطرين، هو معتقل وادي النطرون 330،340 الصحراوي، ومن أهم نزلاء هذا العتقل الدكتور رمزي موافي "طيبي بن لادن" السابق والذي يتم إخضاعة للتحقيق بين الحين والآخر في مقر جهاز مباحث امن الدولة في مدينة نصر عقب كل خطاب لزعيم تنظيم القاعة أسامة بن لادن أو الرجل الثاني الدكتور أيمن الظواهري لتحليله وبيان مابه من معاني من حيث نبرة الصوت وما توحي به من درجة معنوياته وصدقه وأيضا تحليل إنفعالاته وبيان ما تخفيه من عدم ثقة بالنفس أو نوايا إنتقامية وغيرها من الأمور التي تهتم بها الولايات المتحدة في البحث والتتبع لأعضاء وقيادات الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن وآمان أمريكا، وهذه التحليلات التي يتم تسجيلها يتم إرسالها أولا بأول إلى واشنطن، وأيضا غرف الإعتراف في مدينة نصر شهدت مؤخرا تحقيقات موسعة مع أعضاء خلية حزب الله التي أعلنت السلطات المصرية القبض عليهم في إبريل 2008، وركز المحققين في إستجوابهم لأعضاء الخلية على أستجواب المتهم اللبناني "سامي شهاب" قائد التنظيم لما يحمله من معلومات وبيانات عن حزب الله اللبناني وعن قياداته وعن التنظيم من الداخل وعن سياسات التنظيم وطريقة الإدارة والتحركات والتدرجات القيادية وحركات التصعيد والعزل بين افراد وقيادات التنظيم، والتكوينات المختلفة والتشعبات والتفرعات بين الفصائل والوحدات القتالية وطريقة توزيعها، وغيرها من الأمور والمعلومات التي تحرص الولايات الأمريكية على الوصول إليها والتي تم إرسالها إلى واشنطن فور الإنتهاء من الإستجواب بل وإعيد استجواب المتهم "زعيم الخلية في مصر" أكثر من مرة بناء على طلب جهاز الأمن القومي الأمريكي للإستفسار عن أمور تنظيمية داخل حزب الله.
 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات