مواضيع اليوم

أستاذ نحوي أم كندرجي أم مفتاح

ياسر حمّاد

2010-03-07 11:11:39

0

أستاذ نحوي أم كندرجي أم مفتاح ..
؛


حدثنا أستاذ نحوي وقال:
كنت داخل الصف بين الطلاب ، أنظر إليهم وإلى أحذيتهم ، وعددهم تجاوز أولاد الشوارع بقليل ، وربما نفس العدد ، ولعل كان أحدهم غائب ، وكان مع والده في ورشة تصليح المواسير ، أو ربما كان يحمل لأمه كيس البصل والثوم والكوسا وأصابع الخيار ..
ونسيت أن أغلق التلفون الذي أحشره في جيبي الصغير ، خوفاً من سرقته أو سقوطه بيد زوجتي ذات اللسان الطويل ..
دق جرس الهاتف ، حسبته جرس المدرسة ، والفرق بينه وبين أجراس الكنائس ، هنا الكل يقرعه بالعصا ، وهناك واحد يقرعه بالحبل ..
قلت: نعم
قالت: كيف حالك يا أستاذ
قلت: أهلا وسهلا ، ومن أنتِ
قالت: ممكن سؤال نحوي
قلت: ما هو يا تاء التأنيث
قالت: هل يجوز أن يكون الفعل المطلق ، مفعولاً به
قلت: أنا عندي درس يا هاء
عاد التلفون بالرنين
قلت: نعم
قالت: كيف حالك يا أستاذ
قلت: ماذا تريدين يا باء
قالت: هل يجوز للفعل الماضي أن يكون بحرفه الأخير تنويناً

قلت: يجوز أيضاً أن يكون ملوناً ، واللون الأحمر ، سوف يكون جميلاً ومناسباً له ، وأغلقت التلفون بوجهها ، وخفت من السؤال الآخر ..

عاد التلفون بالرنين
قلت: نعم
قالت: كيف حالك يا أستاذ
قلت: ماذا تريدين يا خاء
قالت: فهمت من كلامك الرائع ، أن المفعول المطلق هو نفسه المفعول به ..
قلت: يا واو ، أنا لست أستاذ نحوي ، أنا أعمل عند الأستاذ كندرجي (مصلح أحذية) ، لكنه اليوم غائب ، وصديقه مدير المدرسة ، جعلني بديلاً عنه ، وأغلقت الهاتف بوجهها ، وخفت أن تكون خلف الباب ، تبحث عن أحد الأفعال ، في سلة المهملات ..
عاد الهاتف بالرنين
قلت: نعم
قالت: أعطيني العنوان ، وسوف أكون عندك مع صديقتي ، هي تريد مسح أظافرها ، وأنا أريد تغيير لون شعري ، من البرتقالي إلى اللون الأسود الفاتح من كل الجهات ، وأرجوك لا تغلق الهاتف بوجهي ، لقد تكسرت أسناني كلها إلا واحد ، وضاع المفتاح ..

ناديت الماضي والحاضر ، وأرسلت الأوامر ، ووضعت علامة الاستفهام والتعجب ، وأخفيت الهاتف في مكان مظلم ، لا يعرفه إلا أنا وزوجة النحوي ، والبائع الذي يبيع الموز والتفاح ، لكن من حروف العلة التي ملئت صدري ، نسيت الهاتف متاح ، فسمعت صوتاً وكأنه المستقبل المؤنث القبيح بسكونه ..
قالت: يا أستاذ الهمزة والغمزة ، والجر والمجرور والكسر والضمة والنصب المشروع ، ورافع كل الأفعال ، بعد قليل سوف أكون عندك ، وأسألك عن أفعالك الماضية ، وهل كان الضمير بها مستتراً أم ما زال متصلاً ..
قلت لها وناديتها من بعيد: تعالي .. لعلي صنعت لك كعباً عالياً ، ورفعتك بجملة فعلية صحيحة ، وتركتك بحالك تنظرين من النافذة المفتوحة ، كيف تأكل الناس ، وكل تاء وهاء وخاء وراء ، أكل الموز كل مساء وصباح ..
،


قلم رصاص:
ياسر حمّاد




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !