الخطة التأمينية للرئيس الأمريكي باراك أوباما أثناء زيارته للقاهرة يوم الخميس 4 يونيو الجاري لم تقتصر على تأمين الشوارع ومبنى الجامعة ومطار القاهرة الدولي ومسجد السلطان حسن وغيرها من الأماكن التي زارها الرئيس ، وانما شملت اجراءات خفية أخرى كان اهمها مراقبة الهواتف المحمولة والثابته لجميع المدعويين لحضور المؤتمر منذ تسلم مباحث أمن الدولة لكشف الأسماء من جميع الجهات المشاركة بالمؤتمر والتي وجهت دعوات لشخصيات حكومية وعامة ومعارضين وحتى مغادرة الرئيس الأمريكي لأرض مصر.
المراقبة بدأت منذ صباح يوم الثلاثاء 28 مايو الماضي وحتى مساء يوم الخميس 4 يونيو الجاري،بناء على مذكرة مباحث أمن الدولة المقدمة إلى وزير الداخلية بالخطة التأمينية المقترحة والتي وافق عليها الوزير وتم التنفيذ وموافاة الوزير بتقرير يومي حول المكالمات (صادر ووارد ورسائل).
أكد مصدر أن تفريغ المكالمات أحيط بقدر كبير من السرية وأن التقرير اليومي كان يشرف عليه ثلاث ضباط فقط وخمس أمناء شرطة،وذلك بناء على تعليمات الوزير وذلك لما حملته العديد من المكالمات – وخاصة مكالمات الهواتف المنزلية- من خصوصيات أسر المدعويين الموضوعين تحت المراقبة.
وذكر المصدر أن مباحث أمن الدولة كانت على علم برفض حضور النائب حمدين صباحي للمؤتمر وأنها علمت بموقف الكاتب الصحفي فهمي هويدي من حضور المؤتمر الصحفي الذي عقد على هامش المؤتمر فور اجراؤه مكالمة هاتفية مع الكاتب الصحفي أحمد المسلماني يستشيره حول نيته في عدم حضور المؤتمر الصحفي نظرا لوجود صحفي إسرائيلي في المؤتمر مما دفع مدير ادارة مباحث أمن الدولة لتوجيه قوة مكونه من أميني شرطة وضابط لمراقبة الكاتب من بعيد حتى انصرف من حرم الجامعة، كما جاء بتفريغ المكالمات اكثر من حديث بين الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد السابق وبين أعضاء بالهيئة العليا للحزب حول ما ينوي اثارته من قضايا وموضوعات في حالة مقابلته للرئيس الأمريكي – رفض المصدر الإفصاح عنها – ولكنه أكد على أنها موضوعات معروفة مسبقا وسبق أن اعلن زعيم الغد عنها في الصحف.
واوضح المصدر أن عدد كبير جدا من الشخصيات الموضوعة تحت المراقبة وعلى رأسهم الدكتور أيمن نور كانوا يعلموا او على الأقل يشعرون بأن هواتفهم مراقبة – وهو ما أعلنوه صراحة أثناء حواراتهم في الهاتف- وأن أغلبهم يملك أكثر من خط تليفون محمول بعضهم غير مسجل أو لا يحمل بياناتهم ولم يوضع تحت المراقبة وتم التوصل إلى جزء منهم عن طريق اجراء أبنائهم أو أحد أفراد اسرهم لمكالمات من الهاتف الأرضي للمنزل على تلك الهواتف ومن هنا تم رصدها.
وأشار المصدر إلى أن جميع المكالمات الهاتفية تقريبا حملت تلميحات وقفشات ونكات سياسية حول الزيارة وان جميع الشخصيات الموضوعة تحت المراقبة أشارت صراحة لقضية التويث ولموقف جمال مبارك من الزيارة وترتيباته واستعداداته للمقابلة وعن تخمينات حول الموضوعات التي تحتويها أجندته والتي سوف يطرحها على الرئيس الأمريكي، وأيضا استفسارات عن الرئيس مبارك وعن دوره في الزيارة وهل سوف يقوم باستقبال الرئيس الأمريكي بالمطار ام لا وتكهنات وتأكيدات بين البعض عن سماعهم أخبار بعدم استقبال الرئيس مبارك لأوباما في المطار وعدم اصطحابه في الجولة المنظرة داخل القاهرة وعدم حضورة الخطاب في جامعة القاهرة، وأيضا تطرق أغلب الشخصيات الموضوعة تحت المراقبة لموضوع صحة الرئيس وتأثير حادث وفاة حفيده على صحته وعدم مقدرته على التجول واصطحاب الرئيس الأمريكي في جولته، وان أخبار وصلت إلى بعضهم عن أن جمال مبارك سوف يحل محل الرئيس الأب في الجولة،واعتبرها المتحدثون فرصة لتقارب وجهات النظر بين أوباما وجمال مبارك واعتبرها البعض خطة محكمة موضوعة من أجل هذا الغرض.
ولم يستبعد المصدر قيام وزير الداخلية بوضع تقارير المراقبة بين يدي جهات عليا أو الرئيس مبارك شخصيا لحظة بلحظة لما احتوته بنسبة 90% من حديث حوله وحول جمال مبارك وأعضاء بلجنة السياسات وعلى رأسهم أحمد عز أمين التنظيم بالحزب والذي تساءل عدد كبير من الشخصيات الموضوعة تحت المراقبة عن دوره في الزيارة وعن ما سوف يقدمة سواء لإظهار نفسه أمام الرأي العام العالمي او لدعم جمال مبارك، حيث رآى عدد كبير منهم أن زيارة أوباما لمصر واهتمام الرأي العام العالمي بهذه الزيارة فرصة ربما لا تتكرر لإضهار الوريث ومن حوله عالميا.
وفي النهاية أكد المصدر على أن نسخة ملف المراقبة الموجود بوزارة الداخلية –والذي يحمل عبارة سري جدا على صدر غلافه - بما يحتويه من مذكرات وتسجيلات تم إعدامه فور انتهاء الزيارة منعا لتسريبه لأي جهه وخاصة الإعلام، أما نسخة الرئاسة فمازال مصيرها مجهول حتى الأن.
التعليقات (0)